في سماء الكون اللامتناهي، تتلألأ نجمة تدعى Kepler-1629 ببريقها الخافت والمغري لعشاق علم الفلك. إنها نجمة تتسم بلمعانها وقوتها الجاذبية، مما يجعلها نقطة محط انتباه العلماء والمهتمين بأسرار الكون. وعلى بعد يتجاوز الف وتسعة وتسعين سنة ضوئية من الأرض، يكمن عالم آخر، عالم لامع بطابعه الفريد، يحمل اسم Kepler-1629 b.
Kepler-1629 b يعد من بين الكواكب الطبيعية الترابية التي تلتف حول هذا النجم المدهش. تم اكتشافه في عام 2016 عبر طريقة مذهلة تعرف باسم “العبور” أو Transit، حيث يتم رصد التغيرات الدقيقة في السطوع النجمي عندما يمر الكوكب أمام نجمه الأم. هذا الاكتشاف الرائع يضيف رصيدًا جديدًا إلى سجل الكواكب المكتشفة خارج نظامنا الشمسي.
Kepler-1629 b يتميز بعدة خصائص مثيرة للاهتمام. بدايةً من كتلته، حيث يبلغ ضعف الثلث تقريبًا من كتلة الأرض، مما يشير إلى وجوده ككوكب صغير الحجم والكتلة. وبالنظر إلى نصف قطره البالغ 77% من نصف قطر الأرض، يظهر أنه يتمتع بهيكل جيولوجي مثير للاهتمام يستحق دراسته بعناية فائقة.
تدور Kepler-1629 b حول نجمه بمسافة تبلغ حوالي 0.0485 وحدة فلكية، وتستغرق حوالي 0.010677618 سنة لإكمال دورة كاملة حول نجمه الأم. وما يميز هذا الكوكب أيضًا هو استقامة مداره، حيث يظهر خلوه من أي انحراف في مساره حول النجم.
على الرغم من بعده الكبير عنا، يعتبر Kepler-1629 b نافذة مفتوحة نحو فهم أعماق الكون وأسراره الجذابة. إن اكتشاف كوكب بهذه الخصائص يثير العديد من الأسئلة حول تاريخ تشكيله وتطوره، ويشكل تحديًا مثيرًا للعلماء لفهم طبيعة الكواكب المشابهة في أنحاء الكون.
وفي النهاية، يظل Kepler-1629 b نقطة منيرة في سماء الكون، تذكيرًا بتنوع وروعة الكواكب التي تتجول في فلك اللانهاية، مما يعزز الفضول والرغبة في استكشاف أعماق الفضاء الذي يظل لغزًا لا ينضب من الألغاز والمفاجآت.