في إحدى الزوايا البعيدة والمجهولة للعين البشرية تتألق كوكبٌ صغير يدعى Kepler-1349 b، وهو عالم فضاء يقف بفخر في النظام الشمسي الخاص به. يتوسط هذا الكوكب الفضائي الساحر الفضاء بمسافة تبلغ 901.0 سنة ضوئية عن الأرض، حيث يظهر في سماء ليله ببريق لامع يصعب تصديقه.
تبرز معلومات قيمة حول هذا الكوكب الساحر، إذ يبلغ التألق النجمي للنجم الذي يحتضن Kepler-1349 b مستوى 11.209، مما يجعله ضمن الكواكب الصغيرة التي تتلألأ في سماء الليل. يتمتع الكوكب بنوعية فريدة، حيث يُصنف ضمن الكواكب الصخرية أو المعروفة بـ “الكواكب البرمائية”، حيث يشير ذلك إلى تكوينه الصلب والصخري المشابه لتركيبة الأرض.
تم اكتشاف Kepler-1349 b في عام 2016، حيث كانت لحظة استثنائية في تاريخ الفضاء البشري. يعود الفضل في اكتشافه إلى تقنية العبور أمام النجم، حيث كانت الكوكب تعبر أمام نجمه الأم، مما أدى إلى انخراط الباحثين في رصد تلك التغييرات الطفيفة في الضوء الذي يصل من النجم، وهو ما أفضى إلى كشف وجود هذا العالم الفضائي المدهش.
تتميز Kepler-1349 b بخصائص فريدة، إذ يتمتع بكتلة تعادل 0.271 ضعف كتلة الأرض، وهو معيار يبرز خفة وزنه مقارنةً بالكواكب الأخرى. ويظهر هذا الاختلاف في الكتلة كميزة ملحوظة تجعله يتميز بتكوين فريد يثير فضول علماء الفضاء.
أما عن قطر Kepler-1349 b، فيعادل 0.7 ضعف قطر الأرض، وهو معيار يلفت النظر إلى حجمه الصغير بالمقارنة مع كواكب المجموعة الشمسية. تلك الأرقام تسلط الضوء على تباين هذا العالم الفضائي الرائع فيما يتعلق ببنيته الفيزيائية.
تدور Kepler-1349 b حول نجمه بمدار يبلغ 0.0341 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانه حوالي 0.0057494864 يوم فضائي، مما يجعله يعيش في قلب النظام الذي ينتمي إليه. تتميز مداراته بخصائصها المستقرة، حيث يظهر الكوكب البرمائي هذا بانتظام في تراصيل تلك المسارات السماوية المعقدة.
تتعامل التقنيات الحديثة في مجال الفضاء مع كشف الكواكب البعيدة باستخدام أساليب متطورة، ومنها الطريقة الجديرة بالاهتمام التي تم بها اكتشاف Kepler-1349 b، وهي “طريقة العبور” أو ما يُعرف بـ “طريقة العبور أمام النجم”، حيث يتم قياس الضوء الذي يصل من النجم والذي يتأثر بتحرك الكوكب أمامه، مما يتيح للعلماء تحديد معلومات دقيقة حول تكوين وخصائص الكواكب البعيدة.
في النهاية، يعتبر Kepler-1349 b نجمًا بارزًا في سماء الكواكب، حيث يجمع بين الغموض والجمال في عالم فضاء لا يزال يكشف لنا أسراره ويفتح أفقًا جديدًا لاستكشاف المجهول.