في العمق السحيق للفضاء اللانهائي، حيث تتداخل عجلة الكواكب وتنبض بألحان الكون، نلقي نظرة على إحدى الجواهر الساطعة في سماء الليل الفلكية، وهي كوكب Kepler-1204 b. يظهر هذا الكوكب البعيد في سماء الليل كنقطة لامعة برغم بعده الشاسع الذي يبلغ 3834.0 سنة ضوئية عن الأرض. تندرج Kepler-1204 b ضمن تصنيف كواكب شبيه بنبتون، حيث يكتنفها سراب من الغموض والجاذبية الفائقة.
تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في سماء الكواكب في عام 2016، عن طريق استخدام أسلوب العبور الذي يتضمن قياس تأثير الكوكب على سطوع النجم الأم خلال عبوره أمامه. تميز Kepler-1204 b بلمعانه الفائق، حيث يبلغ مقدار التألق النجمي 15.45. يشير هذا اللمعان إلى قوة ساطعة تتألق في سماء الليل، مما يلفت انتباه المراقبين الفلكيين إلى هذا الجسم الفلكي الفريد.
عند التفكير في الأبعاد الفيزيائية لـ Kepler-1204 b، يظهر أمامنا لغزاً فلكياً يجعلنا نتساءل عن أسرار هذا العالم البعيد. تبلغ كتلته تقريباً 9.53 مرة كتلة الأرض، مما يشير إلى وجود كتلة هائلة تعكس تركيبه الفيزيائي الفريد. وبمقارنة هذا الرقم بكتلة الأرض، يتضح لنا أنه يتمتع بكتلة هائلة تضاهي تلك الموجودة في عوالمنا الخاصة.
تبرز الأبعاد الكونية لـ Kepler-1204 b عند النظر إلى نصف قطره الذي يبلغ 0.272 نصف نصف قطر المشتري. هذا الرقم يشير إلى حجم استثنائي يضع هذا الكوكب في فئة العمالقة في عالم الكواكب البعيدة. تظهر تلك الأبعاد الفلكية بأن Kepler-1204 b تتحدى القوانين الطبيعية بأبعادها الفيزيائية الفائقة.
تدور Kepler-1204 b في مدار محيطي يتميز بنصف قطر يبلغ 0.3877، وفترة دورانية تبلغ 0.2346338 عامًا. هذه الحركة المدارية المذهلة تضفي على هذا الكوكب رقصة متألقة في مسرح السماء، تروي لنا قصة الجاذبية والاندماج الفلكي.
رغم بعده الهائل ولكننا نعيش في زمان يمكننا فيه رصد ودراسة هذه العجائب السماوية. يظهر Kepler-1204 b أمامنا كلوحة فنية من عظمة الكون، ورغم أن الكثير من أسراره لا تزال تحيط بها الغموض، فإن استكشافها يمثل تحديًا مثيرًا لعقول الباحثين الفلكيين الذين يسعون إلى فهم أعماق هذا الفضاء اللامتناهي والغني بالألغاز والإثارة.