في أعماق السماء، تتوسع عالم الكواكب والفضاء ليكشف لنا عن أسرار لا حصر لها، ومن بين هذه الأسرار الرائعة يظهر كوكب ملفوف في ألغام من المعلومات الرائعة والمذهلة. يُدعى هذا الكوكب بـ “Kepler-120 b”، وهو عبارة عن عالم فائق الحجم، يُصنف كـ “سوبر إيرث”، يمثل وجهة جديدة في رحلتنا العلمية لفهم الكواكب خارج نطاق النظام الشمسي.
تكمن Kepler-120 b على بُعد ضئيل يبلغ حوالي 1268.0 سنة ضوئية، وهو ما يجعله جارًا بعيدًا يتمتع بجاذبية فريدة تجذب انتباه العلماء والباحثين إلى أبعاد الكون اللامتناهية. يظهر هذا العالم البعيد بوضوح في سماءنا مع سطوع نجمه الأم، الذي يتلألأ بشكل خافت بدرجة حوالي 14.995 درجة من الشدة، مما يجعل رصده ودراسته تحديًا مثيرًا.
تأتي المعلومات التي اكتشفها العلماء عن Kepler-120 b بعد جهود دؤوبة، حيث تم اكتشاف هذا العالم السوبر إيرث في عام 2014. بوسائل متطورة وفريدة، تمكن العلماء من قياس خصائصه بدقة عالية، حيث يبلغ مضاعف كتلته 8.5 مرة مقارنة بالأرض، ويعتبر ذلك تحديًا آخر لتفسير غموض التكوين الكوني.
فيما يتعلق بالأبعاد الفيزيائية للكوكب، يتجلى تفرد Kepler-120 b في تضاعف شعاعه، حيث يبلغ 2.15 مرة شعاع الأرض. يشكل هذا التنوع في الأحجام والكتل يافعًا علميًا مهمًا يسهم في فهم أعماق الفضاء وتشكيل الكواكب.
يسكن Kepler-120 b في مدار متميز حول نجمه الأم، حيث يبلغ شعاع المدار الفلكي حوالي 0.055 وفترة الدوران حوالي 0.017248461 سنة. يُلاحظ أن المدار ليس لديه تشوه (eccentricity = 0.0)، مما يجعل حركته حول نجمه الأم أكثر انتظامًا وثباتًا.
الوسيلة المستخدمة لاكتشاف Kepler-120 b كانت الكشف عبر طريقة العبور (Transit)، حيث يرصد العلماء التغييرات في السطوع الناتجة عن مرور الكوكب أمام نجمه. هذه الطريقة المبتكرة والدقيقة تسهم في تحليل خصائص الكواكب بطريقة تفصيلية وفعّالة.
في النهاية، تظهر Kepler-120 b كلوحة فنية في عالم الفضاء، تتحدى الفهم البشري وتفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول كيفية تكوين وتطور الكواكب في هذا الكون الواسع الذي لا ينتهي.