في أعماق السماء اللامتناهية، تنثر عجائب الكون بأسرارها الملهمة، ومن بين هذه العجائب تبرز كوكب يحمل اسم K2-98 b. يقع هذا الكوكب البعيد عنا بمسافة تقدر بحوالي 1692.0 سنة ضوئية، يتلألأ في سماء الليل ببريق خافت يعكس سطوع نجمه الأم، حيث يقدر توهج النجم بمقدار 12.216 درجة من الشدة.
K2-98 b، المعروف أيضًا بأنه كوكب من نوع “نيبتوني”، يشبه في خصائصه العملاق الغازي نبتون في نظامنا الشمسي. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2016، حيث أضاءت شعاعات التكنولوجيا الحديثة على أسرار الفضاء وجمالياته.
يتسم K2-98 b بخصائص فلكية مثيرة للإعجاب، إذ يعتبر ضعف كتلته 32.2 مرة مقارنة بالكرة الزرقاء المألوفة التي نعرفها باسم الأرض. هذا الرقم الضخم يفتح أمامنا نافذة إلى تنوع الكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي، ويثير تساؤلات حول تكوين وبنية هذا العالم البعيد.
كما يتسم K2-98 b بقطر يعادل 0.464 من قطر المشتري، العملاق الغازي الذي يحمل معه أسرارًا عديدة. هذا القطر المذهل يلقي الضوء على التنوع الهائل للكواكب خارج نظامنا الشمسي، مما يعزز الفهم حول كيفية تشكل وتطور هذه الأجرام السماوية المذهلة.
وفي رحلته حول نجمه الأم، يدور K2-98 b في مدار ذو نصف قطر يعادل 0.0974 من المسافة التي تفصل بين الأرض والشمس. ورغم أن فترة دورانه حول نجمه قصيرة جداً، حيث تبلغ 0.027652293 سنة، إلا أن هذه الظروف تضفي على الكوكب سحرًا فلكيًا خاصًا يثير الدهشة والإعجاب.
لا تكتمل جماليات K2-98 b دون أن نلقي نظرة على طريقة اكتشافه. استخدمت تقنية العبور (Transit) لرصد هذا الكوكب البعيد، حيث تلاحظ تغييرات طفيفة في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الحديثة والدقيقة تعكس التقدم العلمي الذي بلغته البشرية في مجال فهم الكواكب خارج حدود نظامنا الشمسي.
إن K2-98 b، هذا العالم الغامض في أعماق الكون، يمثل شاهدًا على التعددية الفلكية وتنوع الكواكب التي قد تكون بيئات لحياة أو ظروف فلكية غير مألوفة. ومع كل اكتشاف جديد في هذا السياق، نفتح صفحة جديدة في كتاب الفضاء، مواصلين رحلتنا البحثية نحو فهم أعماق الكون وغموضه.