في سماء الكون اللامتناهي تتألق الكواكب كنجوم براقة، ومن بين هذه العجائب الفلكية تبرز كوكبٌ جديد يحمل اسمًا رائعًا: K2-355 b. يتوسط الفضاء البعيد على بُعد يصل إلى 1633.0 سنة ضوئية، حيث ينبثق هذا الكوكب الساحر في سماء الكون، يقودنا في رحلة ملهمة لاستكشاف غموضه وجماله.
تتميز K2-355 b بمواصفات فريدة ومثيرة تجعلها تختلف عن غيرها من الكواكب التي ترقد في أعماق الفضاء. يبرز هذا العالم السماوي بلمعان ساطع يعكسه النجوم المحيطة به، حيث يتسلل ضوءها الى الظلام ليُظهر لنا جمال الكواكب.
بدايةً، يتميز K2-355 b بنوعه الكوكبي الذي يشبه كوكب نبتون، وذلك يعني أن لديه خصائص تجعله يشابه الكوكب العملاق الزرقاء في نظامنا الشمسي. هذا يفتح أمام عقول المستكشفين الفضائيين أفقًا جديدًا لاستكشاف تكويناته وتكوناته الفريدة.
تم اكتشاف K2-355 b في سنة 2021، عامٍ يُعتبر علامة فارقة في تاريخ الفلك، حيث انفتحت أمامنا أبواب جديدة للفهم الأعمق لأسرار الكون. كان هذا الاكتشاف الرائع نتيجة لجهود متقدمة في مجال البحث الفلكي، حيث تم استخدام أساليب حديثة، منها طريقة العبور (Transit)، لرصد عبور هذا الكوكب أمام نجمه المضيء، مما أتاح للعلماء جمع بيانات قيمة حول خصائص K2-355 b.
إذا نلقي نظرة على البُعد الفيزيائي لهذا الكوكب، نجد أن كتلته تعادل 5.69 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة ضخمة وغنية بالموارد الفلكية المحتملة. وبالمثل، فإن نصف قطره يعادل 0.201 نصف قطر الكوكب المشهور في نظامنا الشمسي، وهو المشتري. تلك المعطيات تشير إلى أن K2-355 b هو عالم غني بالحجم، يستحق أن نلقي عليه الضوء ونستكشف مدى تأثير هذه الخصائص على بيئته وظروفه المناخية.
تكمن مفاجأة أخرى في مدار هذا الكوكب الفريد، حيث يتحرك حول نجمه الأم بمسافة قدرها 0.0632 وحدة فلكية، ويستغرق فقط 0.015605749 يومًا ليكمل دورته حوله. هذا المدار القريب يفتح أمامنا نافذة إلى دراسة التفاعلات الديناميكية بين K2-355 b ونجمه، وكيف يؤثر ذلك على تطور وحياة هذا العالم الفلكي الفريد.
إلى جانب ذلك، تظهر خصائص أخرى مثيرة، مثل عدم وجود تمدد في المدار (eccentricity)، مما يجسد استقرارًا في حركة هذا الكوكب حول نجمه. هذه التفاصيل تسهم في صورة أوضح عن تكوين وبنية هذا العالم الفلكي الغامض.
في الختام، يتجلى K2-355 b ككوكب مذهل وفريد في سماء الفضاء، يحمل في طياته العديد من الأسرار والإشارات التي تطلعنا على جمال وتعقيد الكواكب البعيدة. بفضل التقنيات المتطورة والاكتشافات المستمرة، ننظر إلى مستقبل مشرق مليء بالمزيد من الكواكب الغامضة التي تنتظر لتكشف عن أسرارها في عرض الكون الواسع.