في أعماق السماء، تتلألأ نجمة K2-290 ببريقها الخافت، وعلى بُعد يبلغ حوالي 890 سنة ضوئية منا، تكمن عالم آخر يثير الفضول ويستدعي التأمل. إنه كوكب K2-290 b، الذي يندرج تحت تصنيف “سوبر إرث”، كعلامة على حجمه الضخم الذي يتجاوز بكثير حجم الأرض. اكتُشف هذا العالم الجديد في عام 2019، مضيءًا في سماء الفلك بأسراره وتفاصيله المثيرة.
يُعتبر K2-290 b من الكواكب العملاقة، إذ يصل كتلته إلى 10.9 مرات كتلة الأرض، مما يجعله يحمل عبءاً ثقيلاً يستدعي الدهشة والإعجاب. تعتمد وحدات القياس على الأرض كمرجع، حيث يُعبِّر عن كتلته بمضاعفة تزيد عن عشر مرات الكتلة الأرضية. وبالنظر إلى قطره، فيكشف لنا عن نفسه بنسبة 0.273 مقارنة بقطر المشتري، ما يبرز حجمه الهائل ويضفي عليه ملامح الفخامة في عالم الكواكب.
لا يقتصر سحر K2-290 b على حجمه الضخم فحسب، بل يتعداه إلى مداره الذي يشد الانتباه. يدور هذا الكوكب العملاق حول نجمه الأم، K2-290، على بُعد يقارب 0.0923 وحدة فلكية، ويستغرق حوالي 0.025188226 سنة لاستكمال دورته الكاملة حول النجم. تلك الحركة الدائرية تضفي على الفلك طابعًا فنيًا، كما لو كان الكوكب يرقص في فضاء لا ينتهي.
تمت ملاحظة K2-290 b باستخدام أسلوب الكشف عن الكواكب عبر العبور (Transit)، حيث يتم رصد تغيُّر طفيف في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق يفتح الباب أمام العلماء لفهم تكوين وخصائص هذا العالم الغامض بشكل أفضل.
في نهاية المطاف، يقف K2-290 b كشاهد على روعة الكواكب البعيدة وتنوعها، مثيراً للعقل والخيال بألوانه وأسراره التي تظل تحتضنها أكوان لا نعلم عنها سوى القليل.