تتعرض خيوط الليل لتألق معلومات الكواكب والفضاء، حيث يظهر أمامنا عالم غامض وبديع مليء بالأسرار والاكتشافات. في هذا السياق الرحب، يأخذنا اكتشاف كوكب K2-244b في رحلة مثيرة عبر أبعاد الكون، حيث يشكل هذا العالم السماوي مصدر إلهام للعلماء والباحثين في علوم الفلك.
يتواجد كوكب K2-244b على بُعد فلكي يبلغ حوالي 694.0 سنة ضوئية من الأرض، ويرفع سُتره الغامض بتألق سماوي يتجلى من خلال سطوع النجم الأم الذي يصاحبه، حيث يُقدر سطوعه بحوالي 11.78 درجة حسب المقياس النجمي.
لا يقتصر جمال K2-244b على سمائه اللامعة فحسب، بل يتنوع ويتميز بكونه “Super Earth”، عالمًا فائق الأرضية بحجم وكتلة تتجاوز تلك التي نعيش عليها. اكتشاف هذا الكوكب العجيب جرى في عام 2018، حيث ألهم العلماء لفتح فصول جديدة في دراستهم لتكوينات الكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي.
وتأخذنا مفاجآت K2-244b إلى مستوى آخر من التفكير، إذ يظهر أن كتلته تفوق تلك الخاصة بالأرض بمعامل يصل إلى 3.71 مرة، مما يجسد لنا التنوع الرائع في هياكل الكواكب المكتشفة في هذا الكون الواسع. وليس هذا وحسب، بل يبدو أن قطر K2-244b يعادل 1.75 مرة قطر الأرض، مما يشير إلى أبعاد فضائية غير مسبوقة تنتظر الباحثين لاستكشافها.
تتواجد الكوكب الرائع في مدار يُقدر بنحو 0.1418 وحدة فلكية من نجمه الأم، ويتكلل بفترة دوران تقدر بحوالي 0.057768654 يومًا، ما يجعله يعتلي قمة قائمة الكواكب السريعة الدوران. وما يزيد الإثارة في هذا الاكتشاف هو عدم وجود تغيّر في مداره يتجلى في صفرية الشذوذ المداري (eccentricity)، مما يضفي عليه ثباتًا غير مسبوق في رحلته حول نجمه المضيء.
أما طريقة اكتشاف K2-244b، فتستند إلى مفهوم العبور الكوكبي (Transit)، حيث يتم قياس انخفاض في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذه التقنية المتطورة تسمح للعلماء بتحليل تفاصيل الكوكب وخصائصه بدقة، مما يعزز من قدرتنا على استكشاف وتفهم هذا العالم البعيد.
وهكذا، يظل K2-244b نجمًا جديدًا يتلألأ في سماء المعرفة الفلكية، يحمل معه قصة فريدة وقيمة علمية تعزز فهمنا لعجائب الفضاء وتذكير بأن الكون مليء بالمفاجآت والألغاز التي لا تنضب.