عندما نغوص في أعماق السماء ونتأمل في عجائب الكون، نجد أن كوكبًا جديدًا قد تم اكتشافه، يُطلق عليه اسم K2-213 b. يتواجد هذا الكوكب البعيد عنا بمسافة تبلغ 1271.0 سنة ضوئية، ما يضعه في نطاقات بعيدة جدًا عن حضن الأرض. يظهر لنا السماء بأنه نجم ضعيف، إذ يصل تألقه الشمسي إلى 11.803.
ما يميز K2-213 b هو أنه يُصنف ضمن فئة الكواكب الضخمة جدًا، حيث يعتبر من نوع “سوبر أرض”، مما يعكس طابعه الفريد والغني بالخصائص. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في سماء الفضاء في عام 2018، إضافة قيمة جديدة إلى سجل الاكتشافات الفلكية.
عندما نلقي نظرة على الخصائص الفيزيائية لـ K2-213 b، نجد أن كتلته تزيد عن ثلاث مرات كتلة الأرض، حيث يبلغ معامل كتلته 2.9 مرة مقارنة بكوكبنا الأزرق. ولكن السحر لا يكمن فقط في حجمه، بل يمتد إلى قطره أيضًا، إذ يعتبر قطره 1.514 مرة أكبر من قطر الأرض، ما يمنحه هيئة فريدة وجاذبية خاصة.
يظهر لنا K2-213 b بشكل غريب بعض الشيء عند التحديق في بياناته، حيث يبدو أن معلومات عن مداره تكون غير متاحة حاليًا. رغم ذلك، يدعم الكثير من الأدلة الرصدية فرضية اكتشافه عبر طريقة العبور (Transit)، ما يعني أنه يمر أمام نجمه الأم ويتسبب في تغييرات طفيفة في الإشعاع يمكن رصدها من الأرض.
عندما نتأمل في الزمن، نجد أن هذا الكوكب يستغرق فقط 0.022176592 يومًا لاكتمال دورته حول نجمه، ما يبرز سرعة حركته في هذا النظام الفلكي البعيد. ومن الملفت أيضًا أن قيمة الشذوذ (eccentricity) في مداره تقترب من الصفر، مما يشير إلى أن مداره يكون أقرب إلى دائري.
باختصار، يعتبر K2-213 b إضافة قيمة إلى علم الفلك، حيث يجسد تعقيدات الكواكب البعيدة ويشد انتباهنا إلى التنوع الكبير في الكون اللامتناهي، وهو موضوع يستحق البحث المستمر والاستكشاف المتواصل.