في إحدى الزوايا البعيدة للكون، تبرز نجمة ساطعة تُعرف بالاسم HD 156279، وفي رقبتها تتراقص كواكبها في رقصة سماوية مثيرة. تتألف هذه المنظومة الفلكية من عدة كواكب، ومن بينها كوكب يحمل اسم “HD 156279 b”. يتمتع هذا الكوكب بخصائص فريدة تضيف للكون قطعة جديدة من الغموض والإثارة.
يتباهى كوكب HD 156279 b بموقعه البعيد عن نجمه، حيث يتداول حول HD 156279 على بعد يبلغ حوالي 118 وحدة فلكية. يتوهج نجم HD 156279 بلمعان يصل إلى 8.07 درجة، مما يجعله واحدًا من النجوم المرئية بسهولة في سماء الليل. يأخذ هذا الكوكب مكانًا متميزًا في نظامه الشمسي، حيث يُصنف على أنه عملاق غازي، ما يعني أنه يتميز ببنية تكوينه الرئيسية من الغازات.
اكتشف العلماء HD 156279 b في عام 2011 باستخدام أسلوب اكتشاف يعرف باسم “Radial Velocity”. هذا الأسلوب يعتمد على مراقبة تأثير حركة الكوكب على حركة نجمه الأم، حيث يظهر تأثير الجاذبية على حركته، مما يدل على وجود كوكب يكمن في ظل ذلك النجم.
تأتي أبعاد HD 156279 b بمعلومات إضافية مثيرة، حيث يتمتع بكتلة ضخمة تعادل تقريبًا 9.42 مرة كتلة المشتري. وبالنسبة لحجمه، يبلغ نصف قطره حوالي 1.12 مرة قطر المشتري، مما يعكس حجمًا استثنائيًا يجسد تنوع الكواكب في الكون.
تتميز مدار HD 156279 b بخصائصه الفريدة، حيث يندرج ضمن نطاق ذبذبة مدهش يصل إلى 0.501896 وحدة فلكية، ويستغرق حوالي 0.36522928 سنة ليكمل دورته حول نجمه الأم. تضف الاستقامة البالغة 0.65 لشكل مداره لمسة من التعقيد، مما يجعله كوكبًا فريدًا في عالم الكواكب الغازية.
في النهاية، يظهر HD 156279 b كجوهرة سماوية تضيف لوحة الكون تفاصيل فريدة ومعلومات ثرية. تلك الكواكب البعيدة تمثل تحفًا فلكية تستحق التأمل والاستكشاف، حيث تمنحنا نظرة أعماق الكون وتجعلنا نتساءل عن أسراره اللامحدودة.