في سماء الكون اللامتناهي، يتلألأ نجمٌ ذي بريقٍ لافت يُدعى HD 12648، يقع هذا النجم على بعد 594 سنة ضوئية من الأرض، حيث يظهر بوضوح في السماء الليلية برغم بُعدِه الشاسع. تتجلى روعة هذا النظام النجمي عندما نسلط الضوء على إحدى كواكبه المُثيرة، HD 12648 b.
HD 12648 b هي عملاقة غازية تتدلى في فضاء الكون، تتألق ببُعد جاذبي يصل إلى 1.96 مرة من جاذبية المشتري، العملاق الغازي السائد في المجموعة الشمسية. بتأملٍ عميق، نجد أن كوكبنا المثير يتسم بقطرٍ يُضاعف 1.2 مرة قطر المشتري، مما يمنحه وجودًا فاخرًا في مجرة الفضاء.
اكتشف الباحثون هذا العالم الفضائي الرائع في عام 2015، حيث انطلقوا في رحلة استكشافية عبر ألسنة اللهب النجمية لتجسيد وجود هذا العملاق الغازي. تقف هذه الاستكشافات الفضائية كشاهد على تفاني الإنسان في فهم أسرار الكون وكشف أسراره.
يحمل HD 12648 b في طياته مفاتيح الغموض والتحديات الفلكية، حيث يدور حول نجمه الأم بمدار يبلغ نصف قطره 0.54 وحدة فلكية. هذا الرقص الفلكي الرائع يستغرق فقط 0.3657769 عامًا، مما يعزز الفريد من نوعه لهذا العمل الفضائي.
تنقلب هذه الكوكبة الفضائية في فلكها بتفاصيل دقيقة، حيث تبدد قليلاً عن الشكل الدائري المثالي بفضل انحراف يصل إلى 0.04، ما يُضيف للمشهد الفلكي رونقاً فريداً وتفرداً.
المثير أيضا هو أسلوب اكتشاف هذا العمل الفضائي، إذ تم استخدام أسلوب الكشف بواسطة السرعة الشعاعية. هنا، يُسجل الباحثون تأثير تغيير السرعة الشعاعية للنجم الأم، ما يشير إلى وجود كوكب يدور حوله.
تتعقب هذه السجلات الفلكية المدهشة الخصائص الفريدة لـ HD 12648 b، وتتيح لنا نظرة غامرة في عالم الكواكب البعيدة والأنظمة النجمية. إن كل حرف في هذا الوصف يحمل معه قطعة صغيرة من لغز الكون، ينتظر البشر أن يكشفوا عنها بفضل شغفهم بالفضاء وحبهم لاستكشاف أغوار السماء.