في إحدى الزوايا البعيدة من السماء، وعلى بُعد يبلغ 357 سنة ضوئية من كوكب الأرض، يظهر جسم فلكي مثير للدهشة يُعرف باسم HD 106315 b. إنه عالم فضائي غامض ينتمي إلى فئة الكواكب الضخمة المعروفة باسم “Super Earth”. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في سماء الفضاء خلال عام 2017، مضيءًا بوميض خافت يقدر بـ 8.951 درجة حسب المقياس المغناطيسي.
تتميز HD 106315 b بسمات فلكية فريدة، حيث يبلغ معامل كتلته 12.6 مرة أكبر من كتلة كوكب الأرض. يُعتبر هذا العالم الفضائي بأنه يحمل عبءاً ضخماً من الكتلة مقارنةً بأرضنا الصغيرة. ولن يكون غريباً أن نتوقع أن يكون له قطر صخري كبير، إذ يبلغ معامل قطره 0.218 مرة قطر المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي.
تدور HD 106315 b حول نجمه الأم، الذي يبدو أنه يتألق بسطوع ضوءه بقوة، على مسافة قدرها 0.0907 وحدة فلكية. تلك هي المسافة التي يقطعها هذا الكوكب الغامض خلال دورته حول نجمه. ومع ذلك، فإن فترة دورانه لا تزيد عن 0.026283368 سنة، مما يجعله يمضي عبر فضاء الكون بسرعة لا تقل إثارة عن طبيعته الضخمة.
رغم كل هذه الخصائص الفلكية الرائعة، فإن HD 106315 b يظهر بملامحه الحقيقية بفضل طريقة اكتشافه عبر طريقة العبور (Transit). حيث يلاحظ المستكشفون في الأرض تغييرات طفيفة في سطوع نجمه الأم عندما يعبر هذا الكوكب العظيم أمامه. وهذا الاكتشاف المثير يسهم في فهمنا لطبيعة هذه الكواكب البعيدة وخصائصها بشكل أعمق.
إن HD 106315 b يشكل جزءًا من ملحمة استكشاف الكواكب البعيدة في سماء الفضاء، حيث يفتح أمامنا نافذة لفهم أعماق الكون وتنوع العوالم التي تدور في أرجائه. يظل السؤال حول وجود حياة في هذه الكواكب البعيدة يلهم العلماء والباحثين لاستكشاف المزيد، مضيئين بذلك دروب الفهم البشري في عالم الفضاء والكواكب.