في إحدى الزوايا البعيدة والمهيبة للكون، تتوسع مجرة CoRoT-24 بكل ألوان الطيف، تحمل في طياتها أسرار الفضاء اللامتناهي. في هذا الفضاء الذي يعج بالمجرات والنجوم، يظهر كوكب يدعى CoRoT-24، كعلامة ساطعة في سماء الليل الفلكية.
تأتي المعلومات الفلكية المذهلة عن هذا الكوكب من بعد بعيد، إذ يتبع CoRoT-24 مساراته الساحرة على بعد تقديري يصل إلى 1930 سنة ضوئية. يعني ذلك أن الضوء الذي ينبعث من هذا العالم الساحر قطع مسافة هائلة قبل أن يصل إلى عيون المراقبين على الأرض، مما يجعله نقطة لامعة في عرض الكون.
تتسم النجومية المضيئة التي يدور حولها CoRoT-24 بتوهجها الفريد، حيث يتلألأ لمعانها بشكل مذهل بلمعة تصل إلى 15.383 درجة في مقياس السطوع النجمي. يعكس هذا التوهج الساطع جمال النجم الأم الذي يعتمد عليه هذا الكوكب في تألقه المذهل.
عندما ننزلق في الطبقات العميقة لهذا العالم الفلكي، نكتشف أن CoRoT-24 ينتمي إلى فئة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون. إنه عالم غامض يشبه في صفاته كوكب نبتون في نظامنا الشمسي، مما يثير الفضول حول طبيعته وتكوينه الفريد.
تاريخ اكتشاف CoRoT-24 يعود إلى عام 2014، حيث انبهر العلماء بظهور هذا الكوكب الرائع خلال رحلتهم في استكشاف أسرار الفضاء. كانت لحظة استثنائية عندما اكتشفوا هذا العالم الجديد الذي يضيء سماء الكون بوجوده.
تفاصيل مثيرة أخرى تتعلق بمواصفات CoRoT-24، فقد تم تحديد كتلته بنسبة 28 مرة مقارنة بالكتلة الأرضية، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة ضخمة ومثيرة للاهتمام. بالنسبة لقطره، يعادل 0.44 قطرًا مقارنة بكوكب المشتري، مما يجسد تنوعه وفرادته في عالم الكواكب الخارجية.
ينجرف CoRoT-24 في فلكه الخاص على بعد 0.098 وحدة فلكية، حيث يكمل دورته الفلكية في زمن قدره 0.03230664 سنة. يتميز بمدار دائري تقريبي، حيث تظهر عدم انتظام في شكل مداره قريبًا من الصفر، مما يضيف له سحرًا إضافيًا.
من الملفت للانتباه أن مدار CoRoT-24 يظهر بدرجة انحراف صفرية، مما يعني أن حركته حول نجمه الأم تكون دقيقة وتتسم بالاستقرار. هذا الكوكب الرائع تم اكتشافه باستخدام طريقة العبور أو “Transit”، حيث يتم رصد انخفاض طفيف في سطوع النجم الأم عندما يمر CoRoT-24 أمامه.
في نهاية المطاف، يظهر CoRoT-24 كنافذة فريدة نحو أسرار الفضاء، مكمن إعجاب العلماء والفلكيين، الذين ينظرون إليه ككنز يستحق الاستكشاف والتفكير المستمر في غمر الألغاز والأسرار التي يخفيها في أغواره.