في سماء اللانهاية تتلألأ الكواكب كنقاط جميلة، ومن بين هذه النقاط المشرقة يبرز كوكبٌ مليءٌ بالغموض والإثارة، يُعرف باسم كيبلر-18 دي. يقع هذا الكوكب البعيد عنا على بُعدٍ يبلغ 1413.0 سنة ضوئية، ويظهر بلمعانٍ يصل إلى 13.771 من درجة السطوع النجمي.
يتميز كوكب كيبلر-18 دي بأنه من نوع نبتوني، حيث يشترك في الشبه الواضح مع كواكب المجموعة الشمسية الخارجية، خاصة كوكب نبتون الذي يدور حول الشمس. تم اكتشاف هذا العالم الغامض في عام 2011، إضافةً إلى أنه ينتمي إلى مجموعة نجومية تحمل اسم كيبلر-18.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية، يكمن غموض كيبلر-18 دي في كتلته البالغة 16.4 مرة مقارنةً بكتلة الأرض، وهو مؤشرٌ على كثافته الفائقة. أما قطره فيبلغ 0.623 مرة من قطر المشتري، مما يمنحه مظهراً فريداً بين أقرانه الكواكب البعيدة.
تدور كيبلر-18 دي حول نجمه الأم بنفس الكفاءة الملحوظة، حيث يبلغ نصف قطر المدار حوالي 0.1172 وحدة فلكية. وبفضل دورانه السريع حول النجم، يستغرق الكوكب وقتاً قصيراً لاكتمال دورته الفلكية، حيث يبلغ الفترة المدارية حوالي 0.040793974 يومًا.
من اللافت للنظر أن كيبلر-18 دي يتمتع بمدار دائري تمامًا، حيث يبلغ الاستدارة الشمسية لمداره صفر. هذا يعني أن الكوكب يتحرك حول نجمه بمدار مستقر دون تغيرات كبيرة في المسافة بينهما خلال الدورة الفلكية.
وقد تم اكتشاف كيبلر-18 دي باستخدام أسلوب العبور الكوني، حيث يتم رصد تأثير مروره أمام نجمه الأم. هذا الأسلوب الدقيق يساعد على تحديد الكثير من الخصائص الفيزيائية للكوكب بدقة عالية.
إن كيبلر-18 دي، بوصفه عالماً نبتونياً في الأعماق البعيدة للفضاء، يستحق الانتباه والبحث المستمر، فقد يكون لديه الكثير ليكشفه لنا حول أسرار هذا الكون الواسع والرائع.