في أعماق السماء اللامتناهية، تنثر الكواكب أسرارها وجمالها، ومن بين هذا البحر الفضائي الواسع يبرز كوكبٌ بشكلٍ خاص، يُعرف باسم “كيبلر-1108 b”. يعتبر هذا الكوكب من فئة الأرض الفائقة، حيث يتميز بخصائص فريدة ومعلومات مثيرة تأخذنا في رحلة مشوقة عبر عظمة الكون.
يتمتع كيبلر-1108 b بموقعٍ استثنائي يبلغ بُعدًا تقدر قيمته بحوالي 2504.0 سنة ضوئية عن الأرض، ويظهر في سماء الليل كنجمٍ ذو سطوع فلكي يبلغ 15.132. هذا الكوكب ينتمي إلى تصنيف الأرض الفائقة، ما يعني أن لديه خصائص تجعله يشبه الأرض إلى حد كبير، ولكن بتفاصيل تجعله فريدًا في عالم الكواكب.
تم اكتشاف كيبلر-1108 b في عام 2016، ومنذ ذلك الحين، أصبح محط اهتمام العلماء والباحثين الذين يسعون لفهم أعماق هذا العالم الغامض. يتميز الكوكب بكتلة ضعف مرَّاتٍ 2.73 مقارنةً بالأرض، مما يجعله يحمل في طياته لغزًا يستحق الدراسة والتحليل العميق.
وفيما يتعلق بأبعاده، يبلغ نصف قطر كيبلر-1108 b 1.46 مرة من نصف قطر الأرض، ما يمنحه شكلاً مميزاً ومختلفاً عن إخوته الكواكب. ولكن الجمال الحقيقي يكمن في مداره الذي يبلغ نصف قطره 0.0511 وفترة دورانه التي تستغرق 0.0123203285 سنة. تلك الأرقام الساحرة تروي حكاية الكوكب الذي يرقص في فلك الكون بأناقة لافتة.
رغم جماله وتفرده، يبدو أن كيبلر-1108 b يحتفظ بسرٍّ إضافي؛ إذ يظهر بأنه لا يتمتع بتمدد كبير في مداره، حيث تشير قيمة التمدد (الانحراف) إلى 0.0. وقد تم اكتشاف هذا الكوكب باستخدام أسلوب العبور (Transit)، وهو الأسلوب الذي يعتمد على قياس تغييرات سطوع النجم الأم خلال عبور الكوكب أمامه.
في نهاية المطاف، يظهر كيبلر-1108 b كجوهرة نادرة في تاج الكواكب، حيث يمزج بين الشبه بالأرض والتفرد في خصائصه. يتحدى هذا الكوكب الباحثين والعلماء للكشف عن المزيد من أسراره، ورغم بُعده الكبير في السماء، يظل محط جذب لمن يسعى إلى فهم أعماق الفضاء وجماله الساحر.