في هامش هذا الكون الواسع والمليء بالألغاز السماوية، نجد أنفسنا أمام تحفة فلكية تسمى “كيبلر 1075-b”. إنها إحدى تلك الكواكب الفائقة الأرضية التي تثير فضولنا وتجذب انتباهنا نحو أبعاد الفضاء اللانهائي. يعتبر اكتشاف هذا العالم السماوي من أهم اللحظات في مسيرة البحث الفلكي، حيث تم تحديده لأول مرة في عام 2016.
تتميز كوكب كيبلر 1075-b بمجموعة من الخصائص الرائعة التي تجعلها تبرز في سماء هذا الكون الغامض. يكمن هذا الكوكب على بعد يصل إلى 950.0 سنة ضوئية عن الأرض، ما يجعله أحد أقرب الكواكب الفائقة الأرضية المعروفة حتى الآن. تظهر درجة السطوع الفلكي لهذا العالم السماوي بقيمة 15.909، ما يجعله ضمن الأجرام السماوية القابلة للاستشعار بالأجهزة الفلكية الحديثة.
عندما نلقي نظرة على الأبعاد الفيزيائية لكيبلر 1075-b، نجد أنه يعتبر “Super Earth”، وهو تصنيف يشير إلى الكواكب التي تمتلك كتلة أكبر من الأرض، حيث يبلغ مضاعف الكتلة 2.6 مرة بالنسبة لكوكبنا الأزرق. ولكن الإثارة لا تتوقف هنا، فالكوكب يتميز أيضًا بقطر يبلغ 1.42 مرة قطر الأرض، مما يعني أنه يتمتع بحجم استثنائي يلفت الأنظار.
تدور الكوكب في فلكه الخاص بشكل غاية في الدقة، إذ يبلغ نصف قطر المدار 0.0208 وفترة الدوران حول نجمه الأم تقارب 0.0041067763 سنة. تظهر الأمانة في الحركة حيث يكون التشابه مع مسار الأرض نسبيًا، إلا أن التمييز يظهر في انعدام الانحراف المداري (eccentricity)، حيث يكون تداوله حول نجمه بمدار دائري تقريبًا.
وصلنا إلى هذه المعلومات الرائعة حول كيبلر 1075-b من خلال أسلوب الاكتشاف باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يراقب العلماء تغيرات السطوع عندما يمر الكوكب أمام نجمه الأم. هذه الطريقة الحساسة والدقيقة قادرة على كشف الكثير من الأسرار حول تكوين وخصائص هذا العالم الفلكي.
إن كيبلر 1075-b تحفة فلكية تذكرنا دائمًا بعظمة الكون وتعقيداته. إنها فرصة لاستكشاف أبعاد جديدة من الفضاء، وربما تسليط الضوء على أسرار لم نكن نعلم بوجودها من قبل.