“Granny Dan” هي واحدة من الروايات الرومانسية المعاصرة التي تنقل القارئ إلى عوالم متداخلة بين الماضي والحاضر، تأليف دانييل ستيل ونشرت تحت راية دار النشر ديلاكورت برس في يونيو من عام 1999. تتمحور الرواية حول شخصية غراني دان، التي عرفتها الراوية منذ الطفولة كجدة محببة ومعطاءة، دائماً ما كانت قديمة في عيني الراوية، دائماً لها ودائماً غراني دان. ولكن وراء هذه الصورة الهادئة للجدة المحبوبة تكمن قصة أعمق وأكثر غنى بالأحداث والعواطف.
يبدأ السرد بوفاة غراني دان واكتشاف صندوق قديم ملفوف بورق بني ومربوط بخيط. يحوي الصندوق زوجًا من أحذية الباليه الساتانية، قلادة ذهبية ورزمة من الرسائل مربوطة بشريط. هذه الأشياء لم تكن مجرد مقتنيات، بل كانت بمثابة البوابة التي من خلالها تنكشف الحياة السابقة للجدة، حياة مليئة بالرقص والحب والضحك، وهي جوانب من حياتها لم تشاركها من قبل.
تُظهر الرواية كيف أن غراني دان، التي وُلدت باسم دانينا بتروسكوفا، بدأت رحلتها في عالم الباليه في سانت بطرسبرغ، روسيا، في سن السابعة وأصبحت بحلول سن السابعة عشرة إحدى الباليرينات المفضلات لدى القيصر والقيصرة، حيث كانت محبوبة وموضع تقدير في قلب العائلة الإمبراطورية. ومع ذلك، يعرض النص تحولات الأحداث التي شكلت مسار حياتها، من الحرب العالمية الأولى وعبر علاقة حب استثنائية إلى مرض مدمر. وعندما هزت الثورة أركان روسيا، وجدت دانينا نفسها أمام خيارات قاسية وفي وضع يتطلب التضحية والاختيار بين القلب والواجب.
من خلال شخصياتها المحورية والفرعية، تبرز دانييل ستيل البعد الإنساني في الصراعات السياسية والاجتماعية، مستعرضة كيف يمكن للأحداث التاريخية أن تؤثر على حياة الأفراد وتشكل مساراتهم الشخصية. تحاول الرواية أن تعكس أيضاً كيف أن الشخصيات قد تحمل في طياتها ذكريات وتجارب قد تبقى خفية حتى على أقرب الناس إليها، لتظهر فقط بعد فوات الأوان.
الرواية تُعد دعوة للتأمل في كيفية التعامل مع الماضي والإرث الشخصي. تبرز الكاتبة دانييل ستيل، من خلال هذه القصة، الأهمية البالغة للذاكرة والتاريخ الشخصي في تشكيل هويتنا وفهمنا للأشخاص الذين نحبهم. بالإضافة إلى ذلك، تشير الرواية إلى القوة الكامنة في استعادة القصص المنسية التي تكمن وراء الوجوه المألوفة.
“Granny Dan” هي في جوهرها استكشاف للروابط العائلية، الحب، والفقدان، وتُظهر كيف يمكن أن تتحول الأحداث الكبيرة في التاريخ إلى جزء لا يتجزأ من قصصنا الشخصية، مشيرةً إلى أن الحياة، بكل تعقيداتها وجمالها، قد تُخبئ دائمًا أسرارًا تنتظر من يكتشفها.