“احتلال العقل: التطبيع، الحصار، صراع الغد”، هو عمل فريد في ساحة الأدب الفلسفي، يضعك في رحلة استكشافية متأملة، يرافقك فيها المؤلف، العقل الساحر، محمد الجزائري، ببراعة فائقة، لتستكشف معه معاني الهدنة والحرب، السلام والنزاع، الصمود والسقوط.
بدءًا من أوجاع “الهدنة الأولى: رودس 1948″، حيث تنقلب الحروب إلى قصص مؤلمة على أرض الواقع، وصولاً إلى نهايات مريرة تحمل في طياتها رماد الأمل المنكسر في “كوبنهاغن” و”أوسلو”. يتجلى جلياً في هذا الكتاب رحلة المثقفين، الذين وقعوا ضحية لألغام السياسة وأوهام التطبيع، حيث يتناول المؤلف بجرأة موضوع سقوط بعض المثقفين، وتصاعد الخيارات المجحفة.
تأخذك هذه الرحلة المثيرة من حصار الخبز في “العراق الأغنى-الأفقر”، إلى رحلة مأساوية للطحي، ترسم لوحة واقعية صادمة عن الصراع الإنساني ومأساته، وتعكس الجوانب المظلمة للحياة في زمن الحروب والصراعات. يستند الكتاب إلى معلومات دقيقة ووثائق موثقة، مما يجعله مرجعاً قيماً لفهم تطورات الصراعات الإنسانية وآثارها على الفرد والمجتمع.
تجسد صفحات هذا العمل الفلسفي العميق تحليلًا دقيقًا للفكر الفلسفي، حيث يستكشف المؤلف بجرأة مواضيع تتنوع بين السلام والحرب، الحصار والحرية، العدالة والظلم، مما يجعله جاذباً لكل من يهتم بالفكر الإنساني والسياسي.
صدر هذا العمل الرائع في عام 2004 عن دار المواسم للطباعة والنشر والتوزيع، ويتألف من 296 صفحة من الفكر العميق والتحليل السياسي المتقن، مما يجعله قطعة أساسية في مكتبة كل باحث ومفكر يسعى لفهم أعماق الحياة ومتاهات العقل البشري.
“احتلال العقل: التطبيع، الحصار، صراع الغد”، ليس مجرد كتاب، بل هو رحلة ساحرة تأخذك فيها كلمات المؤلف إلى عوالم لم تخطر على بالك من قبل، فهو يمزج بين الواقع والخيال ببراعة، مما يجعله تجربة قراءة لا تُنسى تثري العقل والروح في الوقت نفسه.