كتب أجنبية

ابن الجنوب الخشن: رحلة كارل فليمينغ في عالم الصحافة وحقوق الإنسان

“ابن الجنوب الخشن: سيرة ذاتية غير مدنية”، للكاتب كارل فليمينغ، هو عمل أدبي استثنائي يعكس قصة حياة رائعة ومليئة بالتحديات والنجاحات. تبدأ القصة في أراضي شرق ولاية كارولينا الشمالية، في منطقة مليئة بالتبغ والفقر والقساوة، حيث بدأ فليمينغ حياته. ترعرع في دار للأيتام مشددة، مليئة بالصعاب، وهو في سن الثامنة حتى السابعة عشرة، حيث تعلم كيفية البقاء على قيد الحياة ومواجهة التنمر بين مجموعة من الأولاد الذين يحملون لقبًا كـ “عين الجلطة” و “صرصور” و “فاتي كلارك”. اكتسب مهارات العمل الشاق مثل الحراثة وحلب الأبقار وحرث الخضروات، بالإضافة إلى الالتزام بقواعد السلوك الصارمة في الملجأ.

كان فليمينغ معزولًا تمامًا عن العالم من حوله حتى أُدرك للمرة الأولى العنصرية والجنس خلال عمله الأول في جريدة صغيرة في بلدة ويلسون، كارولينا الشمالية. ثم أصبح مراسلاً رئيسيًا لمجلة نيوزويك، حيث تغطى أهم الأحداث في جنوب الولايات المتحدة خلال الستينيات من القرن الماضي. حيث قام بتغطية تسجيل جيمس ميريديث في جامعة ميسيسيبي، وقمع بول كونور لمسيرات برمنغهام في عام 1963 بواسطة خراطيم المياه والكلاب، وتفجيرات كنيسة برمنغهام، ووقوف حاكم ولاية ألاباما جورج والاس أمام باب المدرسة في توسكالوسا، وتجمعات حزب كو كلوكس كلان، والعنف في سيلما، واغتيال ميدجار إيفرز، وقتل ثلاثة عمال حقوق مدنية في فيلادلفيا، ميسيسيبي. وقد تعرض فليمينغ للضرب وكاد أن يُقتل في شوارع واتس، كاليفورنيا، وكان حاضرًا عندما وُضع مارتن لوثر كينج الابن في مثواه الأخير في أتلانتا، جورجيا.

في “ابن الجنوب الخشن”، يكتب فليمينغ عن كيف جعلته ماضيه كيدًا في دار الأيتام مراسلاً متحمسًا لحقوق الإنسان، وكيف كادت شياطين ذلك الماضي نفسه أن تستهلكه بمجرد أن خرجت القصة الهائلة تاركةً وراءها العناوين العديدة. يقدم الكتاب رحلة استثنائية تسلط الضوء على تحولات العقل والروح والمجتمع في فترة حاسمة من تاريخ الولايات المتحدة، ويوفر نظرة عميقة إلى عالم الصحافة ودورها في تشكيل التغييرات الاجتماعية.