في كتابه الذي يحمل عنوان “النظام العربي وإصلاح جامعة الدول العربية”، يقدم الكاتب خليل اسماعيل الحديثي رؤية شاملة وعميقة حول قضايا جامعة الدول العربية ومكانتها ضمن النظام العربي بشكل عام. يبدأ الحديثي رحلته الفكرية بالتأكيد على أن الموضوع ليس جديدًا، مشيرًا إلى الكم الهائل من الأدبيات والأبحاث التي تناولت جوانب متعددة لهذه القضية. يتجلى ذلك في مراجعات سابقة تعاطت مع الجامعة كواحدة من عناصر النظام العربي، سواء كان ذلك من خلال دراسات علمية متخصصة في جوانبها المختلفة أو من خلال اقتراح مشروعات تهدف إلى إعادة النظر في دورها والتعديل على بعض جوانبها.
تبرز أهمية الكتاب في توجيه الانتباه نحو ضرورة محاولة تسليط الضوء على سبل الإصلاح وفهم العلاقات العربية بشكل شمولي. يعتمد الحديثي في تحليله على فهم عميق لخصائص وخصوصيات الأمة العربية، ويسعى إلى فتح آفاق للنقاش والتأمل المستنير. يعتبر الكتاب محاولة جادة لنقل قضية جامعة الدول العربية من إطار الدراسات المتخصصة إلى إطار أوسع يشمل الفهم والوعي بالتحديات التي تواجهها والتحولات التي قد تكون ضرورية لتحقيق التطور والتقدم.
بالإضافة إلى ذلك، يستعرض الحديثي مقترحات لمشروعات جزئية وكلية تهدف إلى إعادة النظر في دور الجامعة والتعديل على هياكلها. يسلط الضوء على أهمية فهم الواقع الحالي وتحليل مستقبلي لتحديد الخطوات الضرورية لتعزيز دور الجامعة في إطار النظام العربي.
تحمل صفحات الكتاب البالغ عددها 356 صفحة، الكثير من الأفكار والتحليلات التي تشكل إسهامًا مميزًا في مجال الكتب السياسية، وتحديدًا في فئة السياسة العربية. يصاحب النص غلافًا عاديًا، مما يسهم في توفير الكتاب بشكل واسع للقراء. يصدر الكتاب عن دار النشر “بيت الحكمة”، التي تتميز بتقديم أعمال متميزة تثري المكتبة العربية بمحتوى ثقافي هام ومفيد.