إزالة لون الشعر الأسود

كيفية التخلص من لون الشعر الأسود: دليل شامل وعلمي

يُعد اللون الأسود من أعمق وأقوى الألوان في صبغات الشعر، وهو أيضًا من أكثر الألوان صعوبة عند الرغبة في تغييره أو التخلص منه. فبينما يمنح اللون الأسود مظهرًا كلاسيكيًا أنيقًا وكثافة واضحة للشعر، إلا أن تغييره يتطلب معرفة دقيقة بالتركيبة الكيميائية للصبغات، وبنية الشعرة، والعلاجات المتاحة لتفتيح اللون الأسود أو سحبه بشكل آمن. في هذا المقال المطول والشامل، نوضح الخطوات العملية والتقنية التي يمكن من خلالها إزالة اللون الأسود من الشعر، بدءًا من الطرق الكيميائية إلى البدائل الطبيعية، مع شرح للآثار الجانبية، الاحتياطات، ومقارنة بين الأساليب المختلفة.

التركيب الكيميائي لصبغة الشعر الأسود

لإدراك الصعوبة في إزالة اللون الأسود من الشعر، من الضروري فهم البنية الكيميائية لهذه الصبغة. صبغات الشعر السوداء، خاصة الدائمة منها، تحتوي على جزيئات لونية كبيرة وقوية تُغرس داخل الطبقة القشرية للشعرة. يتم تثبيت هذه الجزيئات عبر عمليات أكسدة عميقة تحدث بمساعدة بيروكسيد الهيدروجين والأمونيا، ما يجعل اللون مقاومًا للغسيل والشامبو التقليدي.

الطرق الكيميائية للتخلص من لون الشعر الأسود

1. استخدام مزيلات اللون (Color Removers)

هذه المنتجات تُعرف باسم “مزيلات الصبغة” أو “مزيلات اللون المؤكسد”، وتعمل على تقليل حجم جزيئات اللون داخل الشعرة دون سحب اللون الطبيعي.

• آلية العمل: تقوم هذه المنتجات بكسر روابط جزيئات اللون الاصطناعي دون التأثير على الميلانين الطبيعي للشعر.

• النتيجة: يتم تفتيح اللون إلى درجات بنية أو نحاسية حسب الصبغة المستخدمة ومدة تطبيق اللون.

• مزايا: أقل ضررًا من السحب التقليدي، ولا تحتوي عادة على الأمونيا.

• السلبيات: قد يتطلب الأمر عدة تطبيقات، والنتيجة غير مضمونة دائمًا، خاصة إذا تم استخدام الصبغة السوداء لمرات متكررة.

2. تفتيح الشعر (Bleaching / Decolorization)

يُعد سحب اللون باستخدام مواد التفتيح (مثل بودرة التبييض مع الأوكسجين) الطريقة الأكثر فاعلية ولكنها الأكثر خطورة.

• طريقة التطبيق: يُمزج بودرة التفتيح مع الأوكسجين (Hydrogen Peroxide) بنسبة معينة حسب حالة الشعر، ثم يُوضع على الشعر لفترة زمنية محسوبة بدقة.

• النتيجة: يمكن إزالة اللون الأسود بالكامل والوصول إلى درجات فاتحة جدًا من الأشقر إذا تمت العملية بشكل متدرج.

• الاحتياطات:

  • لا يُنصح بالتفتيح المكثف في جلسة واحدة لتجنب تلف الشعرة وتقصفها.

  • يجب استخدام مرطبات مكثفة بعد العملية، مثل البروتينات والكيراتين.

• المخاطر: تلف بنية الشعرة، فقدان اللمعان، جفاف شديد، وتكسر في بعض الحالات.

3. الصبغة العكسية (Back-to-back Dyeing)

في بعض الحالات يُستخدم أسلوب يُعرف بتطبيق صبغة فاتحة مباشرة فوق الصبغة السوداء، ولكن هذا لا يؤدي غالبًا إلى نتائج واضحة دون تفتيح.

• السبب: اللون الأسود يحتوي على صبغات زرقاء وخضراء كثيفة، ويغلب على الألوان الأخرى.

الطرق الطبيعية لتقليل اللون الأسود

رغم أن الطرق الطبيعية لا تؤدي إلى إزالة اللون الأسود بشكل كامل، إلا أنها تساهم في تفتيحه تدريجيًا بطريقة آمنة وصحية للشعر.

1. خل التفاح والليمون

• الطريقة: يُخلط خل التفاح مع عصير الليمون وتُستخدم الخلطة كغسول نهائي للشعر بعد غسله بالشامبو.

• التأثير: تأثير تفتيحي تدريجي بسيط ناتج عن الأحماض العضوية.

2. البيكنغ صودا (صودا الخبز)

• الطريقة: تُخلط ملعقة من البيكنغ صودا مع الشامبو وتُستخدم لغسل الشعر.

• الفعالية: تُساعد على فتح الطبقة الخارجية للشعرة وإزالة بعض رواسب اللون.

3. العسل والقرفة

• الطريقة: يتم خلط العسل الطبيعي مع القرفة المطحونة ووضعها كقناع على الشعر لمدة 3 إلى 4 ساعات.

• النتيجة: تفتيح تدريجي بفعل إنزيمات الأوكسيديز الموجودة في العسل.

4. زيت جوز الهند مع فيتامين C

• الطريقة: يتم سحق أقراص فيتامين C ومزجها مع زيت جوز الهند وتطبيق الخليط على الشعر.

• التأثير: خاصية التفتيح لفيتامين C تعمل على تقليل تشبع اللون الأسود.

مقارنة بين الطرق الكيميائية والطبيعية

خطوات وقائية أثناء عملية التخلص من اللون الأسود

لضمان سلامة الشعر خلال هذه العملية المعقدة، يجب اتباع التعليمات التالية بدقة:

1. اختبار الحساسية: قبل تطبيق أي منتج كيميائي يجب إجراء اختبار على خصلة شعر صغيرة للتحقق من عدم حدوث رد فعل سلبي.

2. فواصل زمنية: يجب ترك فترة لا تقل عن أسبوعين بين جلسات التفتيح لتقليل التلف.

3. استخدام مستحضرات العناية المكثفة: مثل أقنعة الكيراتين، حمامات الزيت الساخن، والسيرومات المحتوية على السيليكون.

4. تجنب الحرارة: عدم استخدام مكواة الشعر أو المجفف الحراري مباشرة بعد عمليات إزالة اللون.

5. قص أطراف الشعر المتضررة: لتقليل التقصف وتحفيز نمو صحي.

حالات خاصة: الشعر المصبوغ بالأسود عدة مرات

كلما زادت مرات تكرار صبغة الشعر باللون الأسود، زادت صعوبة التخلص منها. الصبغة تتراكم طبقة فوق طبقة، ما يجعل تفتيح اللون مهمة معقدة، وأحيانًا تتطلب سحبًا تدريجيًا على مراحل متفرقة تصل إلى شهور، خاصة إذا كان الهدف الوصول إلى درجات فاتحة مثل الأشقر أو الرمادي.

في هذه الحالات، يُنصح بالآتي:

• الاستعانة بخبير تلوين متخصص لديه خبرة في تصحيح الألوان.

• اعتماد خطة تفتيح متدرجة على مدار عدة أشهر.

• الامتناع عن استخدام منتجات صبغية إضافية قبل إزالة اللون الحالي تمامًا.

تأثير التخلص من اللون الأسود على الشعر

عملية إزالة اللون الأسود تُعد من أكثر الإجراءات التجميلية إجهادًا للشعر. وغالبًا ما ينتج عنها تغيرات سلبية في ملمس الشعر ومرونته ولمعانه، ومن أبرز التأثيرات الجانبية:

• جفاف الشعر بسبب فقدان الزيوت الطبيعية نتيجة للمواد المؤكسدة.

• تكسر الأطراف نتيجة ضعف البنية الداخلية للشعرة.

• تغير في مرونة الشعر بسبب تلف الطبقة القشرية.

• تلاشي لون جديد بشكل أسرع في حال عدم معالجة الشعر بالبروتينات اللازمة قبل إعادة الصبغ.

الجدول الزمني الأمثل للتخلص من اللون الأسود

نصائح عامة للحفاظ على صحة الشعر بعد إزالة اللون الأسود

1. استخدام شامبو خالٍ من الكبريتات للحفاظ على رطوبة الشعر.

2. التقليل من عدد مرات الغسل الأسبوعي لتقليل الجفاف.

3. اللجوء لصبغات بدون أمونيا في المراحل التالية.

4. إدخال الكولاجين في روتين العناية لتقوية بصيلات الشعر.

5. تناول مكملات البيوتين والزنك لتعويض فقدان العناصر المغذية.

خلاصة

التخلص من صبغة الشعر السوداء ليس إجراءً بسيطًا، بل يتطلب صبرًا وفهمًا دقيقًا للتركيبة الكيميائية للشعر وللخيارات المتاحة، سواء الكيميائية أو الطبيعية. يجب أن تُدار العملية بخطوات مدروسة وتحت إشراف خبير إن أمكن، مع عناية فائقة بالشعر قبل وأثناء وبعد مراحل إزالة اللون. الطريقة المثالية تعتمد على الحالة الصحية للشعر، عدد مرات تكرار الصبغة، واللون المرغوب الوصول إليه. من المهم إدراك أن استعادة اللون الطبيعي أو الوصول إلى لون جديد ناجح يعتمد بنسبة كبيرة على العناية والترطيب والابتعاد عن الحلول السريعة التي تضر بالشعر أكثر مما تفيده.

المصادر

1. Milady’s Standard Cosmetology, Cengage Learning.

2. Hair Structure and Chemistry Simplified, John Halal.