كيف تعتني الحامل ببشرتها: دليل شامل للعناية بالبشرة أثناء الحمل
يعد الحمل مرحلة من أكثر المراحل تأثيرًا على جسم المرأة، حيث يطرأ عليه العديد من التغيرات الفسيولوجية والهرمونية التي تؤثر على مختلف جوانب الصحة الجسدية والنفسية. ومن بين هذه التغيرات التي تطرأ على المرأة أثناء الحمل، تتأثر البشرة بشكل خاص، إذ يمكن أن تواجه الحامل مجموعة من التحديات المتعلقة بالبشرة مثل جفاف الجلد، ظهور التصبغات، حب الشباب، الخطوط البيضاء، وغير ذلك من المشاكل الجلدية التي قد تكون نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل.
إن العناية بالبشرة في هذه المرحلة تتطلب نهجًا دقيقًا ومناسبًا، لأن بعض المكونات قد تكون غير آمنة للاستخدام أثناء الحمل، مما يفرض على المرأة الحامل توخي الحذر في اختيار المنتجات التي تستخدمها. في هذا المقال، سنعرض مجموعة من النصائح والإرشادات التي تساعد الحامل على العناية ببشرتها بشكل صحي وآمن، مع توضيح الأسباب وراء بعض التغيرات التي تحدث في البشرة وكيفية التعامل معها.
التغيرات التي تطرأ على البشرة أثناء الحمل
خلال فترة الحمل، تحدث العديد من التغيرات الهرمونية التي تؤثر بشكل مباشر على البشرة. قد تتفاوت هذه التغيرات من امرأة لأخرى، لكنها بشكل عام تشمل:
1. زيادة إفراز الزيوت
تؤدي الزيادة في مستويات هرمون البروجسترون أثناء الحمل إلى تحفيز الغدد الدهنية لإفراز المزيد من الزيوت الطبيعية. وهذا قد يسبب ظهور حب الشباب، خاصة في مناطق مثل الوجه والصدر والظهر.
2. التصبغات الجلدية (قناع الحمل)
من أكثر الظواهر شيوعًا هي التصبغات الجلدية التي تظهر على شكل بقع داكنة على الوجه، وخاصة على الخدين والجبهة والأنف. تعرف هذه الحالة بـ “قناع الحمل” (Chloasma) أو “الكلف”. تعود هذه التصبغات إلى زيادة إفراز هرمون الأستروجين الذي يحفز الخلايا الصبغية في الجلد.
3. جفاف الجلد
بسبب التغيرات الهرمونية، قد تصبح البشرة أكثر جفافًا في بعض الأحيان. تترافق هذه الحالة مع حكة أو تقشر في بعض المناطق من الجلد، مما يتطلب ترطيبًا إضافيًا.
4. تمدد الجلد
مع تقدم الحمل وزيادة حجم البطن والثديين، قد يظهر على الجلد بعض علامات التمدد. هذه الخطوط التي تكون عادة بلون أحمر أو أرجواني تتحول بمرور الوقت إلى اللون الأبيض بعد الولادة.
5. الشعور بالحكة
يعتبر الشعور بالحكة في مناطق مختلفة من الجسم، مثل البطن أو الثديين، أمرًا شائعًا أثناء الحمل نتيجة للتمدد المستمر في الجلد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون الحكة نتيجة لجفاف الجلد.
6. الجلد الجاف والمتشقق
قد تتأثر بعض النساء بظهور جفاف غير مريح على الجلد خلال فترة الحمل بسبب انخفاض مستويات الماء في الجلد، مما يجعل البشرة عرضة للتشقق.
خطوات العناية بالبشرة أثناء الحمل
1. ترطيب البشرة بشكل يومي
من الأمور الأساسية التي يجب أن تحرص الحامل على القيام بها هي ترطيب البشرة بشكل يومي باستخدام مرطبات آمنة ومناسبة. يساعد الترطيب المنتظم في منع جفاف الجلد وتقليل الحكة الناتجة عن تمدد الجلد. يمكن استخدام كريمات مرطبة تحتوي على مكونات مثل زيت جوز الهند أو زبدة الشيا التي تساهم في تجديد البشرة وترطيبها.
2. استخدام واقي الشمس
تعاني الحامل من زيادة حساسية الجلد تجاه الشمس بسبب التغيرات الهرمونية، مما يجعل البشرة أكثر عرضة لتطور التصبغات الجلدية أو ما يعرف بـ “قناع الحمل”. لذا من الضروري أن تستخدم الحامل واقي شمس يوميًا بعامل حماية لا يقل عن 30، ويجب أن يكون المنتج خاليًا من المواد الكيميائية القوية مثل الأوكتوكريلين أو البارابين.
3. تجنب استخدام المنتجات الضارة
تعتبر بعض المنتجات التجميلية والعلاجية غير آمنة أثناء الحمل. على سبيل المثال، يجب تجنب المنتجات التي تحتوي على الريتينويد أو حمض الساليسيليك أو البنزوين بيروكسايد، حيث قد تكون ضارة للجنين. في حال كانت الحامل تعاني من حب الشباب أو تصبغات الجلد، ينبغي عليها استشارة الطبيب لاختيار العلاجات المناسبة.
4. التقشير اللطيف
يمكن أن يساعد التقشير في إزالة الخلايا الميتة من الجلد وتحفيز تجدد البشرة. ومع ذلك، يجب على الحامل أن تختار منتجات تقشير لطيفة، وتجنب المواد الكيميائية القوية التي قد تضر ببشرتها. يمكن استخدام التقشير الطبيعي مثل السكر مع زيت الزيتون أو الشوفان كبديل آمن.
5. الحفاظ على النظافة الشخصية
يجب على الحامل الاهتمام بنظافة بشرتها، حيث أن إفراز الزيوت الزائدة قد يؤدي إلى تراكم الأوساخ في المسام ويسبب حدوث مشاكل جلدية مثل حب الشباب. لذلك، ينصح بغسل الوجه يوميًا باستخدام غسول مخصص للبشرة الحساسة أو الجافة.
6. شرب كميات كبيرة من الماء
الماء هو أحد العوامل الأساسية للحفاظ على صحة البشرة. يساعد شرب كميات وفيرة من الماء في الحفاظ على رطوبة الجلد ويعزز مرونته، مما يقلل من خطر جفاف الجلد أو ظهور علامات التمدد.
7. الاهتمام بالبشرة من الداخل
التغذية السليمة تلعب دورًا كبيرًا في صحة البشرة أثناء الحمل. يجب على الحامل أن تتناول غذاءً غنيًا بالفيتامينات والمعادن الأساسية مثل فيتامين C وفيتامين E وأحماض أوميغا 3 الدهنية، التي تساعد في تحسين مرونة البشرة وتخفيف الالتهابات.
8. العناية بالجلد حول البطن والثديين
نظرًا لأن الجلد في منطقة البطن والثديين يتعرض للتمدد بشكل أكبر، يجب استخدام مرطبات خاصة لتقليل ظهور علامات التمدد. الكريمات التي تحتوي على فيتامين E وزبدة الكاكاو يمكن أن تساعد في تحسين مرونة الجلد وتقليل ظهور هذه العلامات.
9. العلاج بالزيوت الطبيعية
استخدام الزيوت الطبيعية مثل زيت اللوز الحلو أو زيت جوز الهند يعد خيارًا ممتازًا للترطيب العميق، حيث تساعد هذه الزيوت في تغذية البشرة وتعزيز مرونتها. يمكن تدليك هذه الزيوت على الجلد بلطف بعد الاستحمام للحصول على أفضل النتائج.
10. الابتعاد عن العوامل المجهدة
من المهم أن تتجنب الحامل التعرض للعوامل التي قد تضر بصحة بشرتها مثل التدخين أو التلوث البيئي. يجب تجنب التعرض المفرط للحرارة أو التعرق المفرط، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل جلدية مثل الالتهابات أو حب الشباب.
11. استخدام علاجات طبيعية للحكة
إذا كانت الحامل تعاني من حكة شديدة بسبب تمدد الجلد، يمكن استخدام علاجات طبيعية مثل الألوة فيرا أو زيت اللوز الحلو، حيث تعمل هذه المكونات على تهدئة الحكة وترطيب البشرة بشكل فعال.
12. ممارسة الرياضة بانتظام
ممارسة الرياضة تساعد على تحسين الدورة الدموية مما يساهم في تحسين صحة البشرة. تمارين مثل المشي أو السباحة يمكن أن تكون مفيدة للحامل لأنها تحسن تدفق الدم وتقلل من مشاكل البشرة المرتبطة بالجفاف.
العناية بالبشرة بعد الولادة
بعد الولادة، قد تظل بعض التغيرات الجلدية مستمرة لفترة، مثل التصبغات أو علامات التمدد. ومن المهم أن تستمر الحامل في اتباع روتين العناية بالبشرة بعد الولادة، ويمكن أن يختلف هذا الروتين بناءً على احتياجات البشرة بعد فترة الحمل.
إن العناية بالبشرة أثناء الحمل تتطلب صبرًا واهتمامًا خاصًا بالنظام الغذائي والروتين اليومي. يجب على الحامل أن تكون على دراية بالتغيرات التي قد تطرأ على بشرتها وأن تتجنب استخدام المنتجات الكيميائية الضارة التي قد تؤثر على صحتها وصحة الجنين.
