في ظل هذا العصر الذي يعتريه الكثير من التحولات والتغيرات الاجتماعية والسياسية، تبرز أهمية الأعمال الفنية التي تسلط الضوء على القضايا الإنسانية والسياسية. ومن بين تلك الأعمال الأدبية الرائعة التي تقف في وجه التيارات الهادرة، تظهر مسرحية “أيقونة الحرية تستغيث بصلاح الدين” للكاتبة الرائدة عزة القصابي كمثال بارز على الإبداع الأدبي والرؤية الفنية الراقية.
يأخذنا الكتاب في رحلة عبر الزمن، حيث نجد أنفسنا في ستينيات القرن الماضي، وهو العصر الذي اشتعلت فيه شرارة الوعي الثقافي والسياسي في العالم العربي. تمثل المسرحية نقطة تلاقٍ بين الحاضر والماضي، حيث تمتاز بالطابع الكلاسيكي والتجديد في الوقت نفسه، مما يمنحها طابعًا فريدًا.
يعتبر د. عزة القصابي، الكاتبة الرائدة والعالمة المتميزة في ميدان الدراما، رائدة في استخدام اللغة والسرد بطريقة تثير التفكير وتلامس الوجدان. تتميز مسرحيتها بالعمق والتأمل، حيث تستطيع بمهارة فائقة الغوص في أغوار الأزمة الفلسطينية، ملمسةً جراحها القديمة التي ما زالت تنزف حتى اليوم.
في 170 صفحة من الكتاب، ترسم القصابي لوحة درامية تعكس الواقع العربي المعاصر، حيث يظهر الظلم والاحتلال بشكل يعكس الصورة الحقيقية للتحديات التي تواجهها المنطقة. وبمنتهى الحرفية، تجسد الكاتبة الوقائع بأسلوب يمزج بين الشاعرية والواقعية، مما يجعل القارئ يعيش تجربة فريدة ومميزة.
تتميز إصدارات “الآن ناشرون وموزعون” بالجودة العالية، وتضفي على العمل الأدبي طابعًا مميزًا من خلال غلافه الورقي الذي يعكس انعكاسًا للفن والجمال.
في فئة الأدب والخيال، تتألق المسرحية كتحفة فنية تستحق التأمل والتقدير. وفي مجال المسرحيات، تثبت “أيقونة الحرية تستغيث بصلاح الدين” نفسها كمساهمة قيمة وفريدة في تراث الأدب العربي المعاصر.
