سرطان الخلية الحرشفية: الأسباب والعلاج

سرطان الخلية الحرشفية (Squamous Cell Carcinoma): الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج

يُعدُّ سرطان الخلية الحرشفية (Squamous Cell Carcinoma – SCC) أحد أنواع السرطان التي تنشأ في الخلايا الحرشفية، وهي خلايا مسطحة تشبه الأسطح الخارجية للجلد والأغشية المخاطية التي تبطن أجزاء مختلفة من الجسم. يمكن أن يظهر هذا النوع من السرطان في عدة مناطق، وأشهرها الجلد، ولكن يمكن أن يظهر أيضًا في مناطق أخرى مثل الفم والحلق والمريء والرئتين والمثانة. يمثل سرطان الخلية الحرشفية ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا بعد سرطان الخلايا القاعدية، ويتميز بنموه السريع والانتشار إلى الأنسجة المجاورة.

1. التعريف العام لسرطان الخلية الحرشفية

سرطان الخلية الحرشفية هو نوع من السرطان الذي يبدأ في الخلايا المسطحة أو الحرشفية. الخلايا الحرشفية هي خلايا مسطحة توجد في الطبقة الخارجية للجلد وكذلك في الأغشية المخاطية التي تبطن بعض الأعضاء داخل الجسم. يحدث هذا النوع من السرطان عندما تتغير الخلايا بشكل غير طبيعي وتنمو بشكل غير منضبط، مما يؤدي إلى تكوّن الأورام.

سرطان الخلية الحرشفية يعتبر من الأورام السرطانية التي تميل إلى الانتشار إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه في وقت مبكر. وعادة ما يتطور في المناطق المعرضة للشمس مثل الوجه، الرقبة، الأذنين، واليدين، لكنه قد يظهر في مناطق أخرى من الجسم.

2. أسباب سرطان الخلية الحرشفية

من أبرز أسباب الإصابة بسرطان الخلية الحرشفية، التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية (UV) الناتجة عن الشمس أو أجهزة التسمير. يعد التعرض المستمر لأشعة الشمس دون الحماية الكافية من أكثر الأسباب شيوعًا لهذا النوع من السرطان. يتسبب الأشعة فوق البنفسجية في تلف الحمض النووي في الخلايا الجلدية، مما قد يؤدي إلى نشوء الأورام.

تشمل العوامل الأخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الخلية الحرشفية ما يلي:

• التاريخ العائلي: إذا كان أحد أفراد الأسرة قد تعرض لهذا النوع من السرطان، فقد يزيد هذا من خطر الإصابة.

• العمر: كبار السن أكثر عرضة لهذا النوع من السرطان بسبب تعرضهم المتزايد للأشعة فوق البنفسجية على مر السنين.

• ضعف جهاز المناعة: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بسبب أمراض مثل الإيدز أو تناول أدوية مثبطة للمناعة (مثل الأدوية المستخدمة بعد زراعة الأعضاء) هم أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من السرطان.

• التعرض لمواد مسرطنة: مثل القطران والزرنيخ وبعض المواد الكيميائية الأخرى قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الخلية الحرشفية.

• التدخين: يُعتبر تدخين التبغ من العوامل التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في مناطق مثل الفم والحلق والرئتين.

3. الأعراض والعلامات المرتبطة بسرطان الخلية الحرشفية

الأعراض تختلف حسب المكان الذي يظهر فيه السرطان، ولكن هناك بعض العلامات العامة التي قد تشير إلى وجود سرطان الخلية الحرشفية، وتشمل:

• التغيرات في الجلد: قد يظهر سرطان الخلية الحرشفية على شكل تقرحات أو بقع جافة، متقشرة، أو حمراء على الجلد، ويمكن أن تكون مؤلمة أو تنزف.

• القرح التي لا تلتئم: غالبًا ما يظهر الورم في صورة قرحة جلدية لا تلتئم رغم محاولات العلاج المعتادة.

• التغيرات في الأنسجة المخاطية: في حالات السرطان في الفم أو الحلق، قد يشعر المريض بألم أو صعوبة في البلع أو وجود قرح في الفم لا تختفي.

• البثور أو الأورام: في حالات أقل شيوعًا، قد يظهر السرطان في صورة تورم أو كتلة صلبة على الجلد أو الأغشية المخاطية.

• الإفرازات غير العادية: في حالة الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في الأماكن الأخرى مثل الأعضاء التناسلية أو المثانة، قد يعاني المريض من إفرازات غير طبيعية أو نزيف.

4. تشخيص سرطان الخلية الحرشفية

يبدأ تشخيص سرطان الخلية الحرشفية بتقييم الأعراض والمراجعة الطبية. قد يتضمن تشخيص هذا النوع من السرطان عدة خطوات أساسية:

• الفحص السريري: في البداية، يقوم الطبيب بفحص المنطقة المصابة للبحث عن أي علامات تشير إلى سرطان الخلايا الحرشفية. يتم تحسس الأنسجة والتاريخ الطبي للمريض للحصول على فكرة أولية.

• الخزعة: يتم أخذ عينة صغيرة من الأنسجة المشكوك فيها، حيث يتم فحصها تحت المجهر لمعرفة ما إذا كانت خلوية غير طبيعية تشير إلى السرطان. هذه الخطوة هي أساسية لتأكيد التشخيص.

• الفحوصات التصويرية: في حالات معينة، قد يحتاج الطبيب إلى إجراء فحوصات تصويرية مثل الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد مدى انتشار السرطان.

• اختبارات الدم: يمكن أن تساعد اختبارات الدم في تقييم حالة المريض العامة والبحث عن علامات معينة للسرطان.

5. علاج سرطان الخلية الحرشفية

يتم تحديد خطة العلاج بناءً على مكان السرطان وحجمه ومدى انتشاره. تشمل خيارات العلاج المختلفة:

• الجراحة: واحدة من الخيارات الرئيسية لعلاج سرطان الخلية الحرشفية هي الجراحة. تتم إزالة الورم السرطاني من المنطقة المصابة.

• العلاج الإشعاعي: في حالات معينة، يتم استخدام العلاج الإشعاعي لتدمير الخلايا السرطانية، خصوصًا في الأماكن التي يصعب الوصول إليها جراحيًا أو عندما يكون السرطان قد انتشر.

• العلاج الكيميائي: إذا انتشر السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم، يمكن أن يكون العلاج الكيميائي خيارًا فعّالًا.

• العلاج المناعي: يستخدم العلاج المناعي لتحفيز الجهاز المناعي ليهاجم الخلايا السرطانية. يتم استخدامه بشكل متزايد في حالات السرطان المتقدمة أو المتكررة.

• العلاج بالليزر: في بعض الحالات، يُستخدم الليزر لإزالة الأورام الصغيرة على سطح الجلد.

• العلاج الموضعي: بعض العلاجات الموضعية مثل الكريمات التي تحتوي على أدوية مثل 5-فلورويوراسيل أو imiquimod قد تكون فعّالة في معالجة السرطان في مراحله المبكرة.

6. التوقعات والوقاية

العديد من حالات سرطان الخلية الحرشفية يمكن علاجها بنجاح إذا تم اكتشافها مبكرًا. تتمثل الوقاية الرئيسية من هذا النوع من السرطان في الحد من التعرض للأشعة فوق البنفسجية، سواء من الشمس أو مصادر أخرى مثل أجهزة التسمير. أيضًا، يجب على الأفراد تجنب التدخين والابتعاد عن المواد السامة والمسرطنة. يمكن أن يساعد الفحص الدوري للأشخاص المعرضين للخطر، مثل أولئك الذين لديهم تاريخ من التعرض لأشعة الشمس أو الذين يعانون من ضعف المناعة، في اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة.

7. الخاتمة

يعتبر سرطان الخلية الحرشفية من السرطانات التي يمكن الوقاية منها والكشف عنها مبكرًا. مع توافر تقنيات التشخيص والعلاج المتقدمة، يمكن علاج معظم الحالات بنجاح. ومن الضروري زيادة الوعي حول هذا المرض، وتقديم التثقيف اللازم حول الوقاية والعلاج المتاح.