أسباب وأعراض جرثومة البول

سبب جرثومة البول: الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج

تعد جرثومة البول أو التهاب المسالك البولية من الأمراض الشائعة التي تصيب الجهاز البولي لدى العديد من الأشخاص، وهي تحدث بسبب عدوى جرثومية تصيب الأجزاء المختلفة للمسالك البولية. ورغم أن هذه الجرثومة قد تكون غير خطيرة في بعض الحالات، إلا أنها قد تتحول إلى مشكلة صحية خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.

تعريف جرثومة البول

يشير مصطلح “جرثومة البول” إلى وجود بكتيريا أو جراثيم في البول، والتي تؤدي إلى حدوث التهاب في المسالك البولية. يمكن أن تصيب هذه الجراثيم أي جزء من المسالك البولية بدءًا من الكليتين، مرورًا بالمثانة، ووصولًا إلى الإحليل. يُطلق على هذا المرض بشكل عام اسم التهاب المسالك البولية (UTI)، وتعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض مقارنة بالرجال.

أسباب جرثومة البول

تحدث جرثومة البول بسبب دخول الجراثيم إلى المسالك البولية، وهناك العديد من الأسباب والعوامل التي تسهم في حدوث هذا النوع من العدوى، ومنها:

1. الإصابة بالبكتيريا المعوية (Escherichia Coli)

تعتبر بكتيريا Escherichia Coli (E. coli) أكثر أنواع البكتيريا التي تسبب التهاب المسالك البولية. عادة ما توجد هذه البكتيريا في الجهاز الهضمي، ولكن قد تنتقل إلى الأعضاء التناسلية أو المسالك البولية عند حدوث خلل في النظافة أو بسبب التلوث. في معظم الحالات، يحدث هذا بسبب تلوث منطقة الشرج أو المنطقة التناسلية.

2. الاضطرابات البولية والتشريحية

قد تؤدي الاضطرابات التشريحية في المسالك البولية إلى تعطيل تدفق البول بشكل طبيعي، مما يسهل تكاثر الجراثيم داخل المسالك البولية. من بين هذه الاضطرابات، نجد تضيق الإحليل، حصوات الكلى أو المثانة، وكذلك التشوهات الخلقية في الأعضاء البولية.

3. ضعف جهاز المناعة

يؤدي ضعف جهاز المناعة إلى زيادة احتمالية الإصابة بالتهاب المسالك البولية. قد يكون الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة مثل السكري أو مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) أكثر عرضة للإصابة بالجرثومة البولية بسبب انخفاض قدرتهم على مقاومة العدوى.

4. استخدام القساطر البولية

قد يؤدي استخدام القساطر البولية لفترات طويلة إلى زيادة خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية، حيث تتيح القساطر للبكتيريا دخول المسالك البولية بسهولة.

5. العوامل الهرمونية

يؤثر التغير الهرموني في جسم المرأة، خاصة في فترات الحمل أو انقطاع الطمث، على قوة ومرونة جدران المسالك البولية، مما يزيد من فرص الإصابة بالعدوى. بالإضافة إلى ذلك، قد يسهم التغير الهرموني في النساء في نقص البكتيريا الجيدة التي تمنع نمو الجراثيم الضارة.

6. الحمل

خلال فترة الحمل، يحدث تغير هرموني في جسم المرأة مما قد يؤدي إلى تغييرات في تركيب البول ودرجة حموضته، مما يجعل البيئة البولية أكثر عرضة للبكتيريا. كما أن الضغط الذي يسببه الحمل على المثانة قد يؤدي إلى تباطؤ في تصريف البول، وهو ما يعزز نمو البكتيريا.

7. العادات الصحية غير السليمة

تشمل العادات السيئة مثل تأجيل التبول لفترات طويلة أو عدم تنظيف المنطقة التناسلية بشكل صحيح بعد التبول أو التبرز، مما يؤدي إلى انتقال الجراثيم إلى المسالك البولية.

8. الجنس

تعد العلاقة الجنسية من العوامل المساهمة في انتقال البكتيريا إلى المسالك البولية، خاصة إذا كانت ممارستها لا تراعي بعض الإرشادات الصحية التي قد تساعد في منع انتقال العدوى.

أعراض جرثومة البول

تتفاوت الأعراض المصاحبة للجرثومة البولية باختلاف شدة العدوى والمكان المصاب، لكن من الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى وجود التهاب في المسالك البولية:

1. الشعور بحرقة أثناء التبول: يعتبر الشعور بالحرقان أو الألم أثناء التبول من الأعراض الرئيسية التي يعاني منها المصابون بالتهاب المسالك البولية.

2. زيادة الحاجة للتبول بشكل متكرر: يمكن أن يعاني المرضى من التبول بشكل متكرر حتى لو كانت كمية البول صغيرة.

3. بول عكر أو ذا رائحة قوية: قد يصبح البول مائلًا إلى العكر أو ذا رائحة غير طبيعية، وهذا بسبب وجود الجراثيم أو المواد الدموية.

4. ألم في أسفل البطن أو الظهر: يشعر المصاب بألم حاد في أسفل البطن أو في منطقة الحوض، وقد يمتد الألم إلى أسفل الظهر في حال كانت العدوى قد انتشرت إلى الكلى.

5. دم في البول: في بعض الحالات، قد يحتوي البول على دم، وهو ما يشير إلى التهاب حاد أو تضرر في الأنسجة البولية.

6. الحمى والقشعريرة: إذا كانت العدوى قد انتشرت إلى الكلى أو كانت شديدة، قد يصاب الشخص بحمى وقشعريرة.

تشخيص جرثومة البول

يتم تشخيص التهاب المسالك البولية بناءً على الأعراض السريرية للمريض والفحص الطبي. يتضمن التشخيص عادةً فحص البول المخبري، حيث يتم تحليل البول لاكتشاف وجود البكتيريا أو الدم أو الصديد. قد يُطلب من المريض جمع عينة من البول في وعاء معقم لإجراء الفحص المخبري.

كما قد يطلب الطبيب إجراء مزرعة بول لتحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى وبالتالي اختيار العلاج المناسب. في الحالات المعقدة أو إذا كانت العدوى منتشرة إلى الكلى، قد يتم إجراء فحوصات أخرى مثل الأشعة أو الموجات فوق الصوتية.

علاج جرثومة البول

يعتمد علاج التهاب المسالك البولية على نوع البكتيريا المسببة للعدوى وشدتها. عادةً ما يشمل العلاج:

1. المضادات الحيوية

تُعتبر المضادات الحيوية العلاج الرئيسي لالتهاب المسالك البولية، حيث تستخدم للتخلص من البكتيريا المسببة للعدوى. قد يصف الطبيب نوعًا معينًا من المضادات الحيوية بناءً على نتائج المزرعة، وقد يحتاج المريض إلى أخذ المضادات الحيوية لفترة تتراوح من 3 إلى 7 أيام.

2. الأدوية المسكنة للألم

في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية مسكنة للألم لتخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، مثل الحرقان أو الألم أثناء التبول.

3. شرب السوائل بكثرة

يُنصح المرضى بشرب الكثير من السوائل خلال فترة العلاج، حيث يساعد ذلك في التخلص من البكتيريا بشكل أسرع عبر التبول المتكرر.

4. العلاج المنزلي والوقاية

يمكن اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية والعلاجية التي تشمل تحسين النظافة الشخصية، مثل مسح المنطقة التناسلية من الأمام إلى الخلف بعد التبول أو التبرز. بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب احتباس البول لفترات طويلة، وشرب كميات كبيرة من الماء، وتجنب المنتجات الكيميائية التي قد تهيج الجهاز البولي.

الوقاية من جرثومة البول

1. النظافة الشخصية الجيدة: يجب الحفاظ على النظافة الشخصية الجيدة، خاصة بعد التبول أو التبرز.

2. التبول بعد ممارسة الجنس: يُنصح بالذهاب إلى المرحاض للتبول بعد العلاقة الجنسية لتقليل خطر الإصابة بالبكتيريا.

3. شرب الكثير من السوائل: يساعد شرب الماء بكثرة على تقليل فرص الإصابة بالعدوى، حيث يساهم في طرد الجراثيم من المسالك البولية.

4. تجنب المنتجات المهيجة: يجب تجنب استخدام المنتجات الكيميائية مثل الصابون المعطر أو الدش المهبلي، التي قد تسبب تهيجًا في المسالك البولية وتزيد من خطر الإصابة بالعدوى.

الخاتمة

تعد جرثومة البول من الأمراض الشائعة التي يمكن علاجها بسهولة إذا تم تشخيصها في وقت مبكر. ولكن إذا تم تجاهل الأعراض أو لم يتم علاجها بشكل صحيح، فقد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل التهابات الكلى أو انتشار العدوى إلى الدم. لذلك، من الضروري الاهتمام بالنظافة الشخصية، والذهاب للطبيب عند الشعور بأعراض التهاب المسالك البولية لضمان العلاج الفعال.