كيفية جعل الأطفال يحبون الطعام

الطعام والأطفال: كيف تجعلين الأطفال يحبون الطعام

يُعتبر الطعام جزءًا أساسيًا في حياة الأطفال، ليس فقط من أجل تلبية احتياجاتهم الغذائية بل أيضًا في تشكيل عاداتهم الصحية والنفسية. يعتبر حب الطعام واهتمام الأطفال به من التحديات التي تواجهها العديد من الأمهات. بعض الأطفال قد يظهرون نفورًا من الطعام أو يرفضون تناول أصناف معينة، مما يثير القلق لدى الوالدين حول صحة أطفالهم. ولكن، من خلال تبني بعض الأساليب المدروسة والتوجيهات المبدعة، يمكن للأمهات تحقيق النجاح في جعل الأطفال يحبون الطعام ويتناولون طعامًا صحيًا ومتوازنًا.

1. فهم مراحل النمو الغذائية للأطفال

يجب أن تعرفي أن التغذية في كل مرحلة من مراحل نمو الطفل لها خصوصياتها. في السنوات الأولى، خصوصًا من الولادة حتى سن الثانية، يمر الأطفال بمرحلة انتقالية بين الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي وبين الطعام الصلب. في هذا العمر، من الضروري أن تقدمي للطبيب استشارات حول نوعية الطعام الأنسب لكل مرحلة.

مع تقدم الطفل في العمر، تتغير احتياجاته الغذائية ليشمل مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل الخضراوات والفواكه واللحوم والحبوب. تعتبر هذه المرحلة هي الأنسب لتقديم مفاهيم جديدة للأطفال حول الطعام وكيفية تنويع الوجبات.

2. دور الأم في تثقيف الأطفال عن الطعام

تلعب الأم دورًا محوريًا في تعليم الأطفال التقدير الصحي للطعام. عندما ترى الأم أن الطعام ليس مجرد وسيلة للبقاء على قيد الحياة، بل هو جزء من نمط حياة صحي ومتوازن، يمكن أن تنقل هذه الفكرة إلى طفلها. يمكن أن يكون التعليم الغذائي أساسيًا في مرحلة الطفولة المبكرة، ويجب أن يتم بشكل غير مباشر من خلال الحديث عن الطعام وأثره في صحة الجسم والعقل.

على سبيل المثال، يمكن أن تشرح الأم لطفلها كيف يساعد الطعام في تحسين نموه، ويمنحه الطاقة اللازمة للعب والدراسة. لكن من الأهمية أن تكون هذه المحادثات مرحة وجذابة، حيث يمكن استخدام القصص أو الألوان أو حتى اللعب بالأطعمة لربط الطفل بالطعام.

3. تنويع الأطعمة وجعلها ممتعة

قد يرفض الأطفال تناول الطعام في حال كانت الوجبات مكررة أو لم يكن هناك تنوع فيها. لذلك، يعتبر التنويع في الطعام أساسيًا لجعل الطفل يحب الطعام. على الأم أن تكون مبدعة في تحضير الأطباق وتقديم الطعام بأشكال جذابة.

• استخدام الألوان: يمكن تحضير أطباق تحتوي على ألوان متنوعة مثل الفواكه والخضراوات، مما يجعل الطبق يبدو أكثر جاذبية.

• الأشكال والأحجام: يمكن تشكيل الخضراوات والفواكه على شكل قلوب أو نجوم أو أشكال مميزة باستخدام قوالب قطع الطعام.

• التقديم في طبق صغير: قد يفضل الطفل الطعام المقدم في طبق صغير أو حتى في علب مخصصة لتناول الطعام، حيث يبدو هذا الخيار أكثر جاذبية بالنسبة للأطفال.

4. التحكم في الكميات واتباع نظام غذائي متوازن

في كثير من الأحيان، يقاوم الأطفال تناول الطعام عندما يشعرون بأنهم مجبرون على تناول كميات كبيرة. لذا، ينبغي على الأم أن تقدم الطعام بكميات معقولة، وتشجع الطفل على التذوق أولًا قبل اتخاذ قرار بعدم تناول الطعام. من المهم أن تتيح الفرصة للأطفال للمشاركة في اختيار الأطعمة التي يرغبون في تناولها، سواء كان ذلك من خلال اصطحابهم إلى السوق أو السماح لهم بالمساعدة في تحضير الطعام.

من خلال احترام رغبات الطفل، سيكون لديهم فرصة أكبر للاستمتاع بالطعام. علاوة على ذلك، يجب أن يكون الغذاء متوازنًا، حيث يجب أن يحتوي على جميع المجموعات الغذائية مثل البروتينات، الكربوهيدرات، الدهون الصحية، الألياف، الفيتامينات والمعادن.

5. تعزيز العادات الغذائية الجيدة من خلال العائلة

من المهم أن تدركي أن الأطفال يتأثرون بالعادات الغذائية للعائلة ككل. فالأطفال يميلون إلى تقليد تصرفات آبائهم وأمهاتهم، بما في ذلك اختيارات الطعام. لذا، إذا كنتِ ترغبين في أن يحب أطفالك الطعام الصحي، يجب أن تكوني قدوة لهم في تناول الطعام الصحي والمتوازن.

يمكنك تنظيم وجبات عائلية مشتركة، مما يعزز شعور الطفل بأن تناول الطعام هو نشاط ممتع يجمع الأسرة. يمكن تخصيص وقت معين للطعام مع الأسرة حيث يجلس الجميع معًا وتتم مناقشة الطعام وتناوله في جو من الألفة والراحة.

6. تشجيع الأطفال على تناول الطعام بشكل مستقل

عندما يبدأ الأطفال في تعلم الأكل بأنفسهم، يمكن أن يكون لهذا دور إيجابي في تعزيز حب الطعام. في هذه المرحلة، من المهم أن تشجعي طفلك على تناول الطعام بنفسه، مما يعزز شعوره بالاستقلالية. يمكن أن تساعد هذه العملية في تطوير علاقة أكثر إيجابية مع الطعام.

يجب عليكِ تقديم الطعام في صور سهلة للمس أو الأكل باليد، مثل شرائح الفواكه، المكسرات، أو الخضراوات المقطعة. سيساعد ذلك الأطفال على التفاعل مع الطعام بشكل مباشر، مما يجعلهم أكثر اهتمامًا بتناوله.

7. تقديم الطعام بطريقة غير قسرية

من الضروري أن تكون عملية تناول الطعام ممتعة للأطفال، وألا يتم فرض الطعام عليهم بالقوة. لا تجبري طفلك على تناول الطعام إذا كان غير مستعد لذلك. الضغط أو الإجبار قد يؤدي إلى كره الطعام، وزيادة المقاومة تجاه الوجبات. بدلاً من ذلك، امنحي طفلك فرصة للتركيز على استمتاعه بالأطعمة التي يحبها، وادعيه لتناول الأطعمة الجديدة بشكل تدريجي.

قد تستغرق بعض الأطعمة وقتًا ليعتاد عليها الطفل، لذا يجب أن يكون لديك صبر كافٍ. من الممكن أن تستغرق بعض الأطعمة وقتًا طويلًا ليبدأ الطفل في قبولها، فالتكرار المتوازن يساعد على بناء هذا الرابط الإيجابي مع الطعام.

8. المشاركة في إعداد الطعام

من الطرق الفعالة التي يمكن من خلالها جذب الأطفال للطعام هي إشراكهم في تحضيره. قد يبدو الأمر بسيطًا، ولكن عندما يشارك الأطفال في عملية التحضير، يزداد اهتمامهم بالطعام. يمكن للأم إشراك طفلها في غسل الخضراوات، تقطيع الفواكه، أو حتى طهي بعض الأطباق البسيطة التي يحبها.

هذه التجربة لا تقتصر على تعلم مهارات جديدة فحسب، بل تعزز شعور الطفل بالمسؤولية، كما تساعده على تقدير المجهود المبذول في إعداد الطعام.

9. تجنب الطعام السريع والمصنع

من العوامل التي تؤثر سلبًا في علاقة الأطفال بالطعام هو الاعتماد المفرط على الأطعمة السريعة أو المصنعة. على الرغم من أن هذه الأطعمة قد تكون مغرية للأطفال بسبب طعمها اللذيذ وسهولة تناولها، إلا أنها غالبًا ما تفتقر إلى القيمة الغذائية العالية وقد تؤدي إلى مشاكل صحية مثل السمنة أو سوء التغذية.

يجب على الأم أن تسعى لتقديم الأطعمة المنزلية الطازجة وتجنب تقديم الأطعمة المليئة بالسكر والدهون المشبعة. التحول إلى تناول الوجبات الصحية والمتوازنة في المنزل يساهم في تحسين النظام الغذائي للطفل على المدى الطويل.

10. الابتكار في تقديم الوجبات

في بعض الأحيان، قد يشعر الأطفال بالملل من الأطعمة التقليدية. لذا من المهم أن تكوني مبتكرة في تقديم الوجبات. يمكن تحضير أطعمة على شكل وجبات خفيفة تحتوي على مكونات مغذية، مثل إعداد سندويشات صغيرة تحتوي على الخضراوات الطازجة أو الأجبان.

11. التواصل مع الأطفال حول خياراتهم الغذائية

التواصل مع الأطفال حول اختياراتهم الغذائية يمكن أن يكون له تأثير كبير. حاول أن تجعلي الطفل جزءًا من عملية اتخاذ القرار في اختيار الأطعمة. بإعطائهم بعض الخيارات، مثل اختيار الخضراوات المفضلة لديهم أو اختيار نوع الحبوب المفضل، ستشعرهم بأنهم جزء من عملية صنع الطعام.

12. الصبر والمثابرة

قد يكون التغيير في عادات الطعام أمرًا بطيئًا ويحتاج إلى وقت، ولكن مع الصبر والمثابرة، ستتمكنين من جعل طفلك يحب الطعام الصحي. لا تستسلمي إذا رفض طفلك تناول طعام معين في البداية، بل استمري في تقديمه بطرق مختلفة.