أعراض سرطان الغدة الجار درقية

أعراض سرطان الغدة الجار درقية

مقدمة:

يعد سرطان الغدة الجار درقية من السرطانات النادرة التي تؤثر على الغدد الجار درقية التي توجد بالقرب من الغدة الدرقية. وتلعب هذه الغدد دورًا رئيسيًا في تنظيم مستويات الكالسيوم في الجسم عن طريق إفراز هرمون يسمى “الهرمون الجار درقي”. قد يكون تشخيص هذا النوع من السرطان معقدًا، حيث قد يتشابه مع حالات صحية أخرى كثيرة، وتظهر أعراضه بشكل تدريجي. في هذا المقال، سوف نستعرض أعراض سرطان الغدة الجار درقية وأسبابها وأعراضها المحتملة وعوامل الخطر المرتبطة بها، بالإضافة إلى تشخيص المرض وطرق العلاج المتاحة.

الغدد الجار درقية ووظائفها:

الغدد الجار درقية هي أربع غدد صغيرة تقع خلف الغدة الدرقية في الرقبة. وتعتبر هذه الغدد جزءًا من نظام الغدد الصماء في الجسم، حيث تقوم بإفراز الهرمون الجار درقي (PTH)، الذي يعمل على تنظيم مستويات الكالسيوم في الدم. عندما تكون مستويات الكالسيوم منخفضة في الدم، يفرز الجسم الهرمون الجار درقي لتحفيز إطلاق الكالسيوم من العظام وزيادة امتصاصه من الأمعاء وتقليل إفرازه في البول.

أنواع سرطان الغدة الجار درقية:

سرطان الغدة الجار درقية هو مرض نادر، وينشأ غالبًا عندما تتعرض خلايا الغدة الجار درقية للتحولات السرطانية، وهو ما يؤدي إلى تكاثر غير طبيعي للخلايا. توجد بعض الأنواع المختلفة لهذا السرطان، وأشهرها هو “سرطان الغدة الجار درقية الأولي”، والذي يبدأ غالبًا في غدة واحدة فقط. في حالات نادرة جدًا، قد يظهر السرطان في أكثر من غدة، مما يطلق عليه “السرطان متعدد الغدد الجار درقية”.

أعراض سرطان الغدة الجار درقية:

1. ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم:
   إحدى الأعراض البارزة لسرطان الغدة الجار درقية هي ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم، وهو ما يعرف بـ “فرط كالسيوم الدم”. يحدث هذا بسبب الإفراز المفرط للهرمون الجار درقي (PTH)، الذي يسبب تحرير الكالسيوم من العظام إلى الدم.

   أعراض فرط كالسيوم الدم تشمل:

   • الشعور بالتعب العام والضعف الجسدي.

   • فقدان الشهية والغثيان.

   • الإمساك أو صعوبة في الهضم.

   • الشعور بالعطش الشديد وزيادة عدد مرات التبول.

   • آلام في العضلات والمفاصل.

   • الارتباك الذهني وضعف التركيز.

   قد تكون هذه الأعراض مشابهة لأعراض العديد من الحالات الصحية الأخرى، مما يجعل من الصعب تشخيص المرض في مراحله المبكرة.

2. ألم في العظام والمفاصل:
   بسبب إفراز كميات كبيرة من الكالسيوم في الدم، قد يعاني المرضى من مشاكل في العظام، مثل آلام شديدة أو هشاشة في العظام. قد يتسبب هذا في ضعف العظام وزيادة قابليتها للكسر. في بعض الحالات، قد يعاني المريض من مشاكل في المفاصل أيضًا.

3. الإرهاق الشديد وفقدان الطاقة:
   يشعر العديد من الأشخاص الذين يعانون من سرطان الغدة الجار درقية بإرهاق شديد وتعب دائم. هذا الشعور بالإرهاق يمكن أن يكون بسبب التأثيرات السلبية لارتفاع مستويات الكالسيوم في الجسم، مما يؤدي إلى ضعف القدرة على الأداء الطبيعي للأنشطة اليومية.

4. مشاكل في الجهاز الهضمي:
   ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي. من بين الأعراض الشائعة التي قد يواجهها المصاب:

   • غثيان مستمر.

   • فقدان الشهية.

   • قيء.

   • إمساك مزمن.
     هذه الأعراض قد تكون مرتبطة أيضًا بعدة أمراض أخرى، مما يجعل التشخيص في البداية صعبًا.

5. زيادة العطش والتبول المتكرر:
   بسبب تأثيرات الهرمون الجار درقي على الكلى، يمكن أن يؤدي فرط الكالسيوم إلى زيادة العطش وزيادة كمية البول التي يتم إفرازها. قد يشعر المصاب برغبة ملحة في شرب كميات كبيرة من الماء بسبب الجفاف الناتج عن التبول المتكرر.

6. ارتفاع ضغط الدم:
   من المحتمل أن يرتبط سرطان الغدة الجار درقية بارتفاع ضغط الدم، حيث أن زيادة الكالسيوم في الدم قد يؤدي إلى تغييرات في الأوعية الدموية، مما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم.

7. مشاكل عقلية وعصبية:
   من الممكن أن يسبب ارتفاع الكالسيوم في الدم مشاكل عقلية مثل القلق، والاكتئاب، وفقدان الذاكرة، وضعف التركيز. في الحالات المتقدمة، قد يعاني بعض المرضى من الهذيان أو حتى الفقدان المؤقت للوعي.

8. وجود تورم في منطقة الرقبة:
   بما أن الغدد الجار درقية تقع في الرقبة، فقد يظهر تورم أو كتلة في المنطقة المتأثرة. هذه العلامة قد تكون مرئية أو ملحوظة عند الفحص الجسدي، وخاصة في المراحل المتقدمة من المرض.

تشخيص سرطان الغدة الجار درقية:

1. الفحص الطبي:
   في البداية، يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي للرقبة، وقد يلاحظ وجود تورم أو كتلة. في حال وجود أعراض تشير إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم، قد يطلب الطبيب فحوصات إضافية لتحديد سبب هذه الأعراض.

2. اختبارات الدم:
   يعد تحليل الدم من أهم الأدوات التي يستخدمها الأطباء لتشخيص سرطان الغدة الجار درقية. يساعد اختبار مستويات الكالسيوم وهرمون الجار درقي في تحديد ما إذا كان هناك فرط في إنتاج هذا الهرمون.

3. الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي:
   قد يوصي الطبيب بإجراء فحص بالأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن الأورام أو التغيرات في الغدد الجار درقية.

4. الفحص بالخزعة:
   في بعض الحالات، قد يتطلب التشخيص إجراء خزعة من الأنسجة المتأثرة لفحصها في المختبر للكشف عن خلايا سرطانية.

عوامل خطر سرطان الغدة الجار درقية:

• العمر والجنس: يصيب سرطان الغدة الجار درقية عادة الأشخاص البالغين في منتصف العمر أو الأكبر سنًا، حيث تزداد احتمالية الإصابة مع تقدم العمر. كما أنه أكثر شيوعًا بين النساء مقارنة بالرجال.

• التاريخ العائلي: في بعض الحالات، قد يكون السرطان وراثيًا أو متعلقًا بحالات طبية أخرى مثل متلازمة “نوميد” أو متلازمة “جاردنر”.

• مشاكل صحية سابقة: وجود اضطرابات سابقة في الغدد الجار درقية أو الغدة الدرقية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان.

علاج سرطان الغدة الجار درقية:

تعتمد خطة العلاج على مدى تطور السرطان، ومدى انتشاره في الجسم. تشمل الخيارات العلاجية:

1. الجراحة:
   تعد الجراحة هي العلاج الأكثر شيوعًا لسرطان الغدة الجار درقية، حيث يتم استئصال الغدة المصابة. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر استئصال الغدد الجار درقية بالكامل.

2. العلاج الإشعاعي:
   في بعض الحالات، قد يتم اللجوء إلى العلاج الإشعاعي بعد الجراحة للتأكد من التخلص الكامل من الخلايا السرطانية.

3. العلاج الكيميائي:
   قد يُستخدم العلاج الكيميائي في بعض الحالات المتقدمة لعلاج السرطان.

4. الأدوية المعدلة للهرمونات:
   في حالات نادرة، قد يكون من الضروري استخدام أدوية تهدف إلى تقليل إفراز الهرمون الجار درقي.

خاتمة:

يعد سرطان الغدة الجار درقية من السرطانات النادرة، ولكن من الضروري التشخيص المبكر والعلاج السريع لتجنب المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث نتيجة فرط الكالسيوم في الدم. يجب على المرضى الذين يعانون من أعراض غير مفسرة مثل التعب المستمر، وآلام العظام، واضطرابات في الجهاز الهضمي، زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.