دليل صبغ الشعر خطوة بخطوة

كيفية صبغ الشعر: دليل شامل لتقنيات التلوين، اختيار الألوان، والعناية بعد الصبغة

صبغ الشعر هو أحد أبرز أشكال التجميل والتغيير التي تلجأ إليها النساء والرجال على حد سواء، إما للتجديد، أو لتغطية الشيب، أو لمواكبة صيحات الموضة. يعتبر تلوين الشعر عملية كيميائية دقيقة تتطلب فهماً واضحاً للمنتجات المستخدمة، تفاعلاتها مع الشعر، والطريقة الصحيحة لتطبيقها. ومع تنوع أنواع الصبغات وتقنيات استخدامها، تزداد أهمية المعرفة الدقيقة بكل مرحلة من مراحل التلوين لضمان الحصول على نتيجة مرضية دون التسبب بأضرار للشعر أو فروة الرأس.

في هذا المقال، سيتم التطرق بالتفصيل إلى جميع الجوانب المتعلقة بعملية صبغ الشعر، بدءاً من فهم تركيبة الشعر، مروراً باختيار اللون والمنتج المناسب، وتقنيات التلوين المختلفة، وانتهاءً بالرعاية اللاحقة لضمان استمرارية اللون وصحة الشعر.

التركيب البيولوجي للشعر وتأثير الصبغة عليه

يتكون الشعر أساساً من بروتين يُدعى الكيراتين، ويغلفه طبقة خارجية تُعرف بالقشرة (cuticle)، وهي المسؤولة عن حماية الشعر من العوامل الخارجية. تحت القشرة توجد القشرة الداخلية (cortex) وهي التي تحتوي على الصبغة الطبيعية (الميلانين) التي تحدد لون الشعر. عملية التلوين تستهدف هذه الطبقة.

عند صبغ الشعر، تخترق المواد الكيميائية القشرة الخارجية للوصول إلى القشرة الداخلية، حيث تقوم إما بتفتيح الميلانين الطبيعي أو استبداله بصبغة صناعية. يعتمد نجاح هذه العملية على نوع الصبغة المستخدمة، وقوة المؤكسد (peroxide)، وحالة الشعر.

أنواع صبغات الشعر

يوجد عدة أنواع من صبغات الشعر تختلف من حيث مدة الثبات، ودرجة التغلغل، وتركيبتها الكيميائية:

1. الصبغات المؤقتة (Temporary Colors)

لا تخترق الشعرة بل تغلفها فقط. تزول بعد غسلات معدودة. تُستخدم غالباً في المناسبات المؤقتة أو لتجربة لون جديد.

2. الصبغات شبه الدائمة (Semi-Permanent)

تحتوي على تركيبة أقل قسوة ولا تحتوي على الأمونيا. تدوم حتى 8-12 غسلة. لا تفتح لون الشعر الطبيعي، بل تضيف لوناً فوقه.

3. الصبغات الدائمة (Permanent Colors)

تتغلغل داخل الشعرة وتغير اللون الطبيعي من خلال تفتيح الميلانين وتثبيت صبغة جديدة. تعتمد على استخدام الأمونيا والمؤكسد، وتدوم حتى ينمو الشعر مجدداً.

4. صبغات التفتيح (Bleaching)

تُستخدم لتفتيح الشعر عدة درجات عن لونه الطبيعي، سواء كان الهدف هو الوصول إلى درجات الأشقر الفاتح أو التحضير للصبغات الشديدة. تحتوي على تركيزات عالية من بيروكسيد الهيدروجين وتؤثر بقوة على بنية الشعر.

اختيار لون الصبغة المناسب

يُعد اختيار اللون المناسب خطوة حاسمة، ويتطلب معرفة بعوامل عديدة مثل لون البشرة، ولون العينين، واللون الطبيعي للشعر، والحالة الصحية له.

ينصح كذلك باختبار لون الصبغة على خصلة صغيرة من الشعر قبل تطبيقها بالكامل، خاصة إذا كان هناك تغيير جذري.

الأدوات المطلوبة لصبغ الشعر

• قفازات بلاستيكية

• وعاء غير معدني

• فرشاة توزيع الصبغة

• مشط لفصل الشعر

• ملاقط شعر

• منشفة قديمة

• فازلين لحماية البشرة من التصبغ

• غطاء بلاستيكي للشعر (في بعض الحالات)

خطوات صبغ الشعر بالتفصيل

الخطوة 1: تحضير الشعر

يُفضل أن يكون الشعر غير مغسول حديثاً، لأن الزيوت الطبيعية تساعد على حماية فروة الرأس. يتم تمشيط الشعر جيداً لفك التشابك.

الخطوة 2: حماية الجلد

يُوضع الفازلين أو كريم سميك حول منبت الشعر والأذنين لمنع التصبغ الجلدي.

الخطوة 3: تقسيم الشعر

يُقسم الشعر إلى أربعة أجزاء باستخدام المشابك لتسهيل توزيع الصبغة بالتساوي.

الخطوة 4: تحضير الصبغة

تُخلط مكونات الصبغة حسب تعليمات العبوة. لا ينبغي ترك الخليط طويلاً قبل الاستخدام لأنه يفقد فعاليته.

الخطوة 5: تطبيق الصبغة

يُطبق الخليط بدءاً من الجذور وصولاً للأطراف، ويفضل البدء من مؤخرة الرأس. يجب تغطية الشعر بالكامل بشكل متساوٍ.

الخطوة 6: انتظار الوقت اللازم

يُترك المنتج حسب المدة الموصى بها، والتي تختلف حسب نوع الصبغة ولون الشعر الطبيعي. في العادة من 30 إلى 45 دقيقة.

الخطوة 7: شطف الصبغة

يُشطف الشعر جيداً بالماء الفاتر حتى يصبح الماء صافياً. ثم يُغسل بشامبو مخصص للشعر المصبوغ ويُستخدم بلسم مرطب.

العناية بالشعر بعد الصبغة

بعد عملية التلوين، يصبح الشعر أكثر عرضة للجفاف والتكسر. لذا، تتطلب العناية به التزاماً روتينياً خاصاً للحفاظ على اللون وحماية البنية الشعرية:

• استخدام شامبو وبلسم مخصصين للشعر المصبوغ

• تجنب الغسل اليومي للشعر

• تقليل استخدام أدوات التصفيف الحراري

• اعتماد حمامات زيت مغذية مرتين أسبوعياً

• قص أطراف الشعر بانتظام لتجنب التقصف

• تجنب السباحة في مياه الكلور دون حماية

تأثيرات الصبغة على الشعر وفروة الرأس

الاستخدام المتكرر للصبغات الدائمة أو التفتيح قد يؤدي إلى:

• جفاف الشعر

• تقصف الأطراف

• تهيج أو حساسية فروة الرأس

• تساقط الشعر في حالات نادرة نتيجة تلف الجذور

ينبغي الانتباه لأي أعراض حساسية مثل الحكة الشديدة أو الطفح الجلدي، والتوقف عن الاستخدام فوراً.

التقنيات الحديثة في صبغ الشعر

لم تعد عملية تلوين الشعر تقليدية كما في السابق، بل ظهرت تقنيات جديدة تضيف بعداً جمالياً ولمسة احترافية:

1. تقنية الأومبري (Ombre)

يتم فيها تدرج اللون من الداكن عند الجذور إلى الفاتح عند الأطراف. تضيف بعداً بصرياً أنيقاً للشعر وتقلل الحاجة إلى صيانة متكررة.

2. تقنية البالياج (Balayage)

تعتمد على التلوين اليدوي لخصل الشعر بشكل غير متماثل، ما يمنح مظهراً طبيعياً ومتدرجاً. تناسب من يفضلون التغيير بدون التزام دائم.

3. الصبغات النباتية (Henna – Indigo)

صبغات طبيعية تعتمد على الحناء والنيلة وتُستخدم منذ قرون. لا تحتوي على مواد كيميائية، لكنها تمنح خيارات لونية محدودة.

صبغ الشعر في المنزل مقابل الصالونات

صبغ الشعر في المنزل قد يوفر التكلفة ويمنح الراحة، لكنه يتطلب دقة وعناية فائقة، خاصة عند التعامل مع درجات فاتحة أو ألوان جريئة.

من جهة أخرى، توفر الصالونات احترافية في التطبيق، وتستخدم منتجات عالية الجودة، وتُجري اختبارات أولية لتجنب التفاعلات السلبية.

المواد الكيميائية في الصبغات وتأثيراتها

تتضمن معظم الصبغات التجارية مكونات أساسية مثل:

• الأمونيا: تفتح القشرة الخارجية للشعر للسماح باختراق اللون.

• بيروكسيد الهيدروجين (ماء الأكسجين): يعمل على تفتيح لون الشعر الطبيعي.

• بارافينيلين ديامين (PPD): مكون شائع يعطي اللون الداكن، لكنه يسبب أحياناً ردود فعل تحسسية.

تشير الدراسات الحديثة إلى ضرورة تقنين استخدام هذه المواد، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض جلدية أو تحسس سابق.

الصبغات الخالية من الأمونيا

ظهرت في السنوات الأخيرة صبغات بدون أمونيا، تعتمد على مكونات أقل قسوة، مثل الزيوت النباتية أو البدائل الكيميائية الخفيفة. تُعتبر خياراً جيداً لأصحاب فروة الرأس الحساسة أو الشعر التالف، لكنها قد لا تعطي نتائج قوية على الشعر الداكن.

استخدام الحناء كبديل طبيعي للصبغة

الحناء هي من أقدم وسائل تلوين الشعر، وتتميز بقدرتها على تقوية الشعر ومنحه لمعاناً طبيعياً. إلا أنها تحتاج وقتاً أطول لتطبيقها، ولا يمكن إزالتها بسهولة كما هو الحال في الصبغات الكيميائية.

خلاصة الجدول المقارن بين أنواع الصبغات

الخاتمة

صبغ الشعر عملية دقيقة تتداخل فيها عناصر الجمال والكيمياء والاحتراف، وتتطلب معرفة شاملة بكل خطواتها ومكوناتها. اختيار اللون المناسب، معرفة نوع الشعر وحالته، وتطبيق التقنية الصحيحة، جميعها عوامل تؤثر بشكل مباشر على نجاح التجربة. ورغم أن الصبغة تمنح مظهراً جديداً يعزز من الثقة بالنفس، فإن العناية بالشعر بعد الصبغة لا تقل أهمية عن التلوين نفسه. لذا يجب الاهتمام باستخدام المنتجات المناسبة والابتعاد عن التكرار المفرط للصبغات للحفاظ على شعر صحي ولامع.

المراجع:

1. “Hair Color Chemistry”, by J. D. Bowl, Journal of Cosmetic Science, 2015

2. American Academy of Dermatology Association – Hair Dye Safety Guidelines (www.aad.org)