10 أشياء يجب ألا تقولها أبداً لمن يعاني الاكتئاب
الاكتئاب هو حالة صحية عقلية معقدة لا يمكن تحديدها بسهولة أو علاجها ببعض الكلمات. بينما يتعامل الشخص المصاب بالاكتئاب مع مشاعر الحزن والفراغ والعزلة، فإنه يحتاج إلى الدعم والفهم أكثر من أي وقت مضى. من الضروري أن يكون الأشخاص المحيطون به حذرين في اختيار كلماتهم وأفعالهم، إذ يمكن أن تكون بعض العبارات غير الملائمة أو المشحونة بالأحكام أكثر ضررًا من نفعها. في هذا المقال، سنتناول عشرة أشياء يجب ألا تقولها أبدًا لشخص يعاني من الاكتئاب، وكيفية تقديم الدعم بطريقة بناءة ومفيدة.
1. “كن قويًا، فقط توقف عن الشعور بهذا الشكل”
هذه العبارة، رغم نواياها الحسنة في بعض الأحيان، يمكن أن تكون قاسية للغاية. فهي تفرض على الشخص المصاب بالاكتئاب أن يتجاوز مشاعره بسرعة وبدون معالجة حقيقية. الاكتئاب ليس مجرد حالة عابرة أو مزاج سيئ يمكن تجاوزه بالإرادة أو القوة الشخصية. إنه حالة مرضية تتطلب العلاج والدعم المستمر. القول بأن الشخص “يجب عليه أن يكون قويًا” يضمن له مشاعر العجز والذنب لعدم قدرته على التخلص من الاكتئاب، مما يزيد من شعوره بالإحباط.
2. “أنت لا تبدو مكتئبًا”
قد يكون هذا التعليق غير مفيد تمامًا، لأنه لا يأخذ في اعتباره أن الاكتئاب ليس دائمًا مرئيًا. قد يظهر الشخص المصاب بالاكتئاب بمظهر طبيعي أو حتى مرح في بعض الأحيان، لكن هذا لا يعني أنه لا يعاني من الألم الداخلي. الاكتئاب لا يتم تحديده فقط من خلال المظاهر الخارجية؛ بل هو حالة داخلية تؤثر على التفكير والمشاعر والسلوكيات. تقليل المعاناة بناءً على المظهر الخارجي قد يجعل الشخص يشعر بأنه لا يُفهم أو يُقَدر بما فيه الكفاية.
3. “الكثير من الناس يعانون من هذا، أنت لست وحدك”
على الرغم من أن نية هذه العبارة قد تكون طيبة، إلا أنها قد تعطي شعورًا بأن المشكلة ليست خطيرة بما يكفي لتستحق الاهتمام. عندما يتحدث شخص ما عن الاكتئاب، فهو غالبًا لا يحتاج إلى أن يُذكّر بأن الكثير من الأشخاص يعانون من نفس المشكلة. الشعور بالتفرد أو العزلة هو جزء من الاكتئاب، وعندما نخبر شخصًا مصابًا بالاكتئاب بأن هناك العديد من الآخرين الذين يعانون من نفس الشيء، قد يشعر وكأن معاناته غير مهمة أو لا تستحق الاهتمام الخاص.
4. “لماذا لا تحاول القيام بشيء مفيد بدلاً من الجلوس هنا؟”
هذه العبارة توحي بأن الشخص المصاب بالاكتئاب هو ببساطة كسول أو غير مهتم، وهو ما يمكن أن يكون محبطًا للغاية. الاكتئاب غالبًا ما يسبب نقصًا في الطاقة والحافز، وقد يجد الشخص المصاب به صعوبة في القيام حتى بالمهام اليومية الأساسية. التقليل من شعور الشخص بالضعف أو التعب الناتج عن الاكتئاب قد يعزز من شعوره بالذنب والضعف. بدلاً من ذلك، يمكن تقديم الدعم والتشجيع بأسلوب يحترم مكانه في مرحلة التعافي.
5. “أنت فقط بحاجة إلى تغيير تفكيرك”
بينما قد يكون تغيير الأفكار السلبية جزءًا من العلاج النفسي للاكتئاب، فإن هذه العبارة يمكن أن تبدو مبسطة وغير واقعية. الاكتئاب ليس مجرد مجموعة من الأفكار السلبية التي يمكن تغييرها بسهولة. إنها حالة معقدة تؤثر على كيمياء الدماغ وعمليات التفكير بشكل أعمق. ببساطة طلب تغيير التفكير قد يشعر الشخص أنه لا يوجد من يفهم معاناته، وبالتالي يعمق الشعور بالعزلة والذنب.
6. “لماذا لا يمكنك فقط التحلي بالإيجابية؟”
طلب من شخص مكتئب أن يكون إيجابيًا هو في الواقع طلب مستحيل في بعض الحالات. الاكتئاب ليس مجرد شعور بالحزن العابر؛ إنه شعور دائم بالعجز واليأس. إخبار شخص ما بأن يكون إيجابيًا قد يؤدي إلى شعوره بأن مشاعره غير قابلة للتفهم أو العناية بها. الشخص المصاب بالاكتئاب غالبًا ما يكون في حاجة إلى الاستماع والتفهم بدلاً من السعي إلى تقديم حلول سريعة لا تتناسب مع الواقع الذي يعيشه.
7. “أنا متأكد أنك ستتغلب على هذا قريبًا”
على الرغم من أن هذه العبارة قد تكون مقصودة لرفع المعنويات، فإنها قد تضع الشخص في موقف غير مريح. الاكتئاب لا يكون دائمًا عابرًا، وقد يحتاج المصاب به إلى وقت طويل للعلاج والتعافي. التقليل من أهمية معاناته بهذه الطريقة قد يجعل الشخص يشعر وكأن معاناته لا يتم الاعتراف بها بشكل كافٍ. من الأفضل أن نكون صريحين وداعمين في تذكير الشخص بأنه يستحق الدعم والعناية دون فرض جدول زمني صارم للتعافي.
8. “أنت لست بحاجة إلى أدوية، فقط حاول أن تكون أكثر سعادة”
الاكتئاب هو حالة طبية تتطلب في بعض الحالات التدخل الطبي، سواء من خلال العلاج النفسي أو الأدوية. إخبار شخص مصاب بالاكتئاب أن العلاج الدوائي ليس ضروريًا يمكن أن يكون ضارًا للغاية. العلاج المناسب، بما في ذلك الأدوية، يمكن أن يكون جزءًا حيويًا من عملية التعافي. هذه العبارة قد تؤدي إلى تقليل القيم العلاجية للأدوية وتزيد من شعور الشخص بالخجل من طلب المساعدة.
9. “إذا كان لديك حياة جيدة، فلماذا تشعر هكذا؟”
هذه العبارة قد تكون محبطة للغاية. الاكتئاب لا يتعلق فقط بالظروف المعيشية؛ بل يتعلق أيضًا بالناحية البيولوجية والنفسية للإنسان. حتى إذا كان الشخص يعيش حياة تبدو مثالية من الخارج، فقد يكون يعاني داخليًا. التقليل من مشاعر الشخص بناءً على ظروفه الخارجية قد يخلق شعورًا بالذنب والعار، مما يعمق مشاعر الاكتئاب.
10. “هل جربت أن تذهب في عطلة؟”
بينما قد تكون العطلات مفيدة للتخفيف من التوتر والضغط، فإن هذه العبارة لا تضع في اعتبارها أن الاكتئاب ليس مجرد حالة من الإرهاق الذهني أو الحاجات للتغيير في البيئة. الاكتئاب يمكن أن يستمر حتى في بيئة جديدة أو مختلفة. إخبار شخص مصاب بالاكتئاب أن الحل يكمن في تغيير المكان قد يجعله يشعر بأن معاناته ليست مفهومة بالشكل الصحيح.
كيف يمكن دعم شخص يعاني من الاكتئاب؟
بدلاً من قول العبارات المذكورة أعلاه، هناك بعض الطرق التي يمكن أن تساعد في تقديم دعم حقيقي للشخص الذي يعاني من الاكتئاب. أولًا، يجب أن نكون مستمعين جيدين. الاستماع إلى مشاعر الشخص بدون إصدار أحكام يمكن أن يكون له تأثير إيجابي. كما يجب أن نتجنب فرض الحلول أو النصائح التي قد تبدو غير واقعية في لحظات ضعف الشخص. من المهم أيضًا تشجيع الشخص على طلب المساعدة المهنية، مثل العلاج النفسي أو الدعم الطبي، بدلاً من التقليل من مشاعرهم.
إن الاكتئاب هو حالة معقدة تحتاج إلى التفهم والعناية. الكلمات التي قد تبدو بريئة قد تضر أكثر مما تنفع. من خلال التصرف بحذر وتقديم الدعم المناسب، يمكننا المساعدة في تخفيف معاناة الشخص المصاب بالاكتئاب ومنحه الأمل في الشفاء والتعافي.
