7 أخطاء في لغة الجسد يجب تجنبها في مقابلة العمل
تُعد مقابلات العمل من اللحظات الحاسمة التي تحدد مصير الموظف في الحصول على الوظيفة أو عدمه. في هذه اللحظات، يتم تقييم ليس فقط الإجابات التي يقدمها المرشح، بل أيضًا سلوكياته ولغة جسده. فكل حركة صغيرة يمكن أن تُعطي انطباعًا عن شخصية المرشح ومدى ملاءمته للوظيفة. في الواقع، تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من التواصل بين البشر يتم من خلال لغة الجسد، أكثر من الكلمات التي يتم نطقها. لذلك، من الضروري أن يكون المرشح على دراية بالأخطاء التي يمكن أن تحدث أثناء المقابلة والتي قد تؤثر سلبًا على فرصه في الحصول على الوظيفة.
في هذا المقال، سنتناول سبعة أخطاء شائعة في لغة الجسد يجب تجنبها في مقابلات العمل. سنتطرق إلى كيفية تأثير هذه الأخطاء على الانطباع الذي يُترك لدى المحاور وكيفية تجنبها لتحقيق أفضل أداء خلال المقابلة.
1. عدم الحفاظ على التواصل البصري
التواصل البصري هو أحد أبرز عناصر لغة الجسد التي تساهم في بناء الثقة والمصداقية. يُظهر النظر في عيون المحاور الاهتمام والانفتاح، بينما يُعتبر تجنب التواصل البصري إشارة إلى انعدام الثقة أو محاولة إخفاء شيء ما. في مقابلة العمل، إذا كنت تتجنب النظر في عيون المحاور أو تقتصر على التحديق في الأرض أو في الجدران، فإن ذلك قد يُعطي انطباعًا سلبيًا عنك، ويُظهر لك على أنك غير واثق أو غير مهتم.
لكن، من المهم أيضًا عدم المبالغة في التواصل البصري بحيث يبدو الأمر غير طبيعي أو مهددًا. يجب أن يكون التواصل البصري معتدلًا، بحيث تبقى عينك في مستوى عيون المحاور لبعض الوقت، ثم تحوّل نظرك بين الحين والآخر إلى جوانب أخرى من الشخص أو الغرفة لتجنب الشعور بالضغط.
2. الجلوس أو الوقوف بشكل غير مريح أو متراخي
تعد الطريقة التي تجلس بها أو تقف بها أثناء المقابلة مؤشرًا قويًا على مستوى اهتمامك واحترافك. الجلوس أو الوقوف بشكل مترهل أو غير مستقيم قد يُظهر عدم احترام أو قلة اهتمام بالفرصة المطروحة. على الجانب الآخر، الجلوس في وضعية مفرطة في التوتر قد يعطي انطباعًا بأنك تحت ضغط أو توتر، مما يقلل من قدرتك على التعبير بشكل طبيعي.
من الأفضل أن تجلس منتصبًا مع الحفاظ على وضعية مستقيمة، مع استرخاء الكتفين وعدم التمدد أو الانحناء بشكل مفرط. هذا يبعث برسالة بأنك شخص منظم وواثق، ويعكس انطباعًا إيجابيًا عنك.
3. حركات اليد المفرطة أو التلاعب بالأشياء
حركات اليد تعتبر جزءًا من لغة الجسد التي يمكن أن تساعد في التعبير عن الأفكار والمشاعر، ولكن عندما تُفرط فيها أو تظل تلعب بالأشياء مثل القلم أو الهاتف أو الأزرار، فقد تؤدي إلى تشتيت انتباه المحاور وتسبب انطباعًا سلبيًا. فالتلاعب بالأشياء قد يشير إلى القلق أو عدم الاستقرار النفسي، ما يخلق انطباعًا سلبيًا لدى المحاور.
الطريقة المثلى لاستخدام اليدين هي التحكم بها، وعدم تركها تتنقل بشكل عشوائي. من الأفضل استخدام الإيماءات المعتدلة لإبراز النقاط التي تذكرها، ولكن دون المبالغة فيها. يمكنك وضع يديك على الطاولة أو على فخذيك بهدوء عندما لا تكون بحاجة إلى استخدامها في الحديث.
4. عدم الابتسام أو التعبير عن الانفعالات المناسبة
الابتسامة تعكس إيجابية وسلوكًا اجتماعيًا مفتوحًا. في المقابلة، يُعد الابتسام جزءًا أساسيًا من بناء علاقة طيبة مع المحاور. في المقابل، عدم الابتسام أو إظهار وجه جامد قد يُظهر لك شخصًا غير ودود أو غير مهتم، ما قد يؤثر سلبًا على انطباع المحاور.
لكن يجب أن تكون الابتسامة طبيعية وغير مبالغ فيها. الابتسامة الزائدة قد تخلق انطباعًا بأنك غير جاد أو تحاول إخفاء شيء. الابتسامة المناسبة تعكس الثقة بالنفس وتُظهر شخصيتك الودية.
5. التفاعل المفرط مع الهاتف أو الأجهزة الإلكترونية
في عصرنا الحالي، أصبحت الهواتف المحمولة جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، لكن استخدام الهاتف أثناء المقابلة يُعتبر تصرفًا غير مهني وغير لائق. حتى لو كان لديك إشارة لتلقي رسالة هامة أو مكالمة طارئة، يُنصح بوضع الهاتف في وضع صامت أو إغلاقه تمامًا خلال المقابلة.
التفاعل المفرط مع الهاتف يُعتبر إشارة إلى أنك غير مهتم بالمقابلة أو غير قادر على التركيز على المحاور. يبعث ذلك برسالة سلبية عن مهاراتك في إدارة الوقت والاحترافية في بيئة العمل. إذا كان لديك ضرورة مُلحة للتفاعل مع الهاتف، من الأفضل أن تعتذر في البداية وتبرر ذلك للمحاور.
6. الإيماءات السلبية مثل فرك الأنف أو لمس الوجه
تعتبر بعض الإيماءات، مثل فرك الأنف أو لمس الوجه، سلوكيات غير مريحة قد تشير إلى القلق أو محاولة لتغطية مشاعر غير مرغوب فيها. خلال المقابلة، قد تكون هذه الحركات غير ملائمة لأنها تُظهر شكوكًا في قدراتك أو عدم مصداقيتك. بعض الأشخاص قد يقومون بهذه الحركات دون أن يلاحظوا، لذا يجب أن تكون واعيًا لهذه السلوكيات.
من الأفضل أن تحاول تجنب لمس الوجه أو فرك الأنف أثناء الحديث. إذا كنت تشعر بالقلق، حاول التنفس بهدوء وتحكم في جسمك لتجنب الحركات التي قد تكون ملحوظة بالنسبة للمحاور.
7. استخدام لغة جسد مغلقة أو متصلبة
لغة الجسد المغلقة، مثل وضع اليدين عبر الصدر أو التراجع في المقعد، قد تُرسل رسالة للمحاور مفادها أنك متردد أو غير منفتح على الحوار. هذه الحركات يمكن أن تُظهر لك شخصًا حذرًا للغاية أو حتى عدائيًا. إذا كنت في موقف يتطلب منك إظهار تعاون وانفتاح، يجب عليك تجنب هذه الأنماط السلوكية.
التأكيد على استخدام لغة جسد منفتحة، مثل إبقاء اليدين مرحتين بجانب الجسم أو على الطاولة، والتفاعل بشكل إيجابي مع المحاور، يعكس استعدادك للاستماع والمشاركة. ببساطة، حاول أن تظل مرنًا وطبيعيًا، مع تجنب الحركات التي قد تُشعِر المحاور أنك غير مرتاح.
الخلاصة
إن مقابلة العمل هي فرصة عظيمة لترك انطباع إيجابي يعزز من فرصك في الحصول على الوظيفة. لغة الجسد تلعب دورًا أساسيًا في هذه العملية، حيث يمكن أن تكون الفرق بين النجاح والفشل في المقابلة. من خلال تجنب الأخطاء التي تم ذكرها، يمكنك ضمان إظهار جانبك الأفضل خلال المقابلة، مما يزيد من فرصك في النجاح.
