أعراض انقطاع الدورة الشهرية في سن الخمسين: التغيرات التي ترافق المرأة في مرحلة انقطاع الطمث
يعتبر انقطاع الدورة الشهرية، أو ما يُعرف بسن اليأس (من انقطاع الطمث)، مرحلة طبيعية في حياة المرأة، حيث تبدأ فيها التغيرات الجسدية والهرمونية التي تشير إلى نهاية قدرتها على الإنجاب. عادةً ما يحدث هذا التحول في سن الخمسين تقريبًا، رغم أن العمر الذي يحدث فيه قد يختلف من امرأة إلى أخرى. يرافق هذه المرحلة العديد من الأعراض التي قد تكون غير مريحة، ولكنها غالبًا ما تكون جزءًا طبيعيًا من عملية الشيخوخة.
إن انقطاع الدورة الشهرية هو نتيجة لتوقف المبايض عن إنتاج البويضات بشكل منتظم، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الهرمونات مثل الاستروجين والبروجستيرون. هذه التغيرات الهرمونية تتسبب في حدوث العديد من الأعراض الجسدية والعاطفية التي تؤثر على المرأة، وتؤثر بدورها في جودة حياتها. من خلال هذا المقال، سنتناول أبرز الأعراض التي قد تشعر بها المرأة خلال هذه المرحلة، بالإضافة إلى الطرق التي يمكن من خلالها التخفيف من تأثيراتها.
التغيرات الهرمونية وتأثيرها على الجسم
قبل التطرق إلى الأعراض، من المهم أن نفهم كيف تؤثر التغيرات الهرمونية على الجسم في هذه المرحلة. ينخفض مستوى هرمون الاستروجين بشكل ملحوظ مع اقتراب المرأة من سن اليأس، وهذا الهرمون الذي يلعب دورًا كبيرًا في تنظيم الدورة الشهرية له العديد من التأثيرات على أجهزة الجسم المختلفة. كما يحدث انخفاض في مستوى هرمون البروجستيرون، الذي يساعد في تنظيم الدورة الشهرية أيضًا.
الإستروجين هو الهرمون الذي يؤثر بشكل مباشر في العديد من وظائف الجسم مثل صحة العظام، ووظيفة الأوعية الدموية، وصحة البشرة والشعر، بالإضافة إلى وظائف الجهاز التناسلي. نتيجة لانخفاضه، تبدأ المرأة في ملاحظة العديد من الأعراض الجسدية والنفسية.
1. انقطاع الدورة الشهرية
أول وأهم الأعراض التي تشعر بها المرأة في هذه المرحلة هو توقف الدورة الشهرية. في البداية، قد تبدأ الدورة الشهرية بالانتظام بشكل غير منتظم، حيث تتباعد الفترات بين كل دورة شهرية وأخرى. في هذه المرحلة، قد تستمر الدورة لفترات أطول أو قصيرة بشكل غير معتاد، ويمكن أن تكون غزيرة في بعض الأحيان. في النهاية، تتوقف الدورة الشهرية تمامًا.
من المهم أن تلاحظ المرأة أن انقطاع الدورة الشهرية يُشخّص عند مرور 12 شهرًا متتاليًا دون حدوث دورة شهرية.
2. الهبات الساخنة (التعرق الليلي)
تعتبر الهبات الساخنة من أكثر الأعراض الشائعة التي تعاني منها النساء في سن اليأس. تتسم الهبات الساخنة بشعور مفاجئ بالحرارة الشديدة في الجزء العلوي من الجسم، قد تصاحبها تعرق غزير، وفي بعض الأحيان، خفقان في القلب. قد تستمر الهبة الساخنة لبضع دقائق، وقد تحدث عدة مرات في اليوم، خاصة في فترة ما قبل النوم.
تتسبب التغيرات الهرمونية في تأثير مباشر على مركز تنظيم درجة حرارة الجسم في الدماغ، مما يؤدي إلى هذه الهبات الساخنة. من الممكن أن تزعج هذه الهبات النوم، مما يؤدي إلى التعرق الليلي، مما يشكل تحديًا آخر في هذه المرحلة.
3. التقلبات المزاجية والاكتئاب
قد تؤثر التغيرات الهرمونية أيضًا على المزاج، حيث تلاحظ العديد من النساء أنهن يواجهن تقلبات عاطفية حادة خلال فترة انقطاع الطمث. قد تشعر المرأة بالحزن، أو القلق، أو حتى الغضب بشكل مفاجئ دون سبب واضح. في بعض الحالات، قد يعاني البعض من أعراض الاكتئاب أو التوتر، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي من الاكتئاب أو إذا كانت المرأة تمر بتغيرات حياتية كبيرة في تلك الفترة.
4. جفاف المهبل
بسبب انخفاض مستوى الاستروجين، قد تبدأ المرأة في ملاحظة جفاف في منطقة المهبل. قد يُصاحب هذا الجفاف شعور بالحكة أو التهيج أثناء الجماع، مما قد يؤثر سلبًا على الحياة الجنسية للمرأة. كما يمكن أن يؤثر الجفاف على قدرتها على التمتع بالجماع بسبب الانزعاج أو الألم المصاحب له.
5. تغيرات في النوم
تعتبر مشاكل النوم من الأعراض الأكثر شيوعًا أيضًا. تعاني العديد من النساء من الأرق أو صعوبة في النوم بسبب الهبات الساخنة أو التعرق الليلي، مما يؤدي إلى قلة ساعات النوم. كما قد تؤدي التغيرات الهرمونية إلى اضطرابات في النوم مثل الاستيقاظ المتكرر أو صعوبة العودة إلى النوم بعد الاستيقاظ في الليل.
6. التعرق الزائد
مع التغيرات في مستويات الهرمونات، قد تواجه النساء زيادة في التعرق، وخاصة أثناء الليل. التعرق الليلي هو أحد الأعراض الشائعة التي قد تحدث بشكل مفاجئ وتؤثر على النوم وجودته. يمكن أن يكون هذا التعرق مزعجًا ويؤدي إلى الاستيقاظ في منتصف الليل، مما يؤثر على راحتها العامة.
7. التغيرات في الوزن والشهية
تعتبر الزيادة في الوزن من الأعراض التي قد تظهر خلال فترة انقطاع الطمث. يمكن أن يكون سبب زيادة الوزن مرتبطًا بتغيرات في عملية الأيض بسبب التغيرات الهرمونية. قد تشعر المرأة أيضًا بزيادة في شهوتها للطعام أو في رغبتها في تناول الطعام بشكل مفرط، مما يؤدي إلى اكتساب الوزن بشكل تدريجي.
8. فقدان كثافة العظام
يعد انخفاض مستوى الاستروجين أيضًا أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى ضعف العظام في هذه المرحلة. انخفاض مستويات الاستروجين يساهم في تقليل كثافة العظام ويزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام. لهذا السبب، من المهم أن تحرص المرأة على تناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين D، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة للحفاظ على صحة العظام.
9. تغيرات في الشعر والجلد
العديد من النساء يلاحظن تغيرات في مظهر شعرهن وجلديهن أثناء انقطاع الطمث. قد يصبح الشعر رقيقًا أو يلاحظن تساقطًا أكبر من المعتاد. كما قد يعانين من جفاف البشرة أو فقدان مرونتها. هذه التغيرات تحدث بسبب انخفاض مستويات الاستروجين الذي يؤثر على صحة الشعر والبشرة.
10. التغيرات في الذاكرة والتركيز
قد تواجه بعض النساء صعوبة في التركيز أو الشعور بنسيان غير مبرر خلال هذه المرحلة. رغم أن هذه الأعراض قد تكون ناتجة عن التغيرات الهرمونية، إلا أن الدراسات تشير إلى أن هذا التراجع الطفيف في الذاكرة أو التركيز يمكن أن يتحسن مع مرور الوقت.
إدارة أعراض انقطاع الطمث
على الرغم من أن انقطاع الطمث يُعد مرحلة طبيعية، إلا أن الأعراض المرتبطة به قد تكون غير مريحة وتؤثر بشكل كبير على حياة المرأة اليومية. لكن يمكن إدارة هذه الأعراض بطرق متنوعة، بما في ذلك العلاجات الطبية، التغيرات في نمط الحياة، والتغذية السليمة.
1. العلاج الهرموني البديل (HRT)
تستخدم بعض النساء العلاج الهرموني البديل (HRT) لتخفيف أعراض انقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة وجفاف المهبل. يقوم العلاج الهرموني بإعادة مستويات الهرمونات التي انخفضت، مما يساعد في تخفيف هذه الأعراض. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل اتخاذ هذا القرار، حيث يمكن أن يكون له آثار جانبية في بعض الحالات.
2. العلاجات غير الهرمونية
تتوفر أيضًا بعض العلاجات غير الهرمونية مثل الأدوية التي تستخدم لتقليل الهبات الساخنة أو العلاجات التي تخفف من جفاف المهبل. بعض الأعشاب مثل عشبة زهرة الربيع قد تكون مفيدة في تخفيف بعض الأعراض المرتبطة بانقطاع الطمث.
3. ممارسة الرياضة والتغذية الصحية
النظام الغذائي المتوازن وممارسة الرياضة تعتبران من العوامل المهمة التي تساعد على تخفيف الأعراض وتحسين صحة المرأة بشكل عام. يمكن أن تساهم التمارين الرياضية في تحسين المزاج وتخفيف التوتر وتعزيز صحة القلب والعظام.
