5 طرق لتصبح مبدعاً كالأطفال
تُعتبر مرحلة الطفولة من أكثر المراحل في حياة الإنسان ارتباطًا بالإبداع. ففي تلك السنوات المبكرة من العمر، يكون الأطفال قادرين على التفكير بشكل غير تقليدي والقيام بتجارب جديدة بلا قيود أو خوف من الفشل. يمكن للبالغين أن يتعلموا الكثير من الإبداع المتأصل في الطفولة، حيث أن هناك عناصر معينة يمكن أن تساعد في استعادة هذه القدرة على الابتكار والتفكير بشكل مرن. في هذا المقال، نستعرض خمس طرق يمكن أن تساعد أي شخص في أن يصبح مبدعًا مثل الأطفال.
1. التحرر من القيود والأنماط الفكرية
من أبرز ميزات تفكير الأطفال أنهم لا يلتزمون بالقيود أو المعايير التي قد تحد من إبداعهم. الأطفال لا يضعون لأنفسهم حدودًا، ولا يتقيدون بالمنطق أو النمط السائد في التفكير. على سبيل المثال، إذا طلبت من طفل أن يصف لك حيوانًا خرافيًا، فإنه قد يبتكر وصفًا مليئًا بالعناصر الخيالية مثل “حمار يطير وله جناحان من الذهب” دون أن يشعر أن ذلك غير منطقي أو مستحيل.
تتمثل أولى الخطوات لتصبح مبدعًا كالأطفال في التحرر من القيود النفسية والفكرية التي عادة ما تضعها الحياة اليومية على الأفراد. علينا أن نكون أكثر استعدادًا لاستكشاف الأفكار غير التقليدية وتقبل التحديات من منظور جديد. إلغاء ما يسمى بـ”المنطق الجاف” والبدء في التفكير بطرق مبدعة يعزز القدرة على الخروج بحلول مبتكرة.
2. استخدام الخيال دون حدود
يتمتع الأطفال بقدرة استثنائية على الخيال، حيث يستطيعون تحويل أي شيء من حولهم إلى عالم خيالي مليء بالمغامرات والقصص. لعبة الأطفال ليست مجرد أشياء جامدة، بل هي أدوات لتحفيز خيالهم الواسع. من خلال بناء عالم من الخيال، يصبحون قادرين على تصور ما هو مستحيل، ويمكنهم دمج أفكار وأشياء غير مترابطة لإنتاج شيء جديد كليًا.
للتحول إلى شخص مبدع مثل الأطفال، من الضروري تخصيص وقت للخيال دون قيود. يمكن للبالغين استخدام هذا الخيال في حل المشكلات اليومية أو حتى في صنع أفكار جديدة. الكتابة الإبداعية، الرسم، أو حتى إيقاف التفكير المنطقي لبعض الوقت يساعد على تنمية هذه القدرة. الخيال الواسع يمكن أن يولد أفكارًا غير تقليدية وتحويل الرؤى إلى مشاريع إبداعية يمكن أن تدهش العالم.
3. الفضول والاهتمام بالعالم من حولك
الأطفال غالبًا ما يكونون مليئين بالفضول ويطرحون أسئلة لا حصر لها. تجدهم يتساءلون عن كل شيء تقريبًا من حولهم، سواء كانت ظاهرة طبيعية أو حتى شيء يبدو بديهيًا للكبار. هذا الفضول يعكس رغبة قوية في الاكتشاف والمعرفة.
لتنمية هذا الفضول الذي يدفع للإبداع، يجب على البالغين أن يعودوا إلى هذه العادة في طرح الأسئلة، وأن يتعلموا أن يكونوا مهتمين بكل شيء جديد أو غامض. فضول الكبار يجب أن يكون مشابهًا لفضول الأطفال في استكشاف الأفكار والمفاهيم الجديدة. عندما نسمح لأنفسنا بالتساؤل عن الأشياء التي تبدو لنا بديهية أو مُسلّم بها، نفتح أبوابًا جديدة للتفكير العميق والابتكار.
4. التعلم من الأخطاء والفشل
يتمتع الأطفال بقدرة فريدة على التعلم من الأخطاء دون أن يشعروا بالإحباط الشديد. على الرغم من أن الفشل قد يسبب لهم بعض الحزن أو الإحباط في اللحظة، إلا أنهم سرعان ما يستعيدون قدرتهم على المحاولة مرة أخرى. الأطفال لا يعتقدون أن الفشل هو النهاية، بل يرون فيه مجرد خطوة نحو النجاح أو فرصة للتعلم والنمو.
للتفكير والإبداع كالأطفال، يجب أن نتبنى نفس الموقف من الأخطاء. الفشل ليس النهاية، بل هو جزء من عملية التعلم والتطور. يجب أن نتقبل الفشل كجزء من طريق الإبداع ولا ندع الخوف منه يعيقنا. عندما نتعلم أن نرى الأخطاء على أنها تجارب تعليمية بدلاً من كونها إخفاقات، فإننا نفتح المجال لإنتاج أفكار جديدة وتجريب حلول غير تقليدية.
5. اللعب والمرح كأداة للإبداع
اللعب ليس مقتصرًا على الأطفال فقط، بل يمكن أن يكون أداة قوية لتنمية الإبداع لدى البالغين أيضًا. عندما نلعب أو نشارك في أنشطة مرحة، فإننا نسمح لعقولنا بالاسترخاء والتحرر من الضغوط اليومية. اللعب يمكن أن يكون مصدرًا للإلهام وأداة لتطوير أفكار جديدة من خلال التجريب والاستكشاف.
للإبداع مثل الأطفال، يجب أن نسمح لأنفسنا باللعب والمرح، حتى في ظل الجدية التي قد تميز حياتنا اليومية. يمكن أن تكون الألعاب العقلية، مثل الألغاز أو الألعاب التي تحفز التفكير النقدي، وسيلة رائعة لإطلاق العنان للإبداع. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأنشطة التي تشجع على التفكير المرن مثل الرسم أو العزف على آلة موسيقية أن تكون بمثابة ممارسات تساعد في تطوير الإبداع.
خلاصة
من خلال تحررنا من القيود، وتوسيع خيالنا، واهتمامنا بالعالم من حولنا، وتقبلنا للأخطاء، واحتضان اللعب والمرح، يمكننا أن نستعيد القدرة على الإبداع التي كانت سمة بارزة في مرحلة الطفولة. هذه الممارسات لا تساعد فقط على تطوير الإبداع بل تعزز أيضًا من قدرتنا على التفكير خارج الصندوق ومواجهة التحديات بشكل مبتكر.
