أنواع الموظفين المرهقين وعلاجهم

3 أنواع من الموظفين المرهقين قد تغفل عنهم في برنامج العافية الخاص بك

في ظل التركيز المستمر على تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية في بيئات العمل، أصبح من الضروري أن تولي الشركات اهتمامًا خاصًا بصحة موظفيها العامة والنفسية. تعد برامج العافية في العمل واحدة من أبرز الاستراتيجيات التي تهدف إلى تحقيق هذه الغاية، حيث تساهم في تعزيز رفاهية الموظفين مما يعود بالفائدة على إنتاجيتهم وأدائهم العام. ومع ذلك، قد تركز برامج العافية التقليدية على جوانب معينة من الصحة الجسدية والنفسية، بينما يتم إغفال أنواع من الموظفين الذين يعانون من الإرهاق بأشكال مختلفة. في هذا المقال، سنناقش ثلاثة أنواع من الموظفين المرهقين الذين قد تغفل عنهم برامج العافية التقليدية وكيفية التعامل معهم لتحقيق بيئة عمل صحية وفعالة.

1. الموظفون الذين يعانون من الإرهاق العقلي

الإرهاق العقلي هو حالة من التعب الذهني العميق الذي يعاني منه الموظفون نتيجة للضغوط المستمرة والمتطلبات الفكرية العالية. قد لا يظهر الإرهاق العقلي بشكل واضح كما يظهر الإرهاق الجسدي، حيث لا يكون لدى الموظف دائمًا علامات مرئية مثل الإرهاق الجسدي أو ضعف الأداء العام. غالبًا ما يشعر الموظفون الذين يعانون من هذا النوع من الإرهاق بأنهم في حالة من “الفراغ الذهني” حيث لا يستطيعون التركيز على المهام أو اتخاذ القرارات بكفاءة، رغم أنهم قد يعملون ساعات طويلة.

تتمثل الأسباب الرئيسية لهذا النوع من الإرهاق في العمل المستمر على مهام تتطلب تفكيرًا عميقًا أو حل مشكلات معقدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن ضغوط العمل مثل الموعد النهائي الضيق، أو التوقعات غير الواقعية من الإدارة، أو الصراع الداخلي بين الأهداف الشخصية والعملية يمكن أن تؤدي إلى زيادة مستوى الإجهاد العقلي.

كيفية التعامل مع الموظفين الذين يعانون من الإرهاق العقلي:

لمعالجة هذه المشكلة، يجب أن تتضمن برامج العافية ممارسات تحفز الذهن وتحسن من صحة الموظف العقلية. ومن أبرز هذه الحلول:

• توفير فترات راحة منتظمة: يجب أن يحصل الموظفون على فترات راحة قصيرة خلال اليوم لتحفيز نشاطهم العقلي وتقليل التوتر.

• تشجيع تقنيات الاسترخاء العقلي: مثل التأمل أو تمارين التنفس العميق التي تساعد في تقليل التوتر العقلي.

• إعادة توزيع المهام: في بعض الأحيان، قد يكون الإرهاق العقلي نتيجة لتحميل الموظف بمهام فوق طاقته، وبالتالي يجب على الإدارة أن تعمل على تقسيم المهام بشكل مناسب لتجنب الإجهاد العقلي.

2. الموظفون الذين يعانون من الإرهاق العاطفي

الإرهاق العاطفي هو نوع آخر من الإجهاد الذي يمكن أن يكون له تأثير كبير على رفاهية الموظفين، لكنه غالبًا ما يغفل عنه في برامج العافية. يتمثل الإرهاق العاطفي في فقدان القدرة على التعامل مع التحديات العاطفية اليومية في العمل، حيث يشعر الموظف بالتراكم العاطفي من خلال التعرض المستمر لمواقف صعبة أو محبطة. يمكن أن يؤدي هذا النوع من الإرهاق إلى مشاعر من العجز أو فقدان الحافز، حيث يشعر الموظف بأنه غير قادر على التعامل مع مشاعره أو مشاعر الآخرين.

يحدث الإرهاق العاطفي عادة في بيئات العمل التي تتميز بالضغط المستمر والتوقعات العالية، فضلاً عن غياب الدعم العاطفي من الزملاء أو الإدارة. الموظفون الذين يتعاملون مع العملاء أو المرضى، مثل المعلمين، مقدمي الرعاية الصحية، أو الموظفين في القطاع الخدمي، هم أكثر عرضة لهذا النوع من الإرهاق.

كيفية التعامل مع الموظفين الذين يعانون من الإرهاق العاطفي:

يتطلب التعامل مع الإرهاق العاطفي نهجًا حساسًا وشاملاً يركز على إعادة بناء القدرة العاطفية للموظف. أبرز الحلول تشمل:

• التدريب على الذكاء العاطفي: من خلال توفير تدريبات تساعد الموظفين على التعرف على مشاعرهم وكيفية التعامل معها بشكل صحي.

• دعم اجتماعي قوي: يجب أن تكون هناك بيئة تشجع على التفاعل الاجتماعي ودعم الزملاء لبعضهم البعض. فالتعاون والتفاعل بين الفريق يمكن أن يساعد في تخفيف الضغوط العاطفية.

• الاستشارة النفسية: يجب أن تتوفر برامج الاستشارة النفسية كجزء من برامج العافية لتوفير الدعم العاطفي المستمر للموظفين الذين يعانون من الضغط النفسي.

3. الموظفون الذين يعانون من الإرهاق البدني المستمر

الإرهاق البدني هو نوع شائع من الإجهاد الذي يعاني منه العديد من الموظفين، وهو غالبًا ما يرتبط بالمهن التي تتطلب جهدًا بدنيًا مستمرًا أو العمل لساعات طويلة دون الحصول على فترات راحة كافية. يحدث هذا النوع من الإرهاق عندما يستهلك الموظف جميع طاقته البدنية ويشعر بالإرهاق التام نتيجة لمجهود مستمر دون الراحة المناسبة.

من الأمور المقلقة أن الإرهاق البدني يمكن أن يكون أحد الأسباب الرئيسية للإصابات المتكررة، أو تقليل القدرة على التركيز والإنتاجية في العمل. هذا النوع من الإرهاق قد يتفاقم إذا كانت بيئة العمل لا تدعم الراحة أو النشاط البدني الكافي.

كيفية التعامل مع الموظفين الذين يعانون من الإرهاق البدني:

يشمل التعامل مع الإرهاق البدني توفير بيئة عمل تدعم الراحة والنشاط البدني. تشمل الحلول المناسبة:

• تحفيز الموظفين على النشاط البدني: من خلال تشجيعهم على ممارسة الرياضة بانتظام وتوفير مساحات مريحة للراحة والنشاط البدني في مكان العمل.

• تحسين بيئة العمل: مثل التأكد من أن الموظفين يجلسون أو يقفون في الوضعيات الصحيحة وأن بيئة العمل ليست ضارة للظهر أو الأيدي.

• جدولة فترات راحة طويلة: توفير فترات راحة أطول أو دورات مرنة للعمل للمساعدة في التعافي من الجهد البدني المستمر.

خاتمة

إن برامج العافية في بيئات العمل تمثل ركيزة أساسية لدعم رفاهية الموظفين وتحسين أدائهم، لكن يتعين أن تكون هذه البرامج شاملة وتستهدف جميع جوانب الصحة البدنية والنفسية والعاطفية للموظف. من خلال الاهتمام بالأشخاص الذين يعانون من الإرهاق العقلي، العاطفي، والبدني، يمكن للشركات تعزيز مستوى السعادة والإنتاجية بين موظفيها، وبالتالي تحقيق نتائج إيجابية على المدى الطويل. إن دمج هذه الفئات في برامج العافية هو استثمار مهم لتحقيق بيئة عمل صحية وأكثر فعالية.