أنواع البراكين وخصائصها

أنواع البراكين

تُعد البراكين من أبرز الظواهر الجيولوجية التي ساهمت في تشكيل معالم كوكب الأرض عبر ملايين السنين. فهي تُعبّر عن قوى باطنية عظيمة تنبع من أعماق القشرة الأرضية، وتُحدث تأثيرات بيئية وجغرافية هائلة. وتُصنّف البراكين إلى أنواع متعددة وفقاً لمعايير مختلفة تشمل شكل البركان، ونمط ثورانه، وتكرار النشاط البركاني، وطبيعة المواد المنبعثة منه. يهدف هذا المقال إلى تقديم دراسة موسعة لأنواع البراكين، مع تحليل علمي شامل لكل نوع، وتأثيراته البيئية والجيولوجية، مدعومة بأمثلة حقيقية وبيانات تصنيفية معتمدة.

أولاً: تصنيف البراكين حسب الشكل البنيوي

يُعد الشكل البنيوي من أبرز المعايير المستخدمة في تصنيف البراكين، وهو يعكس طبيعة التكوين الجيولوجي وتراكم المواد البركانية على مر العصور.

1. البراكين الطبقية (Stratovolcanoes)

تتكون هذه البراكين من عدة طبقات متناوبة من الرماد البركاني واللافا المتصلبة والحطام البركاني. يُعد هذا النوع من أكثر الأنواع شهرةً وخطورةً نظراً لانفجاراته العنيفة التي قد تؤدي إلى دمار واسع النطاق.

السمات الرئيسية:

• شكل مخروطي شديد الانحدار.

• نشاط انفجاري متكرر.

• انبعاث رماد كثيف وحمم لزجة.

• أمثلة: جبل فوجي في اليابان، فيزوف في إيطاليا.

2. البراكين الدرعية (Shield Volcanoes)

سُميت بذلك نسبةً إلى شكلها الذي يُشبه الدرع المسطح، وتتكون من تدفقات لافا بازلتية منخفضة اللزوجة، تمتد على مسافات شاسعة.

السمات الرئيسية:

• انحدار طفيف.

• تدفقات لافا سريعة ومنتظمة.

• انفجارات هادئة نسبياً.

• أمثلة: بركان مونا لوا في هاواي.

3. القباب البركانية (Lava Domes)

تنشأ هذه القباب نتيجة تراكم اللافا اللزجة جداً بالقرب من فوهة البركان، دون أن تنتشر بشكل واسع.

السمات الرئيسية:

• شكل نصف كروي.

• انفجارات غير منتظمة ولكنها قد تكون مدمرة.

• تتكون غالباً من الريوليت أو الداسيت.

• أمثلة: قبة نوفارو في مونت سانت هيلينز.

4. البراكين المخروطية (Cinder Cone Volcanoes)

تتكون هذه البراكين من تجمّع مواد بركانية مفككة مثل الرماد والحصى البركانية حول الفوهة، وهي أصغر أنواع البراكين.

السمات الرئيسية:

• انحدار حاد.

• عمر جيولوجي قصير.

• تتشكل خلال ثوران واحد أو عدة ثورات قصيرة.

• أمثلة: بركان باركوتين في المكسيك.

ثانياً: تصنيف البراكين حسب النشاط البركاني

تصنّف البراكين أيضاً بناءً على نمط نشاطها البركاني وتكرار الثوران.

1. البراكين النشطة (Active Volcanoes)

وهي البراكين التي شهدت نشاطاً بركانياً خلال العصر الجيولوجي الحديث، أو ما زالت تنفث الغاز والرماد.

السمات:

• ثورات دورية أو مستمرة.

• خطر دائم على المناطق المجاورة.

• مراقبة جيولوجية دائمة.

2. البراكين الخامدة (Dormant Volcanoes)

تكون هذه البراكين غير نشطة حالياً لكنها قد تثور في المستقبل نتيجة التغيرات الجيولوجية.

السمات:

• تبدو هادئة لكنها تحتوي على غرفة صهارية نشطة.

• تُمثّل خطراً كامناً.

3. البراكين المنقرضة (Extinct Volcanoes)

هي البراكين التي انتهى نشاطها البركاني تماماً، ويُرجّح أنها لن تثور مرة أخرى نظراً لانقطاع تغذيتها الصهارية.

السمات:

• غياب النشاط الزلزالي أو الغازي.

• تعرضت للتعرية أو اختفاء الفوهة.

ثالثاً: تصنيف البراكين حسب نوع الثوران

تختلف البراكين من حيث نمط ثورانها، وهو ما يؤثر بشكل كبير في نوع التكوينات البركانية وطبيعة الأضرار.

1. الثوران الانفجاري (Explosive Eruption)

يتميز بإطلاق كميات هائلة من الرماد والغازات والصخور والحمم البركانية، ويُعد الأكثر خطراً على الإنسان والبيئة.

الآثار:

• تدمير واسع للمناطق المحيطة.

• تأثيرات مناخية عالمية (تغيير درجة حرارة الكوكب).

• أمثلة: ثوران كراكاتوا (1883)، وثوران بيناتوبو (1991).

2. الثوران الهادئ (Effusive Eruption)

يُنتج حمم لافا منخفضة اللزوجة تنساب بسهولة عبر الأراضي، دون انفجارات كبيرة.

الآثار:

• تكوين تضاريس بركانية واسعة.

• تهديد أقل للبشر مقارنة بالثوران الانفجاري.

• أمثلة: براكين هاواي.

3. الثوران الفريتوماغماتي (Phreatomagmatic Eruption)

يحدث نتيجة تفاعل الصهارة الساخنة مع الماء، ما يؤدي إلى انفجارات بخارية مدمرة.

الآثار:

• تكوين أعمدة بخار كثيف.

• قذف مواد حرارية ومائية.

• ينتج عنه حفرة بركانية تُعرف باسم “الفوهة المائية”.

رابعاً: الجدول المقارن لأنواع البراكين

خامساً: الآثار البيئية والاجتماعية لأنواع البراكين

التأثير على البيئة:

• البراكين الطبقية والقببية تسهم في تكوين تضاريس جبلية شاهقة.

• البراكين الدرعية تساهم في توسعة الجزر البركانية.

• الثورات الانفجارية تؤدي إلى تدمير الغابات وتغيير مجرى الأنهار.

• الانبعاثات الغازية تؤثر على طبقة الأوزون وتزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

التأثير على الإنسان والمجتمعات:

• يمكن للانفجارات أن تُحدث كوارث بشرية مدمرة (مثل ثوران بومبي).

• تدفقات اللافا تُهدم المنازل والبنية التحتية.

• الرماد البركاني يؤثر على الجهاز التنفسي ويُعطل حركة الطيران.

• البراكين تُشكل خطراً دائماً على المناطق الحضرية القريبة منها.

سادساً: البراكين تحت سطح البحر

تشكل البراكين البحرية قسماً كبيراً من البراكين على الأرض، ولكنها أقل ظهوراً للعين البشرية. تتكون هذه البراكين في قاع المحيطات، وخاصة عند حواف الصفائح التكتونية، وتؤدي إلى نشوء جزر بركانية جديدة بمرور الوقت.

السمات:

• تنتج من الفوالق البحرية والانفصالات القشرية.

• تساهم في تكوين جزر مثل جزر الأزور وجزر الهاواي.

• ثوراناتها قد تُسبب تسونامي مدمراً.

سابعاً: أهمية دراسة أنواع البراكين في العصر الحديث

مع التطور التكنولوجي والزيادة السكانية، بات من الضروري فهم طبيعة وأنواع البراكين من أجل:

• تطوير أنظمة إنذار مبكر لرصد النشاط البركاني.

• التخطيط الحضري لتفادي البناء في المناطق الخطرة.

• تطوير الخرائط الجيولوجية لحماية البنية التحتية الحيوية.

• تعزيز أبحاث المناخ عبر فهم دور الانفجارات البركانية في تغيير مناخ الأرض.

ثامناً: مصادر ومراجع علمية

• Smithsonian Institution, Global Volcanism Program

• Encyclopedia of Volcanoes, Academic Press, 2015

العنوان المناسب للمقال:

أنواع البراكين الرئيسية