7 أمور يجب أن تقوم بها بعد بلوغ سن الستين

بلوغ سن الستين هو محطة مهمة في حياة الإنسان، تمثل بداية مرحلة جديدة تحمل معها فرصاً وتحديات مختلفة. تتغير الاحتياجات الجسمانية والنفسية والاجتماعية مع هذا العمر، ولذلك يصبح من الضروري تبني نمط حياة صحي ومتوازن للحفاظ على جودة الحياة وتعزيز الشعور بالسعادة والرضا. في هذا المقال، نستعرض سبع أمور هامة يجب أن يلتزم بها الفرد بعد بلوغ سن الستين، تتضمن الجوانب الصحية، الاجتماعية، النفسية، والعملية، مع التركيز على أهمية كل منها لتحقيق التوازن والرفاهية في هذه المرحلة العمرية.

1. الاهتمام بالصحة الجسدية والمتابعة الطبية المنتظمة

مع التقدم في العمر، تزداد الحاجة إلى العناية بالصحة بشكل أكبر، حيث يصبح الجسم أكثر عرضة للأمراض المزمنة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، وهشاشة العظام. لذلك، يجب الالتزام بزيارة الطبيب بانتظام لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، مثل قياس ضغط الدم، فحص نسبة السكر في الدم، وفحوصات الكوليسترول.

كما ينبغي اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على كميات كافية من الفيتامينات والمعادن، والابتعاد عن الأطعمة المقلية والغنية بالدهون المشبعة. النشاط البدني المنتظم يعد أحد أهم العوامل للحفاظ على الصحة الجسدية، إذ يساعد المشي أو ممارسة التمارين الخفيفة على تحسين الدورة الدموية، تقوية العضلات، والحفاظ على مرونة المفاصل.

أهمية ممارسة التمارين الرياضية بعد الستين

• تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.

• تقليل مخاطر الإصابة بهشاشة العظام.

• تعزيز التوازن لمنع السقوط.

• تحسين المزاج وتقليل الشعور بالاكتئاب.

2. الحفاظ على الصحة النفسية وتعزيز الجانب العاطفي

السن الستين غالباً ما يصاحبه تغيرات في الحياة الاجتماعية والمهنية، مثل التقاعد أو فقدان الأحبة، ما قد يؤدي إلى الشعور بالوحدة أو الاكتئاب. من الضروري أن يكون هناك اهتمام بالصحة النفسية من خلال ممارسة أنشطة ترفيهية، والانخراط في مجموعات اجتماعية، والحفاظ على شبكة من العلاقات الاجتماعية.

التأمل، اليوغا، وتقنيات التنفس العميق تساعد في تخفيف التوتر والقلق، بينما قراءة الكتب، تعلم مهارات جديدة، أو ممارسة هوايات قديمة تساهم في تنشيط العقل وتحفيز التفكير.

3. تنظيم الوقت وتحديد الأولويات بعد التقاعد

بعد التقاعد، يواجه الكثير من الناس فراغاً زمنياً كبيراً قد يصعب ملؤه بشكل إيجابي. تنظيم الوقت بشكل جيد يعتبر من الأمور الأساسية، إذ يجب تخصيص أوقات للراحة، ممارسة الهوايات، الاهتمام بالعائلة، والمشاركة في أنشطة المجتمع.

يمكن أيضاً استثمار الوقت في التطوع أو الأعمال الخيرية، ما يضفي معنى وهدفاً للحياة اليومية، ويخلق فرصاً للتفاعل الاجتماعي.

4. الحفاظ على استقلالية الحركة والاعتماد على النفس

مع التقدم في السن، يصبح الاعتماد على النفس في أداء المهام اليومية عاملاً أساسياً للحفاظ على الكرامة وجودة الحياة. يجب تعزيز اللياقة البدنية لتسهيل المشي، صعود الدرج، والقيام بالأعمال المنزلية.

تعديل بيئة المنزل لتكون أكثر أماناً وسهولة في الاستخدام يساهم في تقليل مخاطر الحوادث، مثل تركيب مقابض في الحمامات، استخدام إضاءة مناسبة، ووضع الأرضيات غير الزلقة.

5. الاهتمام بالتغذية الصحية والمكملات الغذائية

تتغير حاجة الجسم من العناصر الغذائية مع التقدم في السن، حيث يقل امتصاص بعض الفيتامينات والمعادن. من الضروري تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، البروتينات الخفيفة مثل الأسماك والدواجن.

في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام مكملات غذائية مثل فيتامين د، الكالسيوم، أو فيتامين ب12 لتعويض النقص ومنع المشاكل الصحية المرتبطة به. الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالملح والسكر يقلل من مخاطر الأمراض المزمنة.

6. الاهتمام بالصحة العقلية والذهنية

الحفاظ على نشاط الدماغ والتقليل من خطر التدهور المعرفي يعد من الأولويات بعد الستين. يمكن تحقيق ذلك من خلال ممارسة الألعاب الذهنية مثل الكلمات المتقاطعة أو الشطرنج، تعلم لغات جديدة، أو المشاركة في دورات تدريبية لتنمية المهارات.

القراءة المستمرة ومتابعة الأخبار أو الموضوعات العلمية تحفز التفكير وتزيد من المخزون الثقافي والمعرفي، مما يساهم في تحسين الذاكرة وتركيز الانتباه.

7. التخطيط المالي وتأمين المستقبل

الوصول إلى سن الستين يستدعي إعادة النظر في الأمور المالية والتخطيط لتأمين حياة مريحة. يجب مراجعة مصادر الدخل، المصاريف، ومدخرات التقاعد، مع وضع ميزانية واضحة تسمح بتلبية الاحتياجات الأساسية دون ضغط مالي.

الاستثمار بحكمة في أصول مالية آمنة، والحصول على تأمين صحي مناسب، من الأمور الضرورية للحماية من التحديات المالية غير المتوقعة. الاستعانة بمستشار مالي يمكن أن يساهم في وضع خطة مالية مناسبة تتناسب مع الوضع الشخصي والأسري.

جدول يوضح نصائح عملية لتطبيق الأمور السبع

يمثل بلوغ سن الستين بداية مرحلة يجب فيها مراعاة مجموعة متكاملة من الجوانب لضمان حياة صحية ومستقرة. الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية، التنظيم الجيد للوقت، الحفاظ على الاستقلالية، التغذية السليمة، النشاط العقلي، والتخطيط المالي جميعها عوامل تساهم بشكل كبير في تعزيز جودة الحياة. اتباع هذه الأمور لا يضمن فقط البقاء نشطاً وحيوياً، بل يمنح الفرد شعوراً بالإنجاز والسلام النفسي خلال مرحلة متقدمة من حياته.

المصادر والمراجع

1. منظمة الصحة العالمية (WHO) – الشيخوخة الصحية والشيخوخة النشطة، تقرير 2020

2. Mayo Clinic – Healthy Aging Tips and Guidelines, 2023