السرة هي نقطة الاتصال بين الجنين والمشيمة أثناء الحمل، وهي مركز مهم في الجسم البشري. ورغم أن السرة قد لا تثير الانتباه عادةً في حياتنا اليومية، إلا أن لها دورًا بيولوجيًا مهمًا، وقد تعاني بعض الأشخاص من مشاكل وأمراض مرتبطة بها. يمكن أن تؤدي العديد من العوامل إلى مشكلات في السرة مثل العدوى، الفتق السري، والحساسية، وغيرها من الحالات المرضية التي تتطلب العلاج الفوري والمناسب.
ما هي السرة؟
السرة هي البنية الموجودة في وسط البطن والتي تشكل بقايا الحبل السري بعد ولادة الطفل. تلتئم هذه المنطقة عادةً بعد الولادة، ولكن في بعض الأحيان قد تحدث مشكلات تتطلب علاجًا. في فترة الحمل، يقوم الحبل السري بنقل الأوكسجين والمواد المغذية من الأم إلى الجنين ويزيل الفضلات من الجنين إلى الأم.
أنواع أمراض السرة
تتنوع الأمراض المرتبطة بالسرة، وتختلف في الأعراض والعلاج. من أبرز الأمراض التي قد تصيب السرة:
1. الفتق السري
الفتق السري هو حالة تحدث عندما يبرز جزء من الأمعاء أو الأنسجة الدهنية عبر السرة. تحدث هذه الحالة بشكل شائع عند الأطفال حديثي الولادة، ولكن يمكن أن تحدث أيضًا عند البالغين. يحدث الفتق السري بسبب ضعف في جدار البطن في منطقة السرة. قد يكون الفتق السري غير مؤلم في البداية، ولكنه قد يتسبب في مضاعفات مثل الالتواء أو الاحتباس إذا لم يتم علاجها.
أسباب الفتق السري:
-
ضعف جدار البطن عند الأطفال حديثي الولادة.
-
حمل الأوزان الثقيلة.
-
التوتر المستمر على جدار البطن.
-
السمنة وزيادة الضغط داخل البطن.
علاج الفتق السري:
غالبًا ما يكون علاج الفتق السري عند الأطفال حديثي الولادة بسيطًا، حيث تختفي المشكلة من تلقاء نفسها مع مرور الوقت. أما في البالغين، فقد يحتاج الأمر إلى جراحة لإصلاح الفتق السري.
2. التهاب السرة
يعد التهاب السرة من الأمراض الشائعة التي تصيب الأطفال حديثي الولادة. يمكن أن يكون بسبب النظافة غير الجيدة أو العدوى البكتيرية التي تنتقل إلى السرة. قد يظهر الالتهاب على شكل احمرار أو تورم أو إفرازات صديدية من منطقة السرة.
أسباب التهاب السرة:
-
تعرض السرة للعدوى البكتيرية أو الفطرية.
-
عدم تنظيف السرة بشكل جيد.
-
الإصابة بجروح أو خدوش في منطقة السرة.
علاج التهاب السرة:
عادةً ما يتم علاج التهاب السرة بالمضادات الحيوية الموضعية أو الفموية. من المهم الحفاظ على منطقة السرة نظيفة وجافة لمنع تفشي العدوى.
3. الحساسية والتهيجات الجلدية
يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من الحساسية في منطقة السرة بسبب التعرق الزائد أو استخدام مستحضرات تجميل تحتوي على مواد كيميائية قد تسبب التهيج. تتسبب هذه الحساسية في ظهور طفح جلدي أو حكة.
أسباب الحساسية:
-
التعرق الزائد.
-
المواد الكيميائية في الصابون أو مستحضرات التجميل.
-
ارتداء الملابس الضيقة أو المصنوعة من الأقمشة الصناعية.
علاج الحساسية:
يتطلب علاج الحساسية في منطقة السرة تجنب المحفزات المسببة للتهيج، واستخدام الكريمات أو المراهم المضادة للحساسية، وفي بعض الحالات يمكن اللجوء إلى مضادات الهيستامين.
4. العدوى الفطرية
العدوى الفطرية في السرة هي حالة تحدث عندما يتكاثر الفطر في منطقة السرة، خاصة في الأشخاص الذين يعانون من زيادة التعرق أو ضعف النظافة الشخصية. تظهر هذه العدوى عادةً على شكل احمرار، حكة، وتورم في المنطقة المحيطة بالسرة.
أسباب العدوى الفطرية:
-
بيئة دافئة ورطبة في منطقة السرة.
-
قلة النظافة الشخصية.
-
ضعف جهاز المناعة.
علاج العدوى الفطرية:
تتم معالجة العدوى الفطرية باستخدام الأدوية المضادة للفطريات، بالإضافة إلى الحفاظ على منطقة السرة جافة ونظيفة.
الوقاية من أمراض السرة
من الممكن الوقاية من العديد من مشاكل السرة من خلال اتباع بعض النصائح البسيطة:
-
النظافة الجيدة: يجب تنظيف منطقة السرة بانتظام بالماء الفاتر والصابون اللطيف. في حالة الأطفال حديثي الولادة، يجب تنظيف السرة بلطف وتجنب الإفراط في لمسها.
-
ارتداء ملابس قطنية: الملابس القطنية تساعد في تقليل التعرق والتهيج في منطقة السرة.
-
الحفاظ على الوزن المثالي: السمنة قد تزيد من خطر الفتق السري والتهيج في المنطقة المحيطة بالسرة.
-
الاستشارة الطبية المبكرة: إذا لاحظت أي تغيرات في شكل أو حجم السرة أو إذا كانت هناك أعراض غير طبيعية مثل الألم أو التورم، يجب استشارة الطبيب في أقرب وقت.
متى يجب زيارة الطبيب؟
من المهم زيارة الطبيب في حال لاحظت أي من الأعراض التالية:
-
تورم أو انتفاخ في السرة.
-
ظهور إفرازات غير طبيعية من السرة.
-
ألم أو حكة شديدة في منطقة السرة.
-
احمرار أو تقرحات مستمرة في السرة.
العلاج الجراحي
في الحالات التي لا تستجيب فيها الأمراض السريّة للعلاج الطبي التقليدي أو في حالة حدوث مضاعفات، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا. على سبيل المثال، في حالة الفتق السري الذي لا يمكن علاجه بالأدوية، قد يتطلب الأمر عملية جراحية لإصلاح الفتق.
الختام
تعتبر السرة جزءًا مهمًا في الجسم، وتساهم في العديد من الوظائف الحيوية. من خلال العناية الجيدة بالصحة الشخصية والاهتمام بالنظافة، يمكن الوقاية من معظم المشاكل المرتبطة بها. في حال حدوث أي من الأمراض أو الأعراض المذكورة، يجب عدم التردد في استشارة الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.
