أعراض التهاب وتر الكتف

التهاب وتر الكتف من الحالات الطبية الشائعة التي تؤثر على وظائف الكتف وحركته، وتسبب شعورًا بالألم والالتهاب في المنطقة المحيطة بالوتر. الأوتار هي حبال قوية تربط العضلات بالعظام، وعندما تصاب بالتهاب فإن ذلك يؤدي إلى ظهور أعراض واضحة تؤثر على حياة المصاب اليومية. سنستعرض في هذا المقال بأكبر قدر من التفصيل أعراض التهاب وتر الكتف، مع شرح شامل لمظاهرها المختلفة وتأثيراتها على الجسم، إضافة إلى التعريف بأنواع التهاب الأوتار التي تصيب الكتف وأسبابها.

مقدمة عن وتر الكتف والتهاب الأوتار

يتكون الكتف من عدة عضلات وأوتار تعمل معًا للسماح بحركات واسعة ومتنوعة للذراع. أوتار الكتف الأكثر عرضة للالتهاب هي أوتار عضلات الكفة المدورة (Rotator Cuff Tendons) التي تشمل أربع عضلات رئيسية: فوق الشوكة (Supraspinatus)، تحت الشوكة (Infraspinatus)، تحت الشوكة الصغرى (Teres Minor)، والعضلة تحت الكتف (Subscapularis). هذه الأوتار تعمل على تثبيت الكتف وتسهيل حركة الذراع.

عندما تتعرض هذه الأوتار للإجهاد المتكرر أو الإصابات، يحدث التهاب في الوتر، ما يعرف بـ “التهاب وتر الكتف” أو “التهاب الأوتار الكتفي”. هذا الالتهاب قد يكون حادًا أو مزمنًا، ويظهر من خلال مجموعة من الأعراض المميزة.

الأعراض الأساسية لالتهاب وتر الكتف

1. الألم

يعتبر الألم من أبرز أعراض التهاب وتر الكتف، ويتميز بعدة صفات:

• موقع الألم: غالبًا ما يتركز الألم في الجزء الأمامي أو الجانبي من الكتف، وقد يمتد إلى أعلى الذراع وحتى الكوع.

• طبيعة الألم: يبدأ الألم خفيفًا ثم يزداد تدريجيًا، وقد يكون حادًا أو مملًا، ويزداد عند الحركة أو عند رفع الذراع فوق مستوى الكتف.

• تفاقم الألم أثناء الليل: يشعر الكثير من المرضى بزيادة الألم أثناء الليل، مما يصعب عليهم النوم، خصوصًا إذا كانوا ينامون على الكتف المصاب.

• الألم عند الضغط: قد يظهر ألم عند لمس أو الضغط على منطقة الوتر المصاب.

2. محدودية الحركة

التهاب وتر الكتف يؤدي إلى صعوبة في حركة الكتف، حيث تصبح بعض الحركات مؤلمة أو غير ممكنة، مثل:

• رفع الذراع للأعلى أو جانبيًا.

• تدوير الكتف إلى الداخل أو الخارج.

• القيام بحركات يومية مثل تمشيط الشعر أو الوصول إلى ظهر الظهر.

هذه المحدودية قد تتطور تدريجيًا وتؤثر على الأداء الوظيفي للكتف.

3. التورم والاحمرار

في حالات الالتهاب الحاد، يمكن أن يظهر تورم في منطقة الكتف المصابة، مع احمرار في الجلد المحيط بالوتر، وهذا يشير إلى وجود التهاب نشط. التورم قد يكون طفيفًا أو ملحوظًا، وغالبًا ما يصاحبه شعور بالدفء في الجلد.

4. ضعف العضلات

مع استمرار الالتهاب وعدم العلاج، قد يحدث ضعف في عضلات الكتف بسبب الألم والتقييد في الحركة. يؤدي ذلك إلى فقدان القدرة على رفع الأشياء أو حملها بثبات.

5. الطقطقة أو الاحتكاك

يشعر بعض المرضى بأصوات طقطقة أو احتكاك عند تحريك الكتف المصاب. هذه الأصوات ناتجة عن احتكاك الأوتار الملتهبة أو الأنسجة المجاورة ببعضها البعض أثناء الحركة.

أنواع التهاب أوتار الكتف وأعراضها التفصيلية

التهاب وتر الكتف الحاد

هو الالتهاب الذي يحدث بشكل مفاجئ نتيجة إصابة مباشرة أو إجهاد مفرط. تتضمن أعراضه:

• ألم حاد ومفاجئ في الكتف.

• تورم ملحوظ.

• صعوبة شديدة في تحريك الذراع.

• ارتفاع درجة حرارة المنطقة المصابة.

التهاب وتر الكتف المزمن

يحدث نتيجة تكرار الإجهاد أو عدم علاج الالتهاب الحاد. يتميز بأعراض مثل:

• ألم مستمر ومتزايد مع مرور الوقت.

• تصلب في الكتف وصعوبة في الحركات اليومية.

• ضعف في العضلات المحيطة بالوتر.

• قد يترافق مع تكوين ندوب أو تصلبات حول الوتر.

التهاب الوتر مع تمزق جزئي أو كامل

في بعض الحالات الشديدة، يمكن أن يتعرض الوتر لتمزق جزئي أو كامل نتيجة الالتهاب المستمر. الأعراض تتضمن:

• ألم شديد ومستمر.

• فقدان كامل أو جزئي للقدرة على تحريك الذراع.

• وجود تورم وأحيانًا كدمات.

• شعور بعدم استقرار في الكتف.

العوامل المؤدية إلى التهاب وتر الكتف

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى التهاب وتر الكتف، منها:

• الإصابات الرياضية: الحركات المتكررة مثل الرمي أو رفع الأثقال تسبب إجهادًا للوتر.

• الحركات المتكررة في العمل: مثل الأعمال اليدوية أو استخدام الكمبيوتر لفترات طويلة.

• الشيخوخة: ضعف الأوتار مع التقدم في العمر يجعلها أكثر عرضة للالتهاب والتمزق.

• الإصابات المباشرة: السقوط أو الضربات على الكتف.

• الأمراض المزمنة: مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو السكري، التي تؤثر على الأوتار.

الجدول التالي يوضح الفروقات الأساسية بين أعراض التهاب وتر الكتف الحاد والمزمن

تأثير أعراض التهاب وتر الكتف على جودة الحياة

تتسبب أعراض التهاب وتر الكتف في تقليل جودة حياة المصاب بشكل ملحوظ، وذلك بسبب:

• الألم المستمر الذي يعيق النوم ويؤثر على الحالة النفسية.

• ضعف الحركة الذي يمنع أداء المهام اليومية المعتادة.

• الاعتماد على الآخرين في القيام ببعض الأعمال بسبب محدودية الحركة.

• التأثير النفسي الناجم عن الألم المستمر وعدم القدرة على ممارسة الرياضة أو الهوايات.

التشخيص وأهمية التعرف المبكر على أعراض التهاب وتر الكتف

التعرف المبكر على أعراض التهاب وتر الكتف ضروري لتفادي المضاعفات مثل التمزقات أو تصلب الكتف. يعتمد التشخيص على:

• الفحص السريري لتقييم حركة الكتف والألم.

• تصوير الأشعة السينية لاستبعاد أسباب أخرى.

• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد درجة الالتهاب وتمزق الأوتار.

العلاج وتأثيره على الأعراض

العلاج المبكر والمناسب يخفف من أعراض التهاب وتر الكتف ويعزز الشفاء، ويتضمن:

• الراحة وتقليل الإجهاد على الكتف.

• العلاج الطبيعي لتحسين مرونة العضلات والأوتار.

• الأدوية المضادة للالتهاب لتقليل الألم والتورم.

• الحقن الستيرويدية في بعض الحالات الشديدة.

• الجراحة في حالات التمزق الكامل أو الفشل في العلاج التحفظي.

الخلاصة

أعراض التهاب وتر الكتف واضحة ومتنوعة، تشمل الألم، محدودية الحركة، التورم، ضعف العضلات، والطقطقة أثناء الحركة. تتفاوت الأعراض بين الحاد والمزمن، وتؤثر بشكل كبير على قدرة المصاب على أداء مهامه اليومية. الفهم الدقيق لهذه الأعراض والاهتمام بالتشخيص المبكر والعلاج المناسب يساعد في تقليل المضاعفات واستعادة وظيفة الكتف الطبيعية.

المصادر والمراجع

• UpToDate: Rotator Cuff Tendinitis and Tendinosis

• Mayo Clinic: Rotator Cuff Injury