فوائد ماسك الحمص للبشرة

ماسك الحمص: الفوائد، الاستخدامات، وفعاليته في العناية بالبشرة

تُعد العناية بالبشرة من أكثر الجوانب التي تحظى باهتمام واسع لدى الكثيرين، حيث تشكل عنصراً أساسياً في الروتين اليومي للحفاظ على الصحة الجمالية والوظيفية للجلد. ومن بين المكونات الطبيعية التي حظيت باهتمام متزايد في مجال التجميل والعناية بالبشرة، يبرز الحمص كعنصر فعال غني بالمركبات المفيدة. لا يُستخدم الحمص فقط في تحضير الأطعمة الشرقية، بل يشكّل مادة أساسية في تحضير ماسكات طبيعية للبشرة منذ قرون، وخاصة في الثقافات الآسيوية والهندية القديمة.

التركيب الكيميائي للحمص وأثره التجميلي

الحمص (Cicer arietinum) غني بالعديد من المركبات النشطة بيولوجيًا التي تلعب دورًا محوريًا في تعزيز صحة البشرة. ومن بين أهم هذه المركبات:

• البروتينات النباتية: تساهم في تقوية بنية البشرة وتحفيز التجدد الخلوي.

• الزنك: من المعادن الضرورية لمحاربة الالتهابات الجلدية وتنظيم إفراز الزهم.

• فيتامين B9 (حمض الفوليك): يعزز نمو الخلايا الجديدة ويقلل من الاحمرار والتصبغات.

• الفيتوستيرولات: تملك خصائص مضادة للالتهابات ومهدئة للبشرة.

• الألياف: تساهم في تنقية الجلد عند استخدامها موضعيًا عن طريق تقشير خفيف.

الحمص، بفضل هذه التركيبة الفريدة، يُعد مكونًا مثاليًا لماسك طبيعي يمكن أن يعالج مجموعة من مشاكل البشرة بفعالية وأمان.

فوائد ماسك الحمص للبشرة

1. تقشير البشرة وإزالة الخلايا الميتة

يساهم الحمص المطحون في تقشير البشرة بلطف دون الإضرار بطبقتها الخارجية، مما يُحسن من نسيج الجلد ويمنحه إشراقة صحية.

2. تنقية المسام وتنظيم إفراز الدهون

بفضل خصائصه القابضة، يساعد ماسك الحمص في تقليص المسام المفتوحة وامتصاص الزيوت الزائدة، مما يجعله مناسبًا للبشرة الدهنية والمعرضة لحب الشباب.

3. تفتيح البشرة وتوحيد لونها

عند استخدامه بانتظام، يمكن لماسك الحمص أن يساعد في تخفيف آثار التصبغات الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس أو عن الندبات القديمة، مما يمنح البشرة مظهرًا موحدًا وأكثر إشراقًا.

4. تهدئة التهيج والاحمرار

يحتوي الحمص على مركبات مهدئة تقلل من الحكة وتهيج الجلد، ما يجعله مناسبًا للبشرة الحساسة عند مزجه بمكونات مهدئة مثل الزبادي أو ماء الورد.

5. مقاومة علامات التقدم في السن

ترتبط فوائد ماسك الحمص المضادة للأكسدة بمحاربة الجذور الحرة التي تسرّع من شيخوخة الجلد. إذ يمكن للمداومة على استخدامه أن تساهم في تقليل الخطوط الدقيقة وتحسين مرونة البشرة.

وصفات متنوعة لتحضير ماسك الحمص

1. ماسك الحمص والزبادي لتفتيح البشرة

المكونات:

• 2 ملعقة كبيرة من دقيق الحمص.

• 1 ملعقة كبيرة من الزبادي الطبيعي.

• بضع قطرات من عصير الليمون (اختياري للبشرة غير الحساسة).

الطريقة:
يُخلط المزيج جيدًا حتى يتكون معجون ناعم، ثم يُوضع على الوجه لمدة 15-20 دقيقة ويُغسل بالماء الفاتر.

2. ماسك الحمص وماء الورد للبشرة الحساسة

المكونات:

• 2 ملعقة كبيرة من دقيق الحمص.

• ماء ورد كافي لتشكيل عجينة.

الطريقة:
يوضع الماسك على الوجه ويُترك حتى يجف، ثم يُغسل بلطف بالماء البارد. يُستخدم مرتين أسبوعيًا.

3. ماسك الحمص والعسل لترطيب البشرة

المكونات:

• 1 ملعقة كبيرة من دقيق الحمص.

• 1 ملعقة صغيرة من العسل.

• ماء دافئ أو حليب لتعديل القوام.

الطريقة:
يتم خلط المكونات وتوزيعها على الوجه، يُترك لمدة 15 دقيقة ثم يُغسل.

4. ماسك الحمص والكركم لمقاومة الحبوب

المكونات:

• 2 ملعقة كبيرة من دقيق الحمص.

• رشة صغيرة من الكركم.

• ماء أو زبادي للعجن.

الطريقة:
بعد التحضير، يُترك الماسك لمدة 10-15 دقيقة قبل غسله جيدًا. ينصح بعدم الإفراط في استخدام الكركم لتجنب التصبغ المؤقت.

الجدول التالي يوضح الاستخدامات المختلفة لماسك الحمص وفق نوع البشرة:

دور الحمص في الطب التقليدي والجمال الشعبي

تم استخدام الحمص منذ قرون في الطب الشعبي، لا سيما في الهند وباكستان ودول حوض المتوسط، كوسيلة طبيعية للتنظيف العميق للبشرة. النساء في جنوب آسيا ما زلن يستخدمن “بيسان” (دقيق الحمص) كمكوّن رئيسي في طقوس التجميل، خاصة قبل الزفاف، بهدف منح البشرة إشراقة ناعمة وخالية من الشوائب.

كما أن ممارسات “الأيورفيدا” التقليدية في الطب الهندي تُدرج الحمص كعلاج موضعي للتخلص من البقع الداكنة، البثور، وحتى بعض أشكال الطفح الجلدي.

احتياطات عند استخدام ماسك الحمص

• اختبار الحساسية: يجب إجراء اختبار على جزء صغير من الجلد قبل الاستخدام الكامل.

• عدم الاستخدام المفرط: استخدامه أكثر من 3 مرات في الأسبوع قد يؤدي إلى جفاف البشرة، خاصة إذا لم يتم ترطيب الوجه بعدها.

• الانتباه للخلطات المحتوية على الكركم: الكركم قد يترك أثرًا أصفر على البشرة الفاتحة، لذا يُنصح باستخدام كمية صغيرة منه فقط.

• تخزين الدقيق في مكان جاف: يُفضل استخدام دقيق الحمص الطازج وتحضيره عند الحاجة فقط لتفادي نمو الفطريات أو البكتيريا.

مقارنة بين ماسك الحمص والماسكات التجارية

فيما يلي مقارنة علمية موضحة:

فعالية ماسك الحمص من منظور علمي

الدراسات الحديثة في علم التجميل الطبيعي تُشير إلى أن استخدام المكونات النباتية الغنية بالبروتينات والمركبات المضادة للأكسدة يمكن أن يُحسن من جودة البشرة، ويقلل من علامات التلف الناتج عن التعرض المستمر للملوثات وأشعة الشمس. ووفقًا لدراسة نُشرت في Journal of Cosmetic Dermatology، فإن المركبات النباتية النشطة في البقوليات مثل الحمص تُظهر خصائص مضادة للالتهابات ومبيّضة للبشرة عند استخدامها موضعيًا، خاصةً عند مزجها مع مكونات مثل العسل أو الزبادي.

الاستنتاج العلمي والتجميلي حول ماسك الحمص

يمثل ماسك الحمص إضافة قوية وفعالة إلى روتين العناية بالبشرة الطبيعي. بفضل تركيبته المتنوعة والغنية بالمغذيات والمعادن، يمكن لهذا الماسك أن يلبي احتياجات متعددة لمختلف أنواع البشرة، سواءً كانت دهنية أو جافة أو حساسة. كما أن تعدد الوصفات الممكنة لاستخدامه يجعله عنصرًا مرنًا وقابلًا للتخصيص حسب حالة البشرة وظروفها المختلفة.

المصادر العلمية:

1. Mukherjee, P. K., et al. (2011). Evaluation of herbal cosmetics: current status and future perspectives. Journal of Ethnopharmacology.

2. Draelos, Z. D. (2012). Botanical antioxidants in the treatment of photodamaged skin. Cosmetic Dermatology.