فوائد وأضرار العرقسوس الصحية

فوائد العرقسوس وأضراره

يعد العرقسوس من المشروبات التقليدية الشهيرة التي تُستهلك في العديد من الثقافات العربية والعالمية، خاصة خلال شهر رمضان المبارك. يُستخرج العرقسوس من جذور نبات العرقسوس (Glycyrrhiza glabra)، وهو نبات ينمو في مناطق متعددة من العالم مثل أوروبا، وآسيا، وأجزاء من أمريكا الشمالية. يتمتع العرقسوس بمذاق حلو وطعم فريد، مما جعله مكونًا مفضلًا في العديد من المشروبات والحلويات.

إن فوائد العرقسوس الصحية ليست مجرد خرافات، بل تدعمها العديد من الدراسات العلمية التي أظهرت خصائصه الفعّالة في معالجة بعض الأمراض، بينما يجب الحذر من أضراره في حالات معينة. في هذا المقال، سنتناول الفوائد الطبية لعرق السوس، وكذلك الأضرار المحتملة التي قد تنشأ من استهلاكه.

فوائد العرقسوس

1. مضاد للالتهابات

يحتوي العرقسوس على مركب يُدعى “جليسيرين” (Glycyrrhizin) الذي يمتلك خصائص مضادة للالتهابات. أظهرت الدراسات أن هذا المركب يساعد في تخفيف الالتهابات في الجسم، مما يجعله مفيدًا في علاج الأمراض الالتهابية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وأمراض الجهاز التنفسي. يُستخدم العرقسوس أيضًا في معالجة التهاب الحلق والسعال، حيث يساعد في تهدئة الأغشية المخاطية المتورمة.

2. تحسين صحة الجهاز الهضمي

العرقسوس له دور مهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي، حيث يساعد في تخفيف اضطرابات المعدة مثل الحموضة والقرحة. تشير بعض الدراسات إلى أن العرقسوس يُحفّز إنتاج المخاط في بطانة المعدة، مما يحميها من تأثيرات الأحماض الهضمية القوية ويقلل من التهيج والالتهاب. كما يمكن استخدام العرقسوس للتخفيف من أعراض عسر الهضم والإمساك، وقد أظهرت بعض الأبحاث أنه يساعد في تحسين حركة الأمعاء.

3. دعم صحة الكبد

يُعتقد أن العرقسوس يمكن أن يحسن من وظائف الكبد ويعزز عملية التخلص من السموم في الجسم. بعض الدراسات أظهرت أن العرقسوس يحتوي على مركبات تساعد في تعزيز قدرة الكبد على التخلص من المواد السامة وتحفيز عملية إصلاح الخلايا التالفة في الكبد. يمكن أن يكون العرقسوس مفيدًا أيضًا في الوقاية من بعض أمراض الكبد مثل التهاب الكبد الوبائي.

4. تحسين مستويات الطاقة

يُقال إن العرقسوس يساعد في زيادة مستويات الطاقة في الجسم، وهو من الأسباب التي تجعله مشروبًا شائعًا في فترات الصيام أو عند الشعور بالتعب والإرهاق. يُعتقد أن العرقسوس يمكن أن يساعد في تحسين التوازن الهرموني في الجسم، وخاصة مستويات الكورتيزول، وهو هرمون يفرزه الجسم في حالات التوتر والإجهاد. قد يساعد استهلاك العرقسوس في استعادة مستويات الطاقة بسرعة أكبر، مما يجعله مفيدًا في حالات التعب المزمن أو ضعف القدرة على التحمل.

5. مكافحة الفيروسات والبكتيريا

العرقسوس يحتوي على مركبات لها خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات. بعض الأبحاث أظهرت أن العرقسوس قد يساعد في تقليل تأثيرات بعض الفيروسات الشائعة مثل فيروس الإنفلونزا وفيروس الهربس البسيط. هذه الخصائص تجعله مفيدًا في تعزيز جهاز المناعة ومكافحة العدوى.

6. تحسين صحة الجهاز التنفسي

العرقسوس يعد من الأعشاب المفيدة لصحة الجهاز التنفسي، حيث يساعد في تخفيف أعراض الأمراض التنفسية مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية. يُستخدم العرقسوس في العديد من العلاجات الشعبية لتهدئة السعال المزمن وتهوية الجهاز التنفسي من المخاط الزائد.

7. مضاد للتجاعيد والشيخوخة المبكرة

تتمثل إحدى الفوائد الجمالية للعرقسوس في قدرته على محاربة علامات الشيخوخة المبكرة. يحتوي العرقسوس على مركبات تساعد في تقليل ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة عن طريق تحسين مرونة الجلد وتعزيز تجديد الخلايا. لهذا السبب، يدخل العرقسوس في العديد من مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة.

أضرار العرقسوس

على الرغم من فوائد العرقسوس العديدة، إلا أن تناوله بشكل مفرط أو في حالات معينة قد يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة، وتكون الأضرار أكثر وضوحًا عندما يتم استهلاكه بكميات كبيرة أو لفترات طويلة.

1. ارتفاع ضغط الدم

من أكبر الأضرار التي قد يسببها العرقسوس هو تأثيره على ضغط الدم. يحتوي العرقسوس على مركب الجليسيرين (Glycyrrhizin)، الذي يمكن أن يؤدي إلى احتباس الصوديوم والماء في الجسم ويزيد من مستوى ضغط الدم. لهذا السبب، يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب تجنب تناول العرقسوس بكميات كبيرة. يمكن أن يؤدي تناول كميات مفرطة من العرقسوس إلى زيادة خطر الإصابة بمضاعفات قلبية وعائية.

2. اضطرابات الهرمونات

يمكن أن يؤثر العرقسوس في مستويات الهرمونات في الجسم. أظهرت بعض الدراسات أن الجليسيرين يمكن أن يقلل من مستويات البوتاسيوم في الدم، مما يؤدي إلى اختلال توازن الكهارل. هذه الحالة قد تكون خطيرة في حال تزامنها مع أمراض الكلى أو القلوب. كما أن استهلاك العرقسوس يمكن أن يؤثر على الهرمونات الجنسية، حيث يُحتمل أن يسبب مشاكل في التوازن الهرموني، مثل اضطرابات الدورة الشهرية لدى النساء أو زيادة خطر الإصابة بحالة تسمى “تسمم الأستروجين”.

3. تأثير على وظائف الكلى

تسبب مركبات العرقسوس احتباس السوائل والأملاح في الجسم، وهو ما قد يؤدي إلى مشاكل في وظائف الكلى. يمكن أن تكون هذه المشكلة خطيرة للأشخاص الذين يعانون من ضعف في وظائف الكلى أو الذين يعانون من مشاكل صحية مرتبطة بالكلى. لذا يُنصح الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي في الكلى أو الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم بمراجعة الطبيب قبل استهلاك العرقسوس.

4. تهيج المعدة والأمعاء

على الرغم من أن العرقسوس يساعد في تهدئة المعدة في بعض الحالات، إلا أن تناوله بكميات كبيرة قد يسبب تهيجًا في المعدة أو الأمعاء. يمكن أن يؤدي استهلاك العرقسوس إلى شعور بالانتفاخ أو الغثيان، وفي بعض الحالات قد يعاني الأشخاص من عسر الهضم أو زيادة الحموضة المعدية. لذلك، من الأفضل تناول العرقسوس باعتدال لتجنب هذه الآثار الجانبية.

5. التفاعلات الدوائية

قد يتفاعل العرقسوس مع بعض الأدوية بشكل سلبي. على سبيل المثال، يمكن أن يؤثر العرقسوس على فعالية الأدوية المستخدمة لعلاج ضغط الدم أو أدوية مدرات البول، ويزيد من خطر التسمم بالصوديوم أو البوتاسيوم. لذلك يجب على الأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة استشارة الطبيب قبل استهلاك العرقسوس لضمان عدم حدوث تفاعلات ضارة مع الأدوية.

6. الآثار الجانبية على الحمل والرضاعة

يجب على النساء الحوامل والمرضعات تجنب تناول العرقسوس بكميات كبيرة. تشير بعض الدراسات إلى أن استهلاك العرقسوس في فترات الحمل قد يؤثر على تطور الجنين، ويزيد من خطر الولادة المبكرة أو مضاعفات صحية أخرى. لذلك يُنصح بعدم تناول العرقسوس أثناء فترة الحمل إلا بإشراف طبي.

خلاصة

العرقسوس هو مشروب يتمتع بالعديد من الفوائد الصحية المدهشة بفضل محتواه الغني من المركبات الفعّالة. ومع ذلك، فإن تناوله يجب أن يكون بحذر، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية معينة مثل ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، أو اضطرابات الكلى. من المهم أن يتم استهلاكه باعتدال لتجنب الأضرار الصحية المحتملة.