مهارات النجاح

أخطاء لغة الجسد وكيفية تحسينها

أخطاء لغة الجسد و10 نصائح لتحسينها (الجزء الثاني)

تعتبر لغة الجسد من الأدوات الأساسية التي تساهم في التواصل بين الأفراد. تتجاوز لغة الجسد في تأثيرها الكلمات وتلعب دوراً مهماً في فهم الشخصيات والتفاعل الاجتماعي. على الرغم من أنها أداة فعالة للتواصل، فإن الكثير من الناس يرتكبون أخطاء في استخدام لغة الجسد، مما قد يؤثر على تأثيرهم في الآخرين. في الجزء الأول من هذا المقال، تم استعراض بعض أخطاء لغة الجسد الأكثر شيوعاً، بينما نواصل في هذا الجزء الحديث عن المزيد من الأخطاء التي يرتكبها الناس، بالإضافة إلى تقديم 10 نصائح لتحسين لغة الجسد.

أخطاء لغة الجسد الشائعة

1. التحديق المفرط أو عدم النظر في العينين

يعد التحديق المستمر أو تجنب النظر في عين الشخص المقابل من الأخطاء الكبرى في لغة الجسد. التحديق يمكن أن يظهر العدوانية أو التهديد، بينما تجنب النظر في العينين قد يثير الشكوك حول عدم الثقة بالنفس أو محاولة إخفاء شيء. من الأفضل الحفاظ على تواصل بصري معتدل يتراوح بين النظر في العينين بشكل طبيعي والتوجيه نحو الشخص الآخر في المحادثة.

2. التصاق الذراعين أو تقاطعها

عندما يقوم الشخص بضم ذراعيه أو التقاطع بينهما، فإن هذا قد يوحي بالإغلاق أو الدفاعية. يظهر الشخص وكأنه غير مستعد للاستماع أو منغلق على نفسه. من الأفضل الحفاظ على وضعية جسدية منفتحة، حيث يكون الذراعين في وضع مريح على الجانبين أو بشكل طبيعي.

3. الجلوس أو الوقوف بشكل غير مريح أو متوتر

يظهر الأشخاص الذين يجلسون أو يقفون في وضعيات غير مريحة أو متوترة عدم الاستقرار والقلق. قد يؤدي ذلك إلى إظهار الإحراج أو الافتقار إلى الثقة بالنفس. في المقابل، الجلوس أو الوقوف بشكل مريح مع الحفاظ على استقامة الظهر والكتفين يمكن أن يعكس ثقة وراحة.

4. العبث باليدين أو الأغراض

العبث باليدين أو الأغراض مثل الأقلام أو الهاتف المحمول أثناء المحادثة قد يوحي بعدم الاهتمام أو التشتيت الذهني. يمكن أن يظهر الشخص الذي يقوم بهذه الحركات وكأنه غير مستعد للمشاركة بشكل كامل في الحوار. من الأفضل الحفاظ على يديك في وضع ثابت وغير مشتت، مما يعكس الانتباه والاهتمام بما يقال.

5. الإيماءات المبالغ فيها

استخدام الإيماءات المبالغ فيها قد يبدو غير طبيعي أو مبالغ فيه. من الأمثلة على ذلك: حركة اليدين الكبيرة جداً أو تعبيرات الوجه المبالغ فيها. هذه الأنماط من السلوك يمكن أن تشتت الانتباه وتظهر الشخص وكأنه يحاول جذب الانتباه أو التظاهر. من الأفضل أن تكون الإيماءات متوازنة وطبيعية، مما يعكس مصداقية وتواصلاً جيداً مع الآخرين.

6. الإشارة إلى الأنف أو الوجه أثناء الحديث

الإشارة إلى الأنف أو الوجه أثناء الحديث قد تكون علامة على التوتر أو محاولة إخفاء شيء ما. في كثير من الأحيان، يترافق هذا السلوك مع مشاعر القلق أو عدم الصدق. الحفاظ على وجه هادئ وثابت أثناء الحديث يعكس الثقة والصدق.

7. عدم الاهتمام بإشارات الجسم الأخرى

لغة الجسد لا تقتصر فقط على الوجه أو اليدين، بل تشمل جميع حركات الجسم. إذا كانت هناك إشارات متناقضة بين تعبير الوجه والجسد، فقد يُساء فهم الشخص. على سبيل المثال، إذا كان الشخص يبتسم ولكنه متصلب في جسده أو يتجنب الاتصال البصري، فقد يظهر هذا كأنه تضارب في الرسائل.

8. الابتعاد أو الانغلاق الجسدي

عندما يقوم الشخص بالابتعاد جسدياً أو الانكماش في مكانه أثناء التحدث مع الآخرين، قد يوحي هذا بعدم الراحة أو عدم الاهتمام. في بعض الحالات، قد يكون هذا نتيجة للقلق أو الحرج. من الأفضل الحفاظ على مسافة مناسبة تُظهر اهتمامك بالمحادثة وارتياحك في التواصل.

9. التنفس السطحي أو الضحل

التنفس السطحي هو سمة من سمات الأشخاص الذين يشعرون بالتوتر أو القلق. هذا التنفس يمكن أن يظهر شخصاً غير هادئ أو متوتراً. التنفس العميق والثابت يمكن أن يساعد على تهدئة الأعصاب وتعزيز الثقة في النفس، مما ينعكس على لغة الجسد بشكل إيجابي.

10. الانتباه غير الكافي للمسافة الشخصية

يعد التفاعل مع الآخرين مع احترام المسافة الشخصية من أهم جوانب لغة الجسد. الاقتراب المفرط من الشخص الآخر قد يُعتبر تعدياً على مساحته الشخصية، بينما الابتعاد بشكل مبالغ فيه قد يُظهر عدم الاهتمام. الحفاظ على مسافة مريحة بينك وبين الشخص المقابل يعكس احترامك له.

10 نصائح لتحسين لغة الجسد

1. الحفاظ على تواصل بصري معتدل

يجب أن تكون لديك القدرة على الحفاظ على تواصل بصري طبيعي وغير مفرط. النظر في عين الشخص بشكل معتدل يعكس الاهتمام ويساعد على بناء الثقة.

2. تحسين وضعية الجسم

احرص على الجلوس أو الوقوف بشكل مستقيم ومريح. الاستقامة تساعد في تحسين الانطباع العام عنك وتعكس الثقة.

3. استخدم الإيماءات الطبيعية

استخدم الإيماءات بشكل متوازن وغير مبالغ فيه. الحركات الطبيعية تساعد في توصيل رسالتك بشكل أكثر فعالية.

4. التفاعل مع الآخرين بحركة اليدين والأصابع

استخدام اليدين بشكل معتدل في الحوار يمكن أن يعزز وضوح فكرتك ويساعد على التعبير بشكل أفضل. تجنب الإفراط في الحركات.

5. كن حريصاً على عدم تشتيت انتباهك

ابتعد عن العبث بالأشياء مثل الهواتف أو الأقلام أثناء الحديث. هذا السلوك يمكن أن يظهر غير محترم أو مشتت.

6. احترام المسافة الشخصية

دائماً اعمل على احترام المسافة الشخصية بينك وبين الشخص المقابل. المسافة المناسبة تظهر اهتمامك وتعزز التفاعل بشكل إيجابي.

7. استخدم تعبيرات وجه متناسقة مع الرسالة

تأكد من أن تعبيرات وجهك تتماشى مع ما تقوله. التناقض بين الكلمات وتعبيرات الوجه يمكن أن يربك المستمعين.

8. تحكم في لغة الجسد أثناء المحادثات الصعبة

خلال المحادثات الصعبة أو في لحظات التوتر، حاول التحكم في لغة جسدك. التنفس العميق والتحكم في تعبيرات الوجه يساعد على تجنب الانطباعات السلبية.

9. تجنب الإيماءات السلبية

تجنب الإيماءات التي قد توحي بعدم الراحة أو الإحباط، مثل تقاطع الذراعين أو النظر إلى الأرض. هذه الحركات تعكس المواقف السلبية التي قد لا تكون ظاهرة بالكلمات.

10. استمع من خلال لغة جسدك

لا تقتصر لغة الجسد على تعبيراتك الشخصية فقط، بل تشمل أيضاً كيفية تفاعلك مع الشخص الآخر. حاول أن تظهر اهتماماً من خلال لغة جسدك، مثل إيماءات الرأس أو الابتسامة، لتشجيع المحادثة وتبني بيئة من التفاعل الجيد.

الخاتمة

تحسين لغة الجسد يمكن أن يكون له تأثير كبير على قدرتنا في التواصل مع الآخرين. من خلال ملاحظة الأخطاء الشائعة وتطبيق النصائح العملية لتحسين سلوكياتنا الجسدية، يمكننا تعزيز التواصل الفعّال وتحقيق تأثير أكبر في علاقاتنا الشخصية والمهنية.