أكبر دول منتجة للمانجو

أكثر 10 دول إنتاجاً للمانجو في العالم

المانجو هو واحد من أشهر الفواكه الاستوائية التي تحظى بشعبية واسعة في جميع أنحاء العالم، ويُطلق عليه لقب “ملك الفواكه” بفضل طعمه الحلو والمميز وقيمته الغذائية العالية. تنمو أشجار المانجو بشكل أساسي في المناطق ذات المناخ الحار والرطب، ويعتمد إنتاج المانجو بشكل كبير على الظروف المناخية والتربة المناسبة. تعد زراعة المانجو مصدراً اقتصادياً مهماً للعديد من الدول، خاصة تلك التي تتمتع بمناخ استوائي أو شبه استوائي.

في هذا المقال سيتم استعراض أكثر 10 دول إنتاجاً للمانجو في العالم، مع توضيح أهمية هذا الإنتاج على الصعيد الاقتصادي والزراعي، إلى جانب نظرة عامة على الظروف التي تجعل كل دولة من بين كبار المنتجين.

1. الهند

تعتبر الهند أكبر دولة منتجة للمانجو في العالم، إذ تساهم بحوالي 40% من الإنتاج العالمي. تنتشر زراعة المانجو في مختلف مناطق الهند، خصوصاً في ولايات أوتار براديش، ماهاراشترا، بيهار، غرب البنغال، وأندرا براديش. يعود تاريخ زراعة المانجو في الهند إلى آلاف السنين، ويُزرع فيها عدد كبير من الأصناف المختلفة التي تلبي جميع الأذواق. يعتمد الاقتصاد الهندي بشكل كبير على تصدير المانجو إلى دول عديدة، حيث تعتبر الهند رائدة في جودة وكمية الإنتاج.

تتميز الهند بأنواع مانجو شهيرة مثل “ألفونسو” و”كيث” و”ليمون غلو” التي تحظى بإقبال عالمي واسع. تساهم زراعة المانجو في توفير فرص عمل لعدد كبير من المزارعين والعمال الزراعيين، كما تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد الريفي.

2. الصين

تأتي الصين في المرتبة الثانية عالمياً في إنتاج المانجو، حيث تمتد زراعة المانجو في جنوب الصين، وخاصة في مقاطعات يوننان، قوانغدونغ، هاينان، وغوانغشي. يعتمد إنتاج المانجو في الصين على الاستخدام المكثف للتقنيات الزراعية الحديثة، مما ساعد في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة الثمار. تسعى الصين لتوسيع إنتاجها من المانجو بهدف تلبية الطلب المحلي المتزايد وكذلك تصدير جزء منه إلى الأسواق الآسيوية والعالمية.

تنمو في الصين أصناف متنوعة من المانجو، بعضها أصيل محلي والبعض الآخر مستورد من مناطق أخرى، وهذا التنوع يجعل المانجو الصينية ذات جودة مميزة.

3. إندونيسيا

تُعد إندونيسيا ثالث أكبر دولة منتجة للمانجو في العالم، بفضل مناخها الاستوائي الممتاز الذي يتيح زراعة أشجار المانجو على نطاق واسع. تنتشر زراعة المانجو في جزر جاوة، سومطرة، وبالي. يُزرع في إندونيسيا العديد من الأصناف المحلية التي تشتهر بطعمها الحلو وقوامها الممتاز.

يُشكل إنتاج المانجو في إندونيسيا جزءاً مهماً من الاقتصاد الزراعي، ويُعتبر مصدر دخل لعدد كبير من المزارعين في المناطق الريفية. كما تسعى الحكومة إلى تطوير تقنيات الزراعة والتسويق لتحسين جودة الإنتاج وزيادة الصادرات.

4. باكستان

تأتي باكستان في المرتبة الرابعة من حيث الإنتاج العالمي للمانجو، وتشتهر بزراعة مانجو عالي الجودة في محافظات البنجاب والسند. تُعتبر أصناف المانجو الباكستانية مثل “تشونس” و”سندري” من أشهر الأنواع التي تحظى بشعبية كبيرة في الأسواق المحلية والعالمية. تنتج باكستان ملايين الأطنان من المانجو سنوياً وتصدر كميات كبيرة إلى دول الخليج وأوروبا.

المانجو في باكستان يلعب دوراً اقتصادياً كبيراً، حيث يعتمد عليه مئات الآلاف من الأسر كمصدر رئيسي للدخل، وتعتبر هذه الفاكهة واحدة من أهم محاصيل الفاكهة في البلاد.

5. الفلبين

تتميز الفلبين بكونها من أكبر الدول المنتجة للمانجو في آسيا، حيث تنمو أشجار المانجو في المناطق الاستوائية في البلاد، خاصة في مقاطعة زامبوانجا وأجزاء من إقليم مينداناو. تشتهر الفلبين بإنتاج مانجو حلو وطري يُعتبر من بين الأفضل في العالم، ويُعرف المانجو الفلبيني بجودته العالية.

تلعب زراعة المانجو في الفلبين دوراً اقتصادياً هاماً في دعم الاقتصاد الزراعي وتوفير فرص العمل، بالإضافة إلى كونها مصدراً رئيسياً للعملة الأجنبية عبر التصدير.

6. تايلاند

تحتل تايلاند المرتبة السادسة عالمياً في إنتاج المانجو، معززة موقعها بفضل التنوع المناخي والاهتمام الكبير بالزراعة الاستوائية. يتركز إنتاج المانجو في المناطق الجنوبية والشمالية من البلاد، وتتميز تايلاند بإنتاج أصناف متميزة مثل “نام دو سوا” و”سونغو”.

تسعى تايلاند إلى تطوير تقنيات التعبئة والتغليف والتسويق لزيادة تنافسية المانجو التايلاندي في الأسواق العالمية، كما تعد الفاكهة جزءاً مهماً من صادراتها الزراعية.

7. المكسيك

المكسيك واحدة من أكبر الدول المنتجة للمانجو في الأمريكتين، حيث تنتشر زراعته في المناطق الدافئة على الساحل الغربي، خاصة في ولايات كاليفورنيا الجنوبية، فيراكروز، وواهاكا. تساهم المكسيك بنصيب كبير في الأسواق العالمية، وتعتبر من كبار مصدري المانجو إلى الولايات المتحدة وكندا.

تشتهر المكسيك بإنتاج أصناف متنوعة من المانجو مثل “هاتش” و”كييت”، وتتمتع بإنتاج وفير يساعد في تلبية الطلب المتزايد على هذه الفاكهة.

8. نيجيريا

تعتبر نيجيريا أكبر دولة منتجة للمانجو في إفريقيا، حيث يُزرع المانجو في مختلف مناطقها خصوصاً في الجنوب والشمال الغربي. تسهم زراعة المانجو في دعم الاقتصاد الزراعي الريفي وتوفير الغذاء للسكان المحليين. تنتج نيجيريا كميات كبيرة من المانجو التي تستخدم للاستهلاك المحلي وكذلك للتصدير في بعض الأحيان.

المانجو في نيجيريا معروف بحجمه الكبير وطعمه الحلو، ويعد من المحاصيل المهمة التي تسعى الحكومة لدعم زراعتها عبر تطوير التقنيات والإرشاد الزراعي.

9. مصر

تأتي مصر ضمن أكبر الدول المنتجة للمانجو في العالم، بفضل المناخ الدافئ في مناطق الدلتا ووادي النيل. ينتشر إنتاج المانجو في محافظات كالقاهرة، الدقهلية، الشرقية، وأسوان. يُعتبر المانجو المصري من الفواكه الهامة التي توفر دخلاً جيداً للمنتجين، كما يتم تصدير كميات كبيرة منه إلى أوروبا ودول الخليج.

تعمل مصر على تطوير زراعة المانجو من خلال تحسين الأساليب الزراعية واستخدام التقنيات الحديثة في الري والتسميد.

10. البرازيل

البرازيل من أكبر الدول المنتجة للمانجو في أمريكا الجنوبية، وتنتشر زراعته بشكل واسع في المناطق الشمالية والشرقية من البلاد. يمتاز المانجو البرازيلي بنكهته وجودته العالية، ويُعد محصول المانجو من المحاصيل الأساسية في الاقتصاد الزراعي للبلاد.

تستثمر البرازيل في تطوير البنية التحتية الزراعية لتعزيز إنتاج المانجو وزيادة تصديره إلى الأسواق العالمية.

مقارنة الإنتاج العالمي للمانجو (بالمليون طن)

أهمية المانجو الاقتصادية والزراعية

يعد المانجو من المحاصيل الاستراتيجية في الدول المنتجة له، ليس فقط لقيمته الغذائية الغنية بالفيتامينات والمعادن، بل لدوره الاقتصادي الهام في دعم دخل المزارعين وتوفير فرص العمل، إضافة إلى كونه سلعة تصديرية ذات قيمة عالية. تتنوع استخدامات المانجو بين الاستهلاك الطازج، صنع العصائر، المربيات، وأحياناً في الصناعات التحويلية كالمنتجات التجميلية.

تواجه زراعة المانجو تحديات متعددة مثل تغير المناخ، الأمراض النباتية، والحاجة إلى تقنيات حديثة في الزراعة والإنتاج. لذلك تولي الدول المنتجة اهتماماً متزايداً لتطوير قطاع المانجو من خلال البحث العلمي، تحسين الأصناف، وتطبيق نظم إدارة متطورة للزراعة والتسويق.

في النهاية، يُعد إنتاج المانجو من المؤشرات الحيوية التي تعكس مستوى التنمية الزراعية في الدول الاستوائية وشبه الاستوائية، ويمثل قطاعاً زراعياً حيوياً يستمر في النمو والتطور، مواكباً زيادة الطلب العالمي على هذه الفاكهة المميزة.