أكبر 10 جزر في العالم العربي من حيث عدد السكان: الجغرافيا، الأهمية الاقتصادية والديموغرافية
تُعد الجزر من أبرز المكونات الجغرافية في العالم العربي، إذ تمتد على سواحله البحرية الواسعة وتُشكل كيانات طبيعية لها خصوصيتها البيئية والثقافية والديموغرافية. على الرغم من أن بعض الجزر العربية لا تزال قليلة الكثافة السكانية، إلا أن هناك العديد منها تحتضن مجتمعات بشرية كبيرة، مزدهرة بحكم موقعها الجغرافي أو دورها الاقتصادي أو الاستراتيجي. تختلف هذه الجزر في المساحة وعدد السكان، لكن ما يجمع بينها هو أنها تمثل نقاطًا محورية في الحياة البحرية والسياسية والاقتصادية للدول العربية. نستعرض في هذا المقال الموسع أكبر عشر جزر في العالم العربي من حيث عدد السكان، مع تحليل لمزاياها الجغرافية والاقتصادية والديموغرافية.
1. جزيرة البحرين – مملكة البحرين
تُعد جزيرة البحرين، وهي أكبر جزر أرخبيل البحرين، الأكثر سكاناً في العالم العربي. يعيش معظم سكان المملكة على هذه الجزيرة، ويقدر عددهم بأكثر من 1.3 مليون نسمة.
-
الموقع: تقع في الخليج العربي على الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية.
-
الأهمية الاقتصادية: مركز اقتصادي ومالي إقليمي، وتضم العاصمة المنامة، التي تُعد من أهم المدن الاقتصادية في الشرق الأوسط.
-
البنية التحتية: تتميز بتطور عمراني هائل وامتداد في المشاريع العقارية مثل جزر أمواج والديار.
-
التركيبة السكانية: تجمع بين السكان المحليين وعدد كبير من المقيمين من دول متعددة.
2. جزيرة صقلية العربية (جزيرة جربة) – تونس
رغم أن صقلية تاريخيًا كانت تابعة للحضارة العربية، فإن جزيرة جربة التونسية تعد من أكبر الجزر العربية المأهولة بالسكان حاليًا، ويُقدّر عدد سكانها بنحو 160 ألف نسمة.
-
الموقع: تقع في الجنوب الشرقي من تونس ضمن ولاية مدنين.
-
الأهمية التاريخية: لها عمق ثقافي وتاريخي عريق، وشهدت عبر العصور تفاعلًا بين الحضارات.
-
الاقتصاد: يعتمد بشكل كبير على السياحة والفلاحة، كما تُعد من أهم المناطق السياحية في تونس.
-
التركيبة السكانية: سكانها من أصول أمازيغية وعربية، وتحتضن أيضًا أقلية يهودية تاريخية.
3. جزيرة سقطرى – اليمن
جزيرة سقطرى تُعد من أكبر الجزر العربية مساحة، وتضم مجتمعاً بشرياً متنوعاً يُقدّر عدد سكانه بأكثر من 100 ألف نسمة.
-
الموقع: تقع في المحيط الهندي وتتبع إداريًا محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية.
-
البيئة: تُعرف بتنوعها البيولوجي الفريد الذي لا مثيل له في العالم.
-
الأهمية الجغرافية: تشكل نقطة استراتيجية بين بحر العرب والمحيط الهندي.
-
الأنشطة الاقتصادية: الزراعة، الصيد، وتربية المواشي، مع إمكانات كبيرة غير مستثمرة بالكامل في السياحة البيئية.
4. جزيرة أبو ظبي – الإمارات العربية المتحدة
جزيرة أبو ظبي هي مقر العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وتعد من أكثر الجزر اكتظاظًا بالسكان في الخليج، إذ يفوق عدد سكانها مليون نسمة.
-
الموقع: تقع في الخليج العربي، وتتصل باليابسة عبر عدة جسور.
-
الوظيفة السياسية: تضم مقر الحكومة الاتحادية ورئاسة الدولة.
-
البنية التحتية: متطورة جدًا وتُعد من أكثر المناطق حداثة في العالم العربي.
-
الأهمية الاقتصادية: مركز رئيسي في صناعة النفط والغاز والخدمات المالية.
5. جزيرة كبر – الكويت
جزيرة كُبر هي من الجزر الصغيرة نسبيًا من حيث المساحة، لكنها تشهد نشاطًا سكانيًا مؤقتًا ملحوظًا خاصة في فترات العطلات، في حين تبقى جزيرة فيلكا هي الأكبر سكانيًا بالكويت، حيث يُقدّر عدد سكانها قبل الإخلاء في التسعينات بحوالي 2000 نسمة.
-
الموقع: تقع شمال الخليج العربي.
-
الوضع الحالي: شهدت محاولات لإعادة الإعمار بعد الحرب.
-
الأهمية التاريخية: تحتوي على آثار تعود إلى العصر البرونزي والحقبة اليونانية.
-
الأنشطة: نشاط محدود في السياحة المحلية والمجال التراثي.
6. جزيرة فرسان – السعودية
أرخبيل جزر فرسان الواقع في البحر الأحمر يشمل عدة جزر، أكبرها جزيرة فرسان، ويقطنها أكثر من 20 ألف نسمة.
-
الموقع: تتبع منطقة جازان جنوب غرب المملكة.
-
الأنشطة الاقتصادية: تعتمد على الصيد بشكل أساسي، إلى جانب بعض المشاريع السياحية.
-
الأهمية البيئية: تُعد محمية طبيعية مهمة تحتوي على أنواع فريدة من الطيور والحياة البحرية.
-
التراث الثقافي: تعرف بعمارتها التقليدية والأنشطة الفلكلورية.
7. جزيرة قرقنة – تونس
أرخبيل قرقنة يتكون من جزيرتين رئيسيتين والعديد من الجزر الصغيرة، ويقطنه حوالي 13 ألف نسمة.
-
الموقع: شرق الساحل التونسي قرب مدينة صفاقس.
-
الأنشطة الاقتصادية: صيد السمك وتربية الرخويات، إضافة إلى النشاط السياحي الموسمي.
-
الطابع الاجتماعي: معروف بالتضامن الاجتماعي والترابط الأسري.
-
الوضع الجغرافي: يعاني من مشكلات بيئية كالتآكل الساحلي وارتفاع منسوب البحر.
8. جزيرة ميون (بريم) – اليمن
جزيرة بريم، والمعروفة أيضًا بميون، هي من الجزر اليمنية ذات الأهمية الاستراتيجية العالية ويقطنها عدد من السكان يقدّر بالآلاف.
-
الموقع: تقع في مضيق باب المندب، وهو أحد أهم المعابر المائية في العالم.
-
الأهمية العسكرية: تكتسب أهميتها من موقعها العسكري الاستراتيجي.
-
الأنشطة: أنشطة بسيطة في مجال الصيد وتقديم الخدمات البحرية.
-
المناخ: مناخها شديد الحرارة معظم السنة.
9. جزيرة تاروت – السعودية
تعد جزيرة تاروت من أقدم الجزر المأهولة في الخليج العربي، ويقدّر عدد سكانها بنحو 60 ألف نسمة.
-
الموقع: تقع في المنطقة الشرقية للمملكة وتربطها جسور بالقطيف والدمام.
-
الأهمية التاريخية: لها تاريخ طويل يمتد لآلاف السنين وتضم آثاراً تعود للحضارات القديمة.
-
الأنشطة الاقتصادية: تشمل التجارة، الصناعة الخفيفة، وصيد الأسماك.
-
الهوية الثقافية: تعرف بحفاظها على التراث الشعبي المحلي.
10. جزيرة النور – الإمارات
رغم أنها جزيرة صغيرة وتُستخدم لأغراض ثقافية وسياحية، فإنها تشهد توافدًا سكانيًا مؤقتًا، لكن لا تُعد من الجزر المأهولة بشكل دائم بعدد كبير. وبذلك يمكن اعتبار جزيرة دلما التابعة لإمارة أبو ظبي أكثر جدارة بالتصنيف، حيث تضم آلاف السكان.
-
جزيرة دلما:
-
الموقع: تبعد حوالي 40 كم عن الساحل الغربي لإمارة أبو ظبي.
-
الأنشطة: الصيد، الغوص بحثًا عن اللؤلؤ، والزراعة.
-
الطابع السكاني: سكانها من أصول بدوية وخليجية، ولها طابع اجتماعي تقليدي محافظ.
-
البنية: تتوفر على المدارس والخدمات الصحية والبلدية.
-
جدول: أكبر 10 جزر في العالم العربي من حيث عدد السكان
| الترتيب | اسم الجزيرة | الدولة | عدد السكان التقريبي | الأهمية الرئيسية |
|---|---|---|---|---|
| 1 | البحرين | البحرين | +1.3 مليون | العاصمة والمنطقة الحضرية المركزية |
| 2 | جربة | تونس | +160 ألف | السياحة والثقافة |
| 3 | سقطرى | اليمن | +100 ألف | التنوع البيولوجي والاستراتيجي |
| 4 | أبو ظبي | الإمارات | +1 مليون | مركز سياسي واقتصادي |
| 5 | فيلكا | الكويت | +2,000 (سابقًا) | الأهمية التاريخية |
| 6 | فرسان | السعودية | +20 ألف | الصيد والمحمية الطبيعية |
| 7 | قرقنة | تونس | +13 ألف | السياحة وصيد السمك |
| 8 | ميون (بريم) | اليمن | +5,000 | الموقع العسكري الاستراتيجي |
| 9 | تاروت | السعودية | +60 ألف | تاريخية وثقافية |
| 10 | دلما | الإمارات | +5,000 | التراث البحري والزراعي |
ملاحظات ختامية
تُشكل الجزر في العالم العربي عناصر جغرافية غنية بالفرص والتحديات في آن واحد. فهي ليست مجرد امتدادات بحرية، بل مساحات حيوية تُساهم في تشكيل الهوية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية للدول التي تتبع لها. كما تمثل هذه الجزر فرصًا تنموية كبيرة إذا ما تم استثمار مواردها الطبيعية والبيئية والبشرية بالشكل الأمثل، خصوصًا في ظل التحولات المناخية وزيادة أهمية المناطق البحرية في الاقتصاد العالمي.
المراجع:
-
المركز العربي للدراسات الجغرافية
-
تقارير الجهاز الإحصائي للدول العربية 2023

