اضطرابات النوم وحلولها

سبب الرعشة أثناء النوم

سبب الرعشة أثناء النوم

الرعشة أثناء النوم هي ظاهرة شائعة قد تصيب بعض الأشخاص، وتتمثل في حدوث اهتزازات أو تشنجات مفاجئة في عضلات الجسم، وغالباً ما تحدث أثناء النوم العميق أو في المراحل الأولى من النوم. يمكن أن تكون هذه الرعشة مزعجة للبعض، وقد تثير القلق والتساؤلات حول أسباب حدوثها. رغم أن هذه الظاهرة تعتبر شائعة إلى حد ما، إلا أن فهم أسبابها يتطلب دراسة معمقة للعديد من العوامل البيولوجية والنفسية التي تؤثر على الجسم أثناء النوم.

أسباب الرعشة أثناء النوم

تعد الرعشة أثناء النوم عادة رد فعل طبيعي لجسم الإنسان في بعض الحالات، لكنها قد تكون مؤشراً على حالات صحية أخرى في بعض الأحيان. نعرض هنا أبرز الأسباب التي قد تكون وراء حدوث الرعشة أثناء النوم:

1. الحركات اللاإرادية في مرحلة النوم

أثناء النوم، يمر الجسم بعدة مراحل مختلفة من النوم، ويطلق عليها بشكل رئيسي نوم الريم (Rapid Eye Movement – REM) والنوم غير الريمي (Non-REM). في مرحلة النوم غير الريمي، تحدث العديد من الحركات الجسدية اللاإرادية التي تتضمن تقلصات عضلية قد تؤدي إلى حدوث رعشات مفاجئة. هذه الحركات هي نتيجة لتفاعل الجهاز العصبي مع عمليات الاسترخاء التي تحدث في الجسم أثناء النوم، وفي بعض الحالات يمكن أن تظهر على شكل رعشة خفيفة.

2. الشعور بالبرودة أو انخفاض درجة الحرارة

عندما ينام الإنسان في بيئة باردة أو يكون معرضًا لتيارات هوائية باردة، قد يحدث انقباض للعضلات كرد فعل طبيعي للحفاظ على حرارة الجسم. يمكن أن تتسبب هذه الانقباضات في ظهور رعشات أو هزات خفيفة أثناء النوم، وتعمل على تحسين الدورة الدموية وتنظيم حرارة الجسم. في حالات أخرى، قد يشعر الشخص بأنه يغط في نوم عميق ويدخل في مرحلة من النوم العميق قبل أن تبدأ الرعشات بسبب فقدان درجة الحرارة.

3. التوتر النفسي والقلق

الرعشة أثناء النوم قد تكون مرتبطة بالحالة النفسية والعاطفية للفرد. التوتر والقلق يمكن أن يؤثرا على نظام الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى حدوث تقلصات عضلية غير إرادية أثناء النوم. الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أو من مستويات مرتفعة من التوتر النفسي قد يكونون أكثر عرضة لهذه الظاهرة. التغيرات في مستوى الهرمونات المرتبطة بالحالة النفسية قد تؤدي إلى تحفيز العضلات وتسبب تشنجات أو رعشات.

4. الحمى والأمراض الفيروسية

من الأسباب الأخرى التي قد تساهم في حدوث الرعشة أثناء النوم هي الحمى والأمراض الفيروسية أو البكتيرية. عندما يصاب الشخص بالعدوى أو يعاني من التهاب في الجسم، يمكن أن يصاب بالحمى، وهي زيادة في درجة حرارة الجسم. وقد تثير الحمى تقلصات في العضلات كمحاولة لتنظيم درجة الحرارة، مما يؤدي إلى حدوث رعشات في الجسم. هذه الرعشات هي غالبًا علامة على استجابة الجسم للعدوى أو المرض.

5. نقص العناصر الغذائية

في بعض الحالات، قد يكون نقص بعض العناصر الغذائية في الجسم سببًا في حدوث الرعشة أثناء النوم. على سبيل المثال، نقص المغنيسيوم أو البوتاسيوم يمكن أن يؤدي إلى تقلصات عضلية مفاجئة، حيث يعتبر المغنيسيوم عنصرًا ضروريًا لعمل العضلات بشكل صحيح. عندما ينخفض مستوى المغنيسيوم في الجسم، قد يحدث عدم توازن في نشاط العضلات، مما يسبب تشنجات أو رعشات أثناء النوم. أيضًا، نقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين د قد يساهم في هذه الظاهرة.

6. اضطرابات النوم مثل مرض الساق القلقة

أحد الاضطرابات التي قد تؤدي إلى حدوث رعشات أثناء النوم هو مرض “الساق القلقة” (Restless Leg Syndrome – RLS). يتسبب هذا المرض في رغبة ملحة للحركة أو تحريك الساقين أثناء النوم، مما يؤدي إلى تشنجات أو رعشات في الساقين. يشير الباحثون إلى أن هذا الاضطراب يمكن أن يكون ناتجًا عن خلل في النظام العصبي أو تأثيرات جينية قد تؤدي إلى إحداث هذه الحركات اللاإرادية أثناء النوم.

7. النوم العميق والنوم المتقطع

أثناء النوم العميق، قد يدخل الشخص في حالة استرخاء شديدة، وقد يحدث ذلك في حال تم استعادة الجسم للطاقة بعد مجهود طويل أو بسبب اضطراب في النوم المتقطع. هذا الأمر يؤدي إلى رعشات أو حركات مفاجئة تحدث في العضلات بشكل غير إرادي أثناء مرحلة النوم العميق. غالبًا ما تكون هذه الحركات غير مؤذية ولكنها قد تكون مزعجة لبعض الأشخاص، خاصة إذا كانت تتكرر بشكل مستمر.

8. تأثيرات الأدوية والعقاقير

الأدوية والعقاقير التي يتناولها الأشخاص لعلاج بعض الأمراض يمكن أن يكون لها تأثيرات جانبية تؤدي إلى حدوث رعشات أثناء النوم. على سبيل المثال، الأدوية المضادة للاكتئاب أو مضادات القلق قد تؤدي إلى خلل في التوازن العصبي، مما ينتج عنه تشنجات عضلية أثناء النوم. كما أن الأدوية المضادة للذهان أو بعض الأدوية المستخدمة لعلاج أمراض مزمنة قد تؤدي إلى حدوث هذه الظاهرة بسبب تأثيراتها الجانبية.

9. انخفاض مستوى السكر في الدم

انخفاض مستوى السكر في الدم يمكن أن يسبب رعشات أو اهتزازات في الجسم أثناء النوم. عندما يمر الجسم بفترة طويلة دون تناول الطعام، مثلما يحدث أثناء النوم، قد ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض المرتبطة بنقص السكر مثل الرعشة. هذا الأمر يعد من الأعراض الشائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو من يعانون من تقلبات سريعة في مستوى السكر في الدم.

10. اضطرابات الجهاز العصبي المركزي

في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تكون الرعشة أثناء النوم نتيجة لاضطرابات في الجهاز العصبي المركزي، مثل مرض باركنسون أو التصلب المتعدد. هذه الأمراض تؤثر بشكل مباشر على وظائف الأعصاب في الجسم، مما يؤدي إلى حدوث اهتزازات أو رعشات في العضلات أثناء النوم. في مثل هذه الحالات، يحتاج الشخص إلى استشارة طبيب مختص لتشخيص الحالة ومعرفة العلاج المناسب.

خلاصة

الرعشة أثناء النوم هي ظاهرة قد تحدث بسبب العديد من الأسباب المحتملة التي تتراوح من ردود فعل طبيعية في الجسم إلى مؤشرات على وجود حالة صحية أخرى. في معظم الحالات، تعد الرعشة ظاهرة غير مؤذية، إلا أنه في حالات معينة قد تشير إلى اضطراب صحي يحتاج إلى استشارة طبية. من المهم مراقبة الأعراض المصاحبة للرعشة مثل الألم أو التغيرات في الحركة أو الحمى، حيث يمكن أن تكون مؤشرات على حالة طبية تتطلب علاجًا.