أقوال الشيخ زايد عن التعليم

أقوال الشيخ زايد عن التعليم

يُعتبر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة بشكل عام. وُلد في عام 1918 وتولى حكم أبوظبي في عام 1966، ليقود دولة الإمارات نحو نهضة شاملة وعصرية على جميع الأصعدة. من أهم القيم التي كان الشيخ زايد يوليها أهمية كبيرة، كانت قيمة التعليم، حيث آمن أن التعليم هو أساس نهضة الأمم، وأنه الطريق لتحقيق التنمية المستدامة والرفاهية للشعوب. لقد ترك الشيخ زايد إرثًا غنيًا من الأقوال والأفعال التي تؤكد إيمانه العميق بأهمية العلم في بناء المجتمعات وتحقيق التقدم.

التعليم كأساس لبناء المجتمع

من أبرز أقوال الشيخ زايد عن التعليم، تلك التي تؤكد أن العلم هو أساس بناء المجتمع وأساس تقدمه. في إحدى تصريحاته الشهيرة قال: “العلم هو أساس النهضة، وبدونه لا يوجد تقدم، ولا استقرار”. هذه الكلمات تعكس الفلسفة التي تبناها الشيخ زايد طوال فترة حكمه. فبفضل رؤيته الثاقبة، تم إرساء الأسس التعليمية في دولة الإمارات، وتم تأسيس العديد من المدارس والجامعات التي تساهم في تعزيز المعرفة وتطوير الأفراد.

وقد كان الشيخ زايد يرى أن التعليم ليس مجرد وسيلة للحصول على وظيفة أو مكانة اجتماعية، بل هو أداة لتحقيق الوعي الاجتماعي والثقافي والسياسي. وبناءً على هذه الرؤية، تبنى الشيخ زايد العديد من السياسات التعليمية التي جعلت من الإمارات دولة رائدة في مجالات التعليم على مستوى المنطقة.

التعليم حق للجميع

أكد الشيخ زايد في العديد من مناسباته أن التعليم ليس حكراً على فئة معينة من الناس، بل هو حق لكل فرد في المجتمع. في هذا السياق، قال: “الكل يجب أن يحصل على التعليم، من لا يملك العلم لا يملك الحياة”. هذا التوجه كان أساسًا في بناء سياسة التعليم في الإمارات، حيث تم إتاحة الفرص التعليمية لكل المواطنين، رجالًا ونساءً، مما ساعد في رفع مستويات الوعي الثقافي والاقتصادي والاجتماعي بين أفراد المجتمع.

لقد ساهم الشيخ زايد بقراراته الحكيمة في توسيع نطاق التعليم في الإمارات. ففي فترة حكمه، تم إنشاء المدارس في المناطق النائية، وفتحت أبواب التعليم أمام جميع الفئات الاجتماعية. كما كانت المرأة الإماراتية في صميم هذه المبادرات، إذ كان الشيخ زايد يرى أن تعليم المرأة هو أمر بالغ الأهمية لبناء مجتمع قوي ومتماسك. وقد عبر عن ذلك قائلاً: “المرأة نصف المجتمع، وإذا أردنا أن نبني مجتمعًا قويًا يجب أن نعلم المرأة”.

التعليم كوسيلة للسلام والتنمية المستدامة

من خلال فلسفته حول التعليم، كان الشيخ زايد يؤمن بقوة أن العلم هو السبيل لتحقيق السلام والتنمية المستدامة على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وقد أكد في العديد من أقواله أن العلم يساعد على تجاوز الحواجز الثقافية والجغرافية ويعزز التعاون بين الأمم والشعوب. في هذا السياق، قال: “التعليم لا يعرف حدودًا، وعندما نعلم الناس، نفتح لهم أبواب السلام”.

وكان الشيخ زايد يضع التعليم في سياق أوسع، يرتبط بالاستقرار السياسي والاجتماعي، ويعتبره أداة لتحقيق العدالة والمساواة بين جميع فئات المجتمع. وقد أظهرت الإمارات من خلال سياسة التعليم التي تبناها الشيخ زايد، قدرة على تربية أجيال قادرة على المساهمة في السلام العالمي من خلال الفهم المتبادل والإحترام بين مختلف الثقافات والشعوب.

التعليم في خدمة التقدم العلمي والتكنولوجي

كما كان الشيخ زايد يعتبر أن التعليم لا يقتصر فقط على المعرفة التقليدية، بل يجب أن يتطور ليتواكب مع المتغيرات العلمية والتكنولوجية. في أحد تصريحاته، قال الشيخ زايد: “التعليم يجب أن يتطور مع تطور العصر، وعلينا أن نعلم شبابنا التكنولوجيا والعلوم الحديثة”. هذه الرؤية ساعدت في تحول دولة الإمارات إلى دولة رائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار، حيث تم دعم البحث العلمي وتطوير المجالات التكنولوجية من خلال التعليم الأكاديمي والتخصصي.

الشيخ زايد كان يرى أن تقدم الأمم لا يعتمد فقط على التعليم الأكاديمي التقليدي، بل يجب أن يتضمن أيضًا التركيز على المهارات التقنية والمهنية. ولذلك، تم إنشاء العديد من المؤسسات التعليمية التي تركز على التعليم التقني والعلمي، مما ساهم في تأهيل جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل.

التعليم من أجل بناء الإنسان

من أبرز الأقوال التي عبرت عن رؤية الشيخ زايد في التعليم قوله: “التعليم ليس فقط لإعداد الناس للوظائف، بل هو لبناء الإنسان”. يبرز هذا القول التوجه الذي كان الشيخ زايد يسعى لتحقيقه، والذي يعتبر أن التعليم يجب أن يكون وسيلة لتطوير القيم الإنسانية والأخلاقية قبل أن يكون مجرد أداة لتحقيق النجاح المهني أو الاقتصادي. كانت الفلسفة التعليمية في الإمارات تحت إشرافه تعتمد على تطوير شخصية الفرد وزيادة وعيه بذاته وبالآخرين، مما يساهم في بناء مجتمع متوازن تسوده العدالة والتسامح.

وقد انعكست هذه الرؤية في البرامج التعليمية التي تم إطلاقها خلال حكمه، والتي كانت تركز على تعزيز القيم الإنسانية مثل التعاون، والإحترام، والتسامح، وكذلك تمكين الأفراد من اتخاذ قرارات سليمة تخدم مصلحة المجتمع.

التعليم في خدمة التنمية الوطنية

كان الشيخ زايد يعلم جيدًا أن التعليم هو عامل رئيسي في بناء المستقبل الاقتصادي والسياسي لدولة الإمارات. في العديد من كلماته، تحدث عن دور التعليم في تطوير القوى العاملة الوطنية ورفع مستوى الإنتاجية في مختلف القطاعات. وقال: “العلم هو الذي يعزز قوتنا ويجعلنا قادرين على بناء وطننا وتحقيق آمال شعبنا”. من خلال هذه الرؤية، سعى الشيخ زايد إلى جعل التعليم جزءًا أساسيًا من استراتيجية التنمية الوطنية. وقد تجلى ذلك من خلال الاستثمارات الكبيرة في التعليم، سواء في بناء المدارس أو في تدريب المعلمين، مما ساعد على بناء نظام تعليمي قوي.

كما أظهرت دولة الإمارات تقدماً ملحوظاً في التعليم الجامعي، حيث تم تأسيس العديد من الجامعات المحلية التي تتيح للطلاب فرصة الحصول على تعليم عالٍ في مختلف التخصصات. كما كانت الإمارات من أوائل الدول التي أنشأت شراكات مع الجامعات العالمية الكبرى، مما ساهم في تعزيز مستوى التعليم الأكاديمي في الدولة.

التعليم والاقتصاد المعرفي

رغم أن الشيخ زايد قد توفي في عام 2004، فإن رؤيته حول التعليم بقيت حية في سياسة الإمارات حتى اليوم. فالإمارات تحت قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وبتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة الحالي، قد واصلت التقدم في مجال التعليم، مع التركيز على الاقتصاد المعرفي والابتكار العلمي. وهذا يعكس الرؤية التي وضعها الشيخ زايد بأن التعليم هو الأساس الذي يعتمد عليه بناء الاقتصاد المعرفي المستدام. من خلال تطوير التعليم في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات، والطاقة المتجددة، والصحة، والابتكار، تواصل الإمارات الحفاظ على مكانتها كدولة رائدة في المنطقة والعالم.

خاتمة

لقد كانت أقوال الشيخ زايد عن التعليم بمثابة نور هداية للمجتمع الإماراتي والعربي بشكل عام. إن رؤيته الثاقبة حول أهمية العلم والتعلم لا تزال حاضرة في سياسات الدولة التعليمية، والتي تتمثل في حرصها على توفير فرص التعليم للجميع، مع التركيز على تطوير المهارات العلمية والتقنية. لا شك أن الشيخ زايد قد ترك إرثًا تعليميًا وثقافيًا عميقًا يبني عليه الجيل الحالي من الإماراتيين، ويشكل نقطة انطلاق لمستقبل مشرق على جميع الأصعدة.