أهم وسائل منع الحمل – الجزء الثاني
تعد وسائل منع الحمل من الأدوات الأساسية التي تمكن النساء والرجال على حد سواء من التحكم في عدد الأطفال الذين يرغبون في إنجابهم ووقتها. وقد تطورت وسائل منع الحمل بشكل ملحوظ على مر السنين، حيث كان هناك العديد من الخيارات التي يمكن الاختيار منها بناءً على احتياجات وتفضيلات الأفراد.
يستعرض الجزء الثاني من هذا المقال مجموعة من وسائل منع الحمل المتنوعة التي أصبحت متاحة للمستخدمين. كما يسلط الضوء على كيفية عمل كل وسيلة، فعاليتها، ميزاتها، والآثار الجانبية المحتملة. سنتناول الوسائل الحديثة التي توفر أعلى مستوى من الحماية من الحمل غير المرغوب فيه، بالإضافة إلى بعض الخيارات التي قد تكون أقل شهرة، لكن مع ذلك فعالة ومستخدمة على نطاق واسع.
1. حبوب منع الحمل (الوسائل الهرمونية)
تعد حبوب منع الحمل واحدة من أكثر الوسائل شيوعًا وتستخدم على نطاق واسع بين النساء في جميع أنحاء العالم. تأتي حبوب منع الحمل في نوعين رئيسيين: حبوب تحتوي على هرمونات الاستروجين والبروجستيرون (المركبة)، وأخرى تحتوي على البروجستيرون فقط (الآحادية).
كيفية العمل:
تعمل حبوب منع الحمل المركبة على منع الإباضة (إطلاق البويضة من المبيض) عن طريق التأثير على مستويات الهرمونات في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، تجعل هذه الحبوب مخاط عنق الرحم أكثر سمكًا مما يصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة. أما حبوب البروجستيرون فقط، فهي تقوم بشكل رئيسي بزيادة كثافة مخاط عنق الرحم ومنع تحرك الحيوانات المنوية بشكل فعال.
الفعالية:
تعتبر حبوب منع الحمل من أكثر الوسائل فعالية إذا تم استخدامها بشكل صحيح. تكون فعاليتها حوالي 99% عند الاستخدام المثالي، ولكن مع الاستخدام العادي قد تنخفض هذه النسبة إلى حوالي 91%.
الآثار الجانبية:
من الآثار الجانبية الشائعة لحبوب منع الحمل: الغثيان، صداع الرأس، التغيرات في الدورة الشهرية، وزيادة الوزن. قد تواجه بعض النساء أيضًا تقلبات مزاجية أو انخفاضًا في الرغبة الجنسية.
2. اللولب (IUD)
اللولب هو جهاز صغير يتم زرعه داخل الرحم بواسطة الطبيب، ويتمثل في أحد الخيارات الفعالة والموثوقة لمنع الحمل. هناك نوعان من اللولب: اللولب النحاسي واللولب الهرموني.
كيفية العمل:
اللولب النحاسي يطلق النحاس الذي يؤثر على حركة الحيوانات المنوية ويجعل من الصعب على البويضة أن تلتصق بجدار الرحم. أما اللولب الهرموني فيفرز هرمون البروجستيرون بشكل مستمر، مما يثخن مخاط عنق الرحم ويقلل من قدرة الحيوانات المنوية على الوصول إلى البويضة.
الفعالية:
يُعد اللولب من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث تبلغ نسبته حوالي 99% من الفعالية في منع الحمل. كما يمكن أن يستمر استخدامه لعدة سنوات (من 3 إلى 10 سنوات بحسب نوع اللولب).
الآثار الجانبية:
من بين الآثار الجانبية المحتملة: زيادة في النزيف خلال الدورات الشهرية في الأشهر الأولى، آلام الحوض، وبعض التقلصات. قد يتسبب اللولب الهرموني في تغيرات في الدورة الشهرية، مثل تقليل النزيف أو انقطاعه تمامًا.
3. وسائل منع الحمل تحت الجلد (الزرع)
تعد وسائل الزرع تحت الجلد من الوسائل الهرمونية التي توفر حماية طويلة الأمد ضد الحمل غير المرغوب فيه. يتم زرع هذه الوسيلة على شكل قضيب صغير تحت الجلد في الذراع العلوي.
كيفية العمل:
تفرز هذه الوسيلة هرمون البروجستيرون بشكل مستمر مما يمنع الإباضة ويزيد من سمك مخاط عنق الرحم، مما يجعل من الصعب على الحيوانات المنوية اختراق الرحم.
الفعالية:
تعد وسائل الزرع من أكثر الوسائل فعالية، حيث تبلغ فعاليتها حوالي 99% ويمكن أن تستمر من 3 إلى 5 سنوات.
الآثار الجانبية:
من الآثار الجانبية المحتملة: اضطرابات في الدورة الشهرية، مثل توقف الدورة الشهرية أو حدوث نزيف غير منتظم. يمكن أيضًا أن تظهر بعض الآلام في منطقة الزرع أو تغيرات في الوزن والمزاج.
4. الحقن الهرموني
الحقن الهرموني هو وسيلة منع حمل هرمونية تُعطى عن طريق الحقن في العضل كل ثلاثة أشهر. تحتوي هذه الحقن عادة على هرمون البروجستيرون الذي يمنع الإباضة ويؤثر على مخاط عنق الرحم.
كيفية العمل:
تعمل الحقن الهرمونية على تثبيط الإباضة من خلال تحرير هرمون البروجستيرون في الجسم، كما تجعل مخاط عنق الرحم سميكًا مما يعيق حركة الحيوانات المنوية.
الفعالية:
تعتبر الحقن الهرمونية من الوسائل الفعالة لمنع الحمل، حيث تبلغ فعاليتها حوالي 94% إذا تم استخدامها بشكل صحيح. ولكن في حالة تأخر موعد الحقن أو نسيانه، قد تنخفض فعاليتها.
الآثار الجانبية:
من بين الآثار الجانبية الشائعة: تغيرات في الدورة الشهرية، انخفاض في كثافة العظام (في حالات الاستخدام الطويل الأمد)، وزيادة الوزن. كما يمكن أن تشعر بعض النساء بتقلبات مزاجية أو انخفاض في الرغبة الجنسية.
5. الواقيات الذكرية
يعد الواقي الذكري من وسائل منع الحمل الشائعة والمتاحة على نطاق واسع. وهو عبارة عن غطاء رقيق يتم ارتداؤه على القضيب أثناء الجماع لمنع وصول الحيوانات المنوية إلى المهبل.
كيفية العمل:
يعمل الواقي الذكري كحاجز مادي لمنع الحيوانات المنوية من دخول المهبل وبالتالي يمنع الحمل. كما أن الواقي الذكري يوفر أيضًا حماية من الأمراض المنقولة جنسيًا (STIs).
الفعالية:
تتراوح فعالية الواقي الذكري بين 85% و98%، وذلك يعتمد على كيفية استخدامه بشكل صحيح في كل مرة يتم فيها الجماع.
الآثار الجانبية:
من الآثار الجانبية المحتملة: تهيج الجلد أو الحساسية تجاه المواد المستخدمة في صنع الواقيات الذكرية، مثل اللاتكس. يمكن أيضًا أن يتسبب الواقي الذكري في شعور غير مريح في بعض الحالات.
6. موانع الحمل الطارئة
تعد موانع الحمل الطارئة من الوسائل التي يمكن استخدامها بعد ممارسة الجنس بدون حماية أو في حالة فشل وسائل منع الحمل الأخرى. تُستخدم هذه الأدوية لتقليل فرص الحمل بعد حدوث العلاقة الجنسية.
كيفية العمل:
تعمل موانع الحمل الطارئة عن طريق تأخير أو منع الإباضة، أو تغيير بيئة الرحم بشكل يمنع التصاق البويضة الملقحة في جدار الرحم.
الفعالية:
تعتبر موانع الحمل الطارئة فعالة بنسبة 75% إلى 89% إذا تم تناولها في غضون 72 ساعة من ممارسة الجنس بدون حماية، ويفضل استخدامها في أقرب وقت ممكن.
الآثار الجانبية:
من بين الآثار الجانبية المحتملة: اضطرابات في الدورة الشهرية، والغثيان، والصداع. قد تواجه بعض النساء أيضًا شعورًا بالإرهاق أو آلام في البطن.
7. التعقيم (الربط الأنبوبي للنساء والتعقيم الذكري)
يعد التعقيم من وسائل منع الحمل الدائمة التي تهدف إلى منع الحمل بشكل نهائي. يشمل التعقيم الربط الأنبوبي للنساء والربط أو قطع قناة المني لدى الرجال.
كيفية العمل:
في عملية التعقيم للنساء، يتم قطع أو ربط الأنابيب التي تنقل البويضة من المبيض إلى الرحم، مما يمنع التقاء البويضة بالحيوانات المنوية. أما في التعقيم الذكري، يتم قطع أو ربط قنوات المني لمنع مرور الحيوانات المنوية.
الفعالية:
يعد التعقيم من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث تصل فعاليته إلى 99% أو أكثر.
الآثار الجانبية:
نظرًا لأن التعقيم يعد إجراءً دائمًا، فلا توجد إمكانية للرجوع بعد تنفيذه. قد يواجه البعض بعض الآلام أو التورم في موقع الجراحة. بشكل عام، لا يوجد آثار جانبية دائمة بعد التعقيم.
