أفضل ما يُكتب في السيرة الذاتية

أفضل ما يُكتب في السيرة الذاتية

تُعد السيرة الذاتية (Curriculum Vitae أو اختصارًا CV) من الوثائق الأساسية التي تعتمد عليها المؤسسات في تقييم المتقدمين للوظائف، وهي بمثابة الانطباع الأول الذي يتلقاه صاحب العمل عن المتقدم. لذا، فإن إتقان كتابتها يُعد أمرًا بالغ الأهمية لكل من يسعى للحصول على وظيفة مرموقة أو يرغب في تطوير مساره المهني. ولأن السيرة الذاتية يجب أن تكون واضحة، دقيقة، وشاملة، فمن الضروري التعرف على أهم العناصر التي ينبغي إدراجها فيها، والأساليب الأفضل لصياغتها بما يعكس الشخصية المهنية للمتقدم ويعزز فرصه في المنافسة على الفرص الوظيفية المتاحة.

أولًا: المعلومات الشخصية الأساسية

من أولى المعلومات التي تُدرج في السيرة الذاتية تلك المتعلقة بالهوية، ولكن دون الإفراط في التفاصيل. ويُفضل أن تحتوي هذه الفقرة على ما يلي:

• الاسم الكامل.

• رقم الهاتف (ويُفضل أن يكون محدثًا وقابلًا للاتصال بسهولة).

• البريد الإلكتروني المهني.

• عنوان السكن (اختياري، ولكن يُفضل ذكر المدينة والدولة على الأقل).

• رابط ملف LinkedIn المهني أو أي صفحة إلكترونية تُظهر الأعمال (مثل محفظة إلكترونية للمصممين أو الكتاب).

من المهم أن يكون البريد الإلكتروني بصيغة مهنية خالية من الألقاب غير الرسمية، لأن ذلك يعكس الجدية والاحترافية في التعامل.

ثانيًا: الهدف المهني (Professional Summary أو Objective)

الفقرة الافتتاحية بعد المعلومات الشخصية يجب أن تتضمن ملخصًا مهنيًا موجزًا يُظهر التوجه المهني لصاحب السيرة. يفضل أن يكون هذا القسم مكوّنًا من 3 إلى 5 جمل، تُبرز فيها:

• سنوات الخبرة.

• التخصص أو المجال المهني.

• نقاط القوة أو المهارات الجوهرية.

• الهدف المهني العام الذي يسعى لتحقيقه.

مثال جيد لهذه الفقرة:

“أخصائي موارد بشرية يمتلك أكثر من 7 سنوات من الخبرة في تطوير استراتيجيات التوظيف وإدارة الأداء، يسعى لتعزيز بيئة العمل وتحقيق التوازن بين أهداف المنظمة واحتياجات الموظفين.”

ثالثًا: المؤهلات العلمية

في هذا القسم، تُدرج جميع المؤهلات الأكاديمية التي حصل عليها الشخص. يُفضل ترتيبها زمنيًا بشكل عكسي (من الأحدث إلى الأقدم)، وتضمين المعلومات التالية لكل مؤهل:

• اسم الدرجة الأكاديمية.

• اسم المؤسسة التعليمية.

• المدينة والدولة.

• سنة التخرج.

• المعدل التراكمي (اختياري، ويُفضل فقط إذا كان مرتفعًا).

على سبيل المثال:

رابعًا: الخبرات العملية

يُعتبر هذا الجزء هو الأهم في السيرة الذاتية، ويجب تقديمه بطريقة تُظهر الأثر والنتائج التي حققها صاحب السيرة في أماكن عمله السابقة. تُدرج فيه الوظائف السابقة بدءًا من الأحدث، ويجب أن يحتوي كل إدراج على ما يلي:

• المسمى الوظيفي.

• اسم الشركة.

• مدة العمل (من – إلى).

• وصف موجز للمهام الرئيسية والإنجازات.

ينصح باستخدام الأفعال القوية مثل: “قمت بإدارة”، “طورت”، “نفذت”، “أشرفت على”، وغيرها، مع استخدام النقاط (bullets) لعرض الإنجازات. مثال:

مدير مشاريع تقنية المعلومات

شركة XYZ – جدة، المملكة العربية السعودية

يناير 2020 – حتى الآن

• إدارة 5 مشاريع كبرى بقيمة تجاوزت 10 ملايين ريال سعودي.

• تحسين عمليات تنفيذ المشاريع مما أدى إلى تقليص الوقت بنسبة 25%.

• قيادة فريق مكون من 12 موظفًا وتقديم خطط تدريب سنوية لرفع الكفاءة.

خامسًا: المهارات التقنية والشخصية

ينبغي التفريق في هذا القسم بين نوعين من المهارات:

المهارات التقنية (Hard Skills)

تشمل البرامج أو الأنظمة أو الأدوات المهنية التي يتقنها الشخص مثل:

• Excel، Power BI، SAP

• لغات البرمجة: Python، Java، SQL

• أدوات التصميم: Photoshop، Illustrator

المهارات الشخصية (Soft Skills)

وهي المهارات السلوكية والذهنية، مثل:

• القيادة والعمل الجماعي

• مهارات التفاوض

• حل المشكلات

• التفكير الاستراتيجي

يفضل عرض هذه المهارات بطريقة منظمة، وقد تُدرج ضمن جدول لتسهيل قراءتها:

سادسًا: الدورات التدريبية والشهادات المهنية

يُعد هذا الجزء مؤشرًا على اهتمام الشخص بتطوير ذاته، ويعزز جاذبية سيرته الذاتية أمام أصحاب العمل. يُفضل ذكر اسم الدورة، الجهة المقدمة، وتاريخ الحصول عليها:

• شهادة محترف إدارة المشاريع (PMP) – معهد PMI – مارس 2022

• دورة تحليل البيانات باستخدام Excel – منصة Coursera – يناير 2023

• شهادة أساسيات التسويق الرقمي – Google – أكتوبر 2021

سابعًا: اللغات

إذا كان الشخص يتقن أكثر من لغة، فيجب تخصيص قسم مستقل لهذا الأمر. يفضل الإشارة إلى مستوى الإتقان بجانب كل لغة:

ثامنًا: الإنجازات والمشاريع الخاصة

يُستحسن ذكر المشاريع أو الإنجازات النوعية التي لا يمكن إدراجها ضمن الوظائف أو المؤهلات، مثل:

• تطوير نظام آلي لحصر المخزون قلّل من نسبة الخطأ بنسبة 40%.

• تنفيذ مبادرة لتدريب الخريجين الجدد، استفاد منها أكثر من 100 متدرب.

• الفوز بجائزة الموظف المثالي لعامين متتاليين في شركة XYZ.

تاسعًا: الأنشطة التطوعية أو الجمعيات المهنية

تُظهر هذه الأنشطة الالتزام المجتمعي والمشاركة في الحياة المهنية خارج الإطار الوظيفي:

• عضو في الجمعية السعودية لإدارة الموارد البشرية منذ 2019.

• متطوع في برنامج تدريب الطلاب الجامعيين – مؤسسة تنمية المهارات.

عاشرًا: الهوايات والاهتمامات (اختياري)

رغم أن هذا القسم اختياري، إلا أنه يُمكن أن يُعطي لمحة عن شخصية المتقدم. من المهم اختيار هوايات إيجابية ذات صلة غير مباشرة بالوظيفة مثل:

• القراءة في مجالات الإدارة والتطوير الذاتي.

• تصميم الجرافيك كهواية إبداعية.

• الجري والمشاركة في الماراثونات – ما يعكس النشاط والالتزام.

الحادي عشر: التنسيق العام والمظهر البصري

لا تقتصر جودة السيرة الذاتية على محتواها فحسب، بل يجب أن تكون مرتبة بصريًا، وتراعي الأمور التالية:

• استخدام خط واضح (يفضل Calibri أو Arial بحجم 11 إلى 12).

• عناوين فرعية واضحة.

• فراغات بيضاء بين الفقرات.

• تجنب الألوان الصاخبة والزخرفة الزائدة.

• استخدام ملف PDF عند إرسالها إلكترونيًا لتفادي تغير التنسيق.

الثاني عشر: أبرز الأخطاء التي يجب تجنبها

الخاتمة: السيرة الذاتية كسيرة مهنية لا تُختصر

السيرة الذاتية ليست مجرد وثيقة، بل هي ملخص لمسيرة مهنية بأكملها، ومفتاح أولي لفرص المستقبل. إن كتابتها بعناية شديدة، والتركيز على كل جزئية فيها يضمن لصاحبها أن يترك انطباعًا قويًا لدى مسؤولي التوظيف، ويمنحه أفضلية واضحة في أي فرصة عمل يسعى للحصول عليها. وبقدر ما تُظهر السيرة الذاتية من مهارات وخبرات، فإنها في الوقت ذاته تعكس مدى احترافية ووعي المتقدم.

المراجع:

1. Harvard Business Review – “How to Write a Resume”

2. Indeed Career Guide – “Resume Writing Tips”