منوعات في العناية بالذات

اختيار النظارة للوجه

كيف تختار النظارة المناسبة لوجهك

اختيار النظارة المناسبة ليس بالأمر البسيط كما قد يظنه البعض، بل هو عملية تحتاج إلى وعي ودقة في الملاحظة، لأنها تجمع بين الجانب الوظيفي المتمثل في تصحيح النظر أو حماية العين، وبين الجانب الجمالي الذي يتعلق بتكامل الإطلالة وإبراز ملامح الوجه بطريقة أنيقة ومتناغمة. تكمن أهمية اختيار النظارة المناسبة في أنها ترافق الوجه في معظم الأوقات وتصبح جزءاً من هوية الشخص وأسلوبه اليومي. لذلك، يستحق الأمر بذل الوقت والجهد لفهم القواعد الأساسية والمعايير التي تساعد في انتقاء النظارة المثالية التي تتلاءم مع شكل الوجه، لون البشرة، طبيعة الاستخدام، وأيضاً مع شخصية الفرد وأسلوب حياته.

أشكال الوجوه: الأساس الأول للاختيار

أولى خطوات اختيار النظارة المناسبة هي تحديد شكل الوجه بدقة. يمكن تقسيم أشكال الوجوه إلى عدة تصنيفات رئيسية متعارف عليها في عالم الأزياء والبصريات، أبرزها الوجه البيضاوي، المستدير، المربع، المستطيل، المثلث (القلب)، والماسي. لكل شكل خصائص تميّزه وتحدد أي نوع من إطارات النظارات يمكن أن يحقق التوازن البصري المثالي.

الوجه البيضاوي

يُعتبر الوجه البيضاوي من أكثر الأشكال توازناً وانسيابيةً، إذ يتسم بجبهة عريضة قليلاً وعظام خد بارزة وذقن بيضاوي الشكل. يتميز هذا الوجه بمرونة عالية في الاختيار حيث يمكنه أن يناسب معظم أشكال الإطارات تقريباً. ومع ذلك، يُنصح باختيار نظارات ذات إطار بعرض يوازي أعرض جزء من الوجه دون أن تتجاوز حدوده، وتجنب الإطارات الضخمة التي قد تطغى على التناسق الطبيعي للوجه.

الوجه المستدير

يتميز الوجه المستدير بانحناءات واضحة وغياب الزوايا الحادة، مع عرض يوازي تقريباً طوله. هنا يكون الهدف من اختيار الإطار هو إضافة بعض الزوايا وإطالة مظهر الوجه بصرياً. لذلك تُعد الإطارات المستطيلة أو الزاويّة أو ذات الحواف المحددة خياراً مناسباً، لأنها تكسر الاستدارة وتضفي لمسة من التوازن.

الوجه المربع

الوجه المربع يتميز بجبهة عريضة وفك واضح الزوايا وعظام خد بارزة. يُنصح باختيار نظارات دائرية أو بيضاوية الشكل لتلطيف حدة الزوايا وإضفاء انسيابية على الملامح. كما يُفضل أن تكون الإطارات أرفع وليست سميكة جداً، مع خطوط منحنية بدلاً من الخطوط المستقيمة القاسية.

الوجه المستطيل أو المستطيل الطويل

يُعرف هذا الوجه بالطول الملحوظ مقارنةً بالعرض، وغالباً ما يكون للذقن والفك نفس العرض تقريباً. أفضل الخيارات هنا هي النظارات ذات الإطارات العريضة أو ذات العمق الرأسي الكبير لتقليل طول الوجه بصرياً. يمكن أيضاً للإطارات المزودة بديكور أو تفصيلات في الجزء العلوي أن تجذب الانتباه نحو العينين وتقلل من الإحساس بالطول.

الوجه المثلث أو على شكل قلب

يتصف الوجه المثلث بجبهة عريضة وذقن ضيق. يكون الهدف من اختيار الإطار هو تقليل عرض الجبهة وإضافة حجم إلى المنطقة السفلية من الوجه. النظارات بدون إطار أو ذات إطارات خفيفة من الأسفل أو النظارات ذات الأجنحة أو شكل القطط (كات آي) تساعد على تحقيق هذا التوازن بشكل مثالي.

الوجه الماسي

الوجه الماسي أقل شيوعاً، ويمتاز بجبهة ضيقة، وعظام خد بارزة، وذقن حاد. الأنسب لهذا الشكل هو الإطارات التي تبرز منطقة العينين وتجذب الانتباه نحو منتصف الوجه، مثل الإطارات البيضاوية أو تلك التي تحتوي على تفاصيل ملفتة على الجزء العلوي.

لون البشرة والشعر: الانسجام اللوني

إضافة إلى شكل الوجه، يلعب لون البشرة والشعر دوراً محورياً في اختيار النظارة المثالية. تنقسم درجات البشرة غالباً إلى دافئة أو باردة، ويمكن الاسترشاد بها لاختيار ألوان الإطارات.

  • البشرة الدافئة: أصحاب البشرة ذات النغمات الدافئة (تميل للذهبي أو العسلي) يليق بهم الإطارات بألوان الأرض، مثل البني، الكهرماني، الذهبي، الأخضر الزيتوني، أو الألوان الدافئة عامةً.

  • البشرة الباردة: من لديهم بشرة فاتحة تميل للوردية أو المزرقّة يتناسب معهم الإطارات بألوان داكنة أو معدنية باردة مثل الفضي، الأسود، الأزرق الداكن أو البنفسجي.

كما أن لون الشعر والعينين يكملان هذه المنظومة. فمثلاً الشعر الداكن والعينين البنيتين يتناغمان عادةً مع الإطارات الجريئة أو الداكنة، بينما أصحاب الشعر الفاتح يبدون رائعين مع الإطارات الشفافة أو بألوان هادئة.

طبيعة الاستخدام: وظيفية النظارة

تتفاوت متطلبات النظارات حسب الهدف من استخدامها. فالنظارات الطبية اليومية تختلف عن نظارات القراءة، ونظارات العمل أمام الحاسوب تختلف عن نظارات الشمس. لذا من المهم مراعاة البيئة التي سترتدي فيها النظارة في أغلب الأوقات. إذا كان الشخص كثير التنقل، فقد يحتاج إطاراً متيناً وخفيف الوزن في الوقت نفسه، مثل الإطارات المصنوعة من التيتانيوم أو الألياف الكربونية.

أما إذا كان الاستخدام يتعلق بالحماية من الشمس، فإضافةً إلى الأناقة ينبغي الانتباه لمستوى الحماية من الأشعة فوق البنفسجية (UV)، ودرجة تدرج العدسات، وإمكانية إضافة عدسات مستقطبة لتقليل الوهج الناتج عن انعكاسات الأسطح اللامعة.

جسر الأنف والراحة

جانب آخر غالباً ما يُهمل عند اختيار النظارة هو ملاءمة جسر الأنف وتصميم الوسادات الأنفية (Nose Pads). عدم الانتباه لهذا الجزء قد يؤدي إلى ضغط غير مريح على الأنف أو انزلاق النظارة بشكل متكرر. لذلك يفضل تجربة الإطار والتأكد من أن الوزن موزع بالتساوي، وأنه لا يسبب أي علامات ضغط بعد ارتدائه لفترة.

متانة المواد وجودة التصنيع

اختيار مادة الإطار لا يقل أهمية عن الشكل واللون. تتنوع المواد بين المعدن، البلاستيك، الأستات، التيتانيوم، الألياف الكربونية، وغيرها. يفضّل بعض الناس الإطارات المعدنية لرقتها وأناقتها، بينما يفضل آخرون البلاستيكية لمرونتها وخفة وزنها وسهولة تنوع ألوانها. يُستحسن التحقق من جودة المفاصل (Hinges) وقدرتها على تحمل الفتح والإغلاق المتكرر دون أن تتخلخل أو تنكسر.

جدول ملخص لأنواع الوجوه والنظارات المناسبة

شكل الوجه نوع الإطار الأنسب
بيضاوي أغلب الأشكال: مستطيلة، مربعة، بيضاوية
مستدير مستطيلة، زاويّة، مربعة
مربع دائرية، بيضاوية
مستطيل عريضة أفقياً، ذات عمق رأسي
مثلث/قلب كات آي، بدون إطار، شبه إطار
ماسـي بيضاوية، تفاصيل في الجزء العلوي

العناية بالنظارات

بعد اقتناء النظارة المثالية، تأتي أهمية العناية بها للحفاظ على عدساتها وإطارها لأطول فترة ممكنة. يجب تنظيف العدسات بانتظام باستخدام قماش من الألياف الدقيقة (Microfiber) وسائل تنظيف مخصصة للعدسات، وتجنب مسحها بقطعة قماش خشنة أو بمنديل ورقي قد يخدش سطح العدسة. كما يُنصح بتخزين النظارة دائماً في العلبة الخاصة بها عندما لا تكون قيد الاستخدام، لحمايتها من الغبار والصدمات.

تأثير الموضة والشخصية

لا تقتصر النظارات على كونها أداة بصرية فحسب، بل أصبحت اليوم من أبرز مكملات الموضة التي تعبّر عن الذوق الشخصي والجرأة في اختيار الألوان والتصاميم. قد يفضل البعض الإطارات الكلاسيكية ذات الألوان المحايدة والهادئة، بينما يميل آخرون إلى التصاميم الجريئة ذات الألوان الزاهية أو التفاصيل اللافتة. المهم أن يختار الشخص إطاراً يشعر معه بالثقة والراحة في كل مناسبة.

الخلاصة

يتطلب اختيار النظارة المناسبة لوجهك مزيجاً من معرفة الذات، ومراعاة التفاصيل الدقيقة، وفهم قواعد التوازن البصري والألوان والمواد. عندما تجتمع هذه العناصر معاً يصبح من السهل العثور على النظارة التي لا تؤدي وظيفتها العملية فحسب، بل تمنح الوجه لمسة من الأناقة وتعكس شخصية صاحبها بوضوح. يظل الأهم هو أن يشعر الشخص بأن النظارة امتداد طبيعي لملامحه، لا عبئاً إضافياً أو قطعة غريبة تفرض حضورها عليه.

المصادر:

  1. American Academy of Ophthalmology (aao.org)

  2. Vision Council of America