أعراض غريبة تظهر على كبار السن المصابين بكوفيد-19
منذ ظهور فيروس كوفيد-19 لأول مرة في أواخر عام 2019، أصبح جائحة عالمية غيّرت مجرى الحياة في جميع أنحاء العالم. في البداية، تم التعرف على الفيروس من خلال الأعراض التقليدية مثل الحمى والسعال الجاف وفقدان حاستي التذوق والشم، ولكن مع مرور الوقت، أصبح من الواضح أن تأثير الفيروس يختلف بشكل كبير بين الأفراد، وخاصة بين الفئات العمرية المختلفة.
أحد الفئات الأكثر تأثراً بالفيروس كانت كبار السن، إذ يعانون من مضاعفات أكثر حدة نتيجة للفيروس مقارنة بالفئات الأصغر سناً. وفي حين أن الأعراض التقليدية المعروفة لكوفيد-19 قد تظهر في البداية، إلا أن هناك بعض الأعراض غير المعتادة التي قد تظهر على كبار السن، مما يجعل تشخيص الفيروس في هذه الفئة العمرية أكثر تحدياً. هذا المقال يستعرض الأعراض الغريبة التي قد تظهر على كبار السن المصابين بكوفيد-19، ويسلط الضوء على أهمية الانتباه لهذه الأعراض في الوقاية من مضاعفات المرض.
تغيرات في الحالة العقلية
أحد الأعراض الغريبة التي لوحظت بشكل متزايد لدى كبار السن هو التغير المفاجئ في الحالة العقلية، والذي يمكن أن يظهر على شكل ارتباك أو تدهور في الذاكرة. يمكن أن يعاني الشخص من صعوبة في التركيز أو قد يلاحظ المحيطون به تغيرات غير مبررة في سلوكه. هذا العرض يسمى “ضباب الدماغ” ويعد من الأعراض التي قد لا يتم ربطها مباشرة بكوفيد-19 في البداية، خاصة وأنه يشبه إلى حد ما أعراض الخرف أو الاضطرابات العصبية الأخرى.
التفسير: يعتقد الأطباء أن الفيروس قد يؤثر على الدماغ بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال التسبب في التهاب في الجهاز العصبي المركزي. هذه التأثيرات قد تؤدي إلى حدوث تغيرات في الحالة العقلية لدى كبار السن، وقد يتم الخلط بين هذه الأعراض وأعراض الشيخوخة الطبيعية أو الأمراض العصبية المزمنة.
مشاكل في الجهاز الهضمي
بينما تعد الأعراض التنفسية هي الأكثر شهرة فيما يتعلق بكوفيد-19، فإن العديد من كبار السن الذين يصابون بالفيروس يعانون أيضاً من مشاكل هضمية. قد يشمل ذلك الغثيان، القيء، الإسهال، وفقدان الشهية. هذه الأعراض قد لا تكون شائعة في مرحلة مبكرة من الإصابة في فئات أخرى، لكنها تظهر بشكل متزايد لدى كبار السن.
التفسير: يعتقد العلماء أن الفيروس قد يؤثر على الجهاز الهضمي من خلال التفاعل مع الخلايا المبطنة للأمعاء، مما يؤدي إلى حدوث التهابات قد تكون شديدة في بعض الأحيان. في كبار السن، يمكن أن يكون هذا العرض أكثر وضوحاً بسبب التغيرات الطبيعية في وظائف الجهاز الهضمي مع التقدم في العمر.
ضعف العضلات والمفاصل
إحدى الأعراض غير المعتادة التي قد تظهر عند كبار السن المصابين بكوفيد-19 هي ضعف العضلات والمفاصل. قد يعاني المرضى من ألم في العضلات أو صعوبة في التحرك أو الوقوف لفترات طويلة. في بعض الحالات، قد يشعرون بتصلب في المفاصل أو ضعف عام في الجسم.
التفسير: يُحتمل أن يكون هذا العرض ناتجاً عن تأثير الفيروس على العضلات والأعصاب، أو قد يكون نتيجة الالتهابات التي يسببها الجهاز المناعي في محاولة لمحاربة الفيروس. في كبار السن، قد تكون هذه الأعراض أكثر وضوحاً بسبب انخفاض الكتلة العضلية وضعف المفاصل مع التقدم في العمر.
ارتفاع مستويات السكر في الدم
قد يعاني كبار السن المصابون بكوفيد-19 من ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم، خاصة إذا كانوا يعانون أصلاً من مرض السكري. قد يكون هذا الارتفاع في مستوى السكر غير مرتبطة بالأنظمة المعتادة للعلاج، مما يجعل من الصعب السيطرة عليه.
التفسير: يعتقد الباحثون أن الفيروس يؤثر على خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين، مما يؤدي إلى عدم القدرة على تنظيم مستويات السكر بشكل فعال. كما أن الإجهاد الناتج عن الإصابة بالفيروس قد يزيد من مستويات السكر في الدم في بعض الحالات.
تغيرات في لون الجلد والشفتين
من الأعراض الغريبة التي ظهرت في حالات الإصابة بكوفيد-19 بين كبار السن هي التغيرات في لون الجلد، وخاصة حول الشفاه أو الأطراف. قد يصبح الجلد شاحباً أو يميل إلى اللون الأزرق، مما يدل على نقص الأوكسجين في الجسم. هذا العرض قد يكون مؤشراً على تفاقم الإصابة ويجب التعامل معه على الفور.
التفسير: هذا التغير في اللون يحدث بسبب نقص الأوكسجين في الدم، وهو ما يشار إليه غالباً بـ “زُرقة” (cyanosis). عند كبار السن، قد يحدث هذا بشكل أسرع بسبب انخفاض قدرة الرئتين على التأقلم مع الضغط الزائد الناجم عن الفيروس، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وقلّة الأوكسجين في الدم.
مشكلات في النوم
يعاني كبار السن المصابون بكوفيد-19 من مشكلات نوم قد تكون غريبة، مثل الأرق أو النوم المتقطع، حتى في حالة شعورهم بالتعب الشديد. قد يواجهون صعوبة في الخلود إلى النوم أو قد يستيقظون عدة مرات في الليل.
التفسير: الفيروس قد يؤثر على الجهاز العصبي المركزي والمستويات الهرمونية في الجسم، مما يؤدي إلى اضطراب في نمط النوم. كما أن التوتر والقلق الناتج عن الإصابة بالفيروس قد يساهمان في تفاقم مشاكل النوم.
نقص في التنسيق الحركي
في بعض الحالات، قد يعاني كبار السن من نقص في التنسيق الحركي أو الشعور بعدم التوازن، مما يزيد من خطر السقوط. قد يعانون من ضعف في التنقل أو صعوبة في المشي، وهي من الأعراض التي قد لا يتم التعرف عليها على الفور كمؤشر على الإصابة بكوفيد-19.
التفسير: من المحتمل أن يؤثر الفيروس على الجهاز العصبي بشكل يشوش على التنسيق بين العضلات والمخ، مما يؤدي إلى هذه الأعراض. قد تكون هذه الأعراض أسوأ في كبار السن نتيجة للضعف العضلي المعتاد أو مشاكل صحية أخرى تؤثر على التوازن.
ضعف القدرة على الشم والتذوق
رغم أن فقدان حاستي الشم والتذوق يعد من الأعراض الشائعة لجميع الأعمار في حالة الإصابة بكوفيد-19، إلا أن كبار السن قد يعانون من هذه الأعراض بشكل غير تقليدي. قد يكون لديهم فقدان جزئي أو كامل لهذه الحواس، أو قد يكون هناك تغير في الطريقة التي يتذوقون بها الأطعمة.
التفسير: الفيروس يؤثر على الأنسجة التي تتحكم في حاستي الشم والتذوق، ويمكن أن يكون ذلك أكثر وضوحاً لدى كبار السن بسبب التغيرات الطبيعية في هذه الحواس مع التقدم في العمر.
دور الوقاية والعلاج في كبار السن
تعتبر الوقاية والتشخيص المبكر أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لكبار السن المصابين بكوفيد-19. بما أن الأعراض قد تكون غريبة وغير تقليدية، يجب على العائلات والمقدّمين الصحيين الانتباه لأي تغيرات في الحالة الصحية لكبار السن، حتى إذا كانت الأعراض أقل وضوحاً من الأعراض التقليدية للفيروس. التشخيص المبكر يساعد في تقديم العلاج المناسب والحد من المخاطر المرتبطة بالمرض.
