أعراض الطلق المبكر:
الطلق المبكر هو ظاهرة تحدث عندما يبدأ الرحم في الانقباض والتحضير للولادة قبل الموعد الطبيعي. ويعد الطلق المبكر من المواضيع الهامة التي يجب على الحوامل أن يكنّ على دراية بها. تختلف أعراض الطلق المبكر عن الطلق الكاذب، وهو الذي يحدث عادة في الأسابيع الأخيرة من الحمل، ولكن الطلق المبكر يحدث قبل الأسبوع الـ37 من الحمل، وقد يكون أحد العلامات المبكرة للولادة المبكرة. في هذا المقال، سنتناول جميع الأعراض المرتبطة بالطلق المبكر وكيفية التفرقة بينها وبين الأعراض الأخرى التي قد تحدث أثناء الحمل.
1. الفرق بين الطلق المبكر والطلق الكاذب
قبل أن نتطرق إلى الأعراض الخاصة بالطلق المبكر، من المهم أن نوضح الفرق بين الطلق المبكر والطلق الكاذب. يشير الطلق الكاذب، والذي يُعرف أيضًا باسم “الطلق براكستون هيكس”، إلى انقباضات غير منتظمة وغير مؤلمة تحدث في الرحم في الأسابيع الأخيرة من الحمل. تكون هذه الانقباضات عادة غير متسقة من حيث المدة والشدة ولا تؤدي إلى تقدم في مرحلة الولادة.
أما الطلق المبكر، فيحدث عندما تبدأ الانقباضات في الرحم قبل الأوان (أي قبل الأسبوع 37 من الحمل). هذه الانقباضات تكون منتظمة وشديدة وقد تؤدي إلى تغييرات في عنق الرحم. لذلك، يُعتبر الطلق المبكر علامة على أن الجسم يبدأ التحضير للولادة، رغم أن الجنين قد لا يكون مستعدًا للولادة في هذا الوقت.
2. أعراض الطلق المبكر
أ. الانقباضات المنتظمة
من أبرز أعراض الطلق المبكر هي الانقباضات المنتظمة، التي تأتي على فترات معينة. قد تشعر الحامل بتقلصات تشبه إلى حد كبير تلك التي تحدث أثناء الولادة، ولكنها تحدث في وقت مبكر. تكون هذه الانقباضات أكثر شدة من تلك التي تصاحب الطلق الكاذب، وتستمر لفترة زمنية محددة. غالبًا ما تأتي هذه الانقباضات كل 10 دقائق أو أقل، وتزداد في الشدة مع مرور الوقت.
ب. آلام في أسفل البطن أو الظهر
الشعور بألم مستمر في أسفل البطن أو في منطقة الظهر قد يكون علامة على الطلق المبكر. تختلف هذه الآلام عن آلام التقلصات المعتادة التي قد تشعر بها الحامل، فهي قد تكون أكثر إيلامًا وقد تمتد لفترات أطول. من المهم أن تلاحظ الحامل إذا كانت هذه الآلام تتزايد مع مرور الوقت، حيث يمكن أن تكون هذه إشارة على حدوث الطلق المبكر.
ج. التغيرات في إفرازات المهبل
أحد الأعراض الأخرى للطلق المبكر هو زيادة في الإفرازات المهبلية. قد تلاحظ الحامل زيادة مفاجئة في كمية الإفرازات المهبلية، وقد تتراوح هذه الإفرازات بين شفافة أو بيضاء أو قد تحتوي على مخاط وردي أو بني. في بعض الحالات، قد يُلاحظ تسرب مياه الجنين، وهي حالة تحتاج إلى التدخل الطبي العاجل.
د. تغيرات في عنق الرحم
عندما يبدأ الطلق المبكر، قد تحدث تغييرات في عنق الرحم، حيث يبدأ في التوسع والانفتاح استعدادًا للولادة. يُعد قياس تمدد عنق الرحم من المؤشرات الهامة التي يُستخدمها الأطباء في تحديد ما إذا كانت الحامل في حالة طلق مبكر. في هذه الحالة، يُنصح بزيارة الطبيب لمراقبة التغيرات.
هـ. الشعور بالضغط في الحوض
قد تشعر الحامل بشعور مفاجئ من الضغط في منطقة الحوض أو أسفل البطن، وهو أمر يمكن أن يكون ناتجًا عن الانقباضات الرحمية. يُعتبر هذا الشعور بالضغط من الأعراض المبكرة التي تشير إلى أن الرحم قد بدأ في التقلص بشكل منتظم، ما قد ينذر بقدوم الطلق المبكر.
و. تسرب السوائل أو نزول الماء
إذا بدأت الحامل في ملاحظة تسرب مياه الجنين، فإن هذا يعد من الأعراض الخطيرة التي تستدعي التدخل الطبي الفوري. في بعض الحالات، قد يسبق الطلق المبكر نزول المياه، وهو مؤشر على أن الولادة قد تكون قريبة.
3. الأسباب المحتملة للطلق المبكر
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الطلق المبكر. وتختلف هذه الأسباب من حالة لأخرى، ولكن هناك بعض العوامل الشائعة التي قد تزيد من احتمالية حدوثه، ومنها:
أ. الحمل متعدد الأجنة
تعد الحوامل بتوأم أو أكثر أكثر عرضة للطلق المبكر مقارنة بالحامل بجنين واحد، حيث إن التغيرات في الحجم والضغط على الرحم قد تؤدي إلى انقباضات مبكرة.
ب. الإصابة بعدوى أو التهاب
قد تؤدي العدوى أو التهابات الرحم أو المسالك البولية إلى زيادة خطر حدوث الطلق المبكر، حيث يمكن أن تؤدي الالتهابات إلى تهيج الرحم وتحفيز انقباضاته.
ج. الضغط النفسي أو العاطفي
الضغط النفسي أو العاطفي يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على صحة الحامل ويزيد من فرص حدوث الطلق المبكر. الإجهاد النفسي أو الجسدي الشديد قد يؤدي إلى تقلصات غير طبيعية في الرحم.
د. مشاكل صحية سابقة
بعض الحالات الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم، مرض السكري، أو اضطرابات في الغدة الدرقية قد تؤدي إلى زيادة خطر حدوث الطلق المبكر. إذا كانت الحامل قد تعرضت لحالات طلق مبكر في حمل سابق، فقد تكون أكثر عرضة لتكرار الحالة.
هـ. الإجهاد البدني أو الجسدي الزائد
حمل الأشياء الثقيلة أو القيام بأنشطة بدنية شاقة يمكن أن يزيد من احتمالية حدوث الطلق المبكر. فالإجهاد الزائد يمكن أن يؤدي إلى انقباضات غير منتظمة في الرحم، وهو ما قد يؤدي إلى الولادة المبكرة.
و. المشاكل في عنق الرحم
في بعض الحالات، قد يكون هناك مشكلة هيكلية في عنق الرحم، مثل القصر أو التوسع غير الطبيعي، مما يزيد من احتمالية حدوث الطلق المبكر. قد يُنصح الأطباء في هذه الحالة بإجراءات طبية للحد من خطر الولادة المبكرة.
4. كيفية التعامل مع الطلق المبكر
في حالة الشك بوجود أعراض الطلق المبكر، يجب على الحامل التوجه فورًا إلى الطبيب أو المستشفى. هناك عدد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر الولادة المبكرة. في بعض الحالات، قد يُنصح بتناول أدوية لتهدئة الانقباضات الرحمية أو إجراء فحوصات إضافية للتأكد من صحة الجنين.
إذا تم تشخيص الطلق المبكر، قد يُقرر الأطباء تقديم العناية الطبية المتخصصة، مثل إعطاء الأدوية التي تساعد في تقليل الانقباضات، أو حتى محاولة منع الولادة إذا كانت الأعراض في بداية تطورها.
في بعض الحالات المتقدمة من الطلق المبكر، قد يُجرى تحفيز للولادة بشكل غير مباشر إذا كانت الحامل في الأسبوع 34 من الحمل أو أكثر، إذا كانت صحة الجنين مستقرة.
5. الخلاصة
الطلق المبكر هو حالة تستدعي الانتباه الفوري والاهتمام الطبي، حيث إنه قد يشير إلى احتمالية ولادة مبكرة. من خلال مراقبة الأعراض مثل الانقباضات المنتظمة، الألم المستمر في أسفل البطن، والإفرازات المهبلية غير الطبيعية، يمكن للحامل أن تكتشف علامات الطلق المبكر في وقت مبكر. إن التعامل السريع مع هذه الأعراض يمكن أن يساعد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية صحة الأم والجنين، وبالتالي التقليل من المخاطر المحتملة على الحمل.
