أعراض حدوث التبويض
يعد التبويض أحد أهم مراحل الدورة الشهرية لدى النساء، حيث يتضمن إطلاق بويضة ناضجة من المبيض استعدادًا للتخصيب بواسطة الحيوانات المنوية. ويعتبر التبويض جزءًا أساسيًا في عملية الإنجاب، ويتأثر بعدد من العوامل مثل الصحة العامة، التغذية، والنشاط البدني. يمكن للنساء التعرف على التوقيت الدقيق لحدوث التبويض من خلال مجموعة من الأعراض والعلامات التي تظهر خلال هذه الفترة. في هذا المقال، سيتم استعراض أبرز أعراض حدوث التبويض، كيفية ملاحظتها، وعلاقتها بالدورة الشهرية بشكل مفصل.
1. تغيرات في إفرازات عنق الرحم
تعد الإفرازات المهبلية من العلامات الواضحة لحدوث التبويض. أثناء الدورة الشهرية، يمر عنق الرحم بتغيرات تؤثر في طبيعة الإفرازات المهبلية. في الأيام التي تسبق التبويض، يصبح المخاط أكثر رطوبة وشفافية، ويشبه في مظهره بياض البيض. يساعد هذا النوع من الإفرازات في تسهيل حركة الحيوانات المنوية عبر المهبل إلى الرحم لتخصيب البويضة. وتعتبر هذه الإفرازات من أبرز العلامات التي تشير إلى قرب حدوث التبويض.
2. تغير في درجة حرارة الجسم الأساسية
تعتبر درجة حرارة الجسم الأساسية (Basal Body Temperature – BBT) من أبرز الوسائل التي يمكن من خلالها تتبع التبويض. في اليوم الذي يحدث فيه التبويض، تزداد درجة حرارة الجسم الأساسية بشكل طفيف (حوالي 0.5 إلى 1 درجة فهرنهايت)، وذلك نتيجة لارتفاع مستويات هرمون البروجستيرون الذي يُفرز بعد التبويض. هذا التغير يمكن أن يكون دليلاً على حدوث التبويض عندما يتم تسجيل درجة الحرارة يوميًا لفترة من الزمن، وهو يساعد النساء على معرفة موعد التبويض بشكل دقيق.
3. ألم أو وخز في المبيضين
قد تشعر بعض النساء بألم خفيف أو شد في أسفل البطن أثناء فترة التبويض، ويُعرف هذا الشعور بـ”ألم التبويض” أو “Mittelschmerz”. يحدث هذا الألم عادة في إحدى الجانبين من أسفل البطن ويستمر لبضع ساعات إلى يوم واحد. في بعض الأحيان، يكون الألم حادًا ويختفي مع مرور الوقت. يُعتقد أن هذا الألم ناتج عن تمزق الكيس الذي يحتوي على البويضة وتحررها من المبيض. قد يكون هذا العرض أكثر وضوحًا لدى النساء اللواتي لديهن دورة شهرية منتظمة.
4. زيادة في الرغبة الجنسية
من المعروف أن مستوى هرمونات الجسم يتغير خلال الدورة الشهرية، وخاصة أثناء التبويض. بعض النساء يلاحظن زيادة في الرغبة الجنسية في فترة التبويض بسبب ارتفاع مستويات هرموني الاستروجين والبروجستيرون، اللذين يعملان على تحفيز الجسم للاستعداد للتخصيب. هذه الزيادة في الرغبة الجنسية قد تكون إحدى العلامات التي تشير إلى حدوث التبويض، حيث أن الجسم في هذه المرحلة يكون في أوج استعداداته للإنجاب.
5. تغيرات في الثديين
قد تلاحظ بعض النساء تغيرات في حجم أو حساسية الثديين أثناء التبويض. تصبح الحلمات أكثر حساسية، وقد تشعر المرأة بوخز أو انتفاخ في الثديين. هذه التغيرات تحدث بسبب ارتفاع هرمونات الاستروجين والبروجستيرون في فترة التبويض. في بعض الحالات، قد يختفي هذا العرض بعد التبويض مباشرةً.
6. تغير في الوضعية اللولبية عنق الرحم
خلال فترة التبويض، يتغير وضع عنق الرحم بشكل طبيعي. يصبح عنق الرحم أكثر ارتفاعًا ونعومة، كما أنه قد يتغير شكله ليصبح مفتوحًا بشكل أكبر لتهيئة الطريق للحيوانات المنوية. يمكن للمرأة المتمرسة في مراقبة هذه التغيرات أن تلاحظها وتستخدمها كدليل على اقتراب حدوث التبويض. يساهم هذا التغير في ضمان وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة بشكل أسرع وأفضل.
7. شعور بالإرهاق أو التعب
قد تشعر بعض النساء بالإرهاق أو التعب المفاجئ خلال فترة التبويض بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث في هذه المرحلة. يمكن أن تؤدي زيادة مستويات هرمون الاستروجين إلى شعور بالتعب العام، وهو ما يجعل بعض النساء يشعرن بحاجة إلى الراحة أكثر من المعتاد. رغم أن هذا العرض ليس شائعًا لدى الجميع، إلا أن بعض النساء قد يشعرن بتعب شديد في هذه الفترة.
8. تغييرات في المزاج
التغيرات الهرمونية التي تحدث في فترة التبويض يمكن أن تؤثر على المزاج. قد تشعر بعض النساء بالفرح والراحة والهدوء نتيجة لزيادة هرمون الاستروجين، في حين قد يشعر البعض الآخر بالقلق أو التوتر نتيجة لتغيرات مستويات الهرمونات الأخرى مثل البروجستيرون. لا تعتبر هذه التغيرات دائمًا سلبية، ولكنها تساهم في بعض الأحيان في تعديل الحالة المزاجية للمرأة.
9. زيادة في حاسة الشم والتذوق
من الأعراض الأقل شهرة التي قد تحدث خلال التبويض هي زيادة حدة حاستي الشم والتذوق. هذه الظاهرة قد تكون نتيجة لتغيرات في مستويات هرمون الاستروجين في الدم، حيث تصبح بعض الحواس أكثر حساسية. قد تشعر بعض النساء بأنهن أكثر قدرة على تمييز الروائح أو التذوق بشكل دقيق، وهو ما يمكن أن يُعتبر من الأعراض المرتبطة بعملية التبويض.
10. التغيرات في لون البشرة
تعتبر التغيرات في لون البشرة من الأعراض التي قد تشير إلى التبويض، حيث قد تلاحظ بعض النساء ظهور بعض البثور أو زيادة في اللمعان على البشرة خلال هذه الفترة. يحدث هذا نتيجة للتغيرات في الهرمونات التي تؤثر على غدد البشرة. في بعض الأحيان، قد يلاحظ البعض تحسنًا في مظهر البشرة، حيث تصبح أكثر إشراقًا وصحة نتيجة للزيادة في هرمون الاستروجين.
11. التغيرات في الشهية
قد تشهد بعض النساء تغيرات في الشهية أثناء فترة التبويض. في بعض الحالات، قد يشعرن برغبة في تناول الأطعمة المملحة أو السكرية بشكل أكبر، نتيجة لتقلبات الهرمونات. قد يكون هذا التغير في الشهية مرتبطًا بالتأثيرات الهرمونية التي تحدث أثناء التبويض، والتي تؤثر على مراكز الشبع والجوع في الدماغ.
12. انخفاض في مستوى هرمون LH
يتم إفراز هرمون LH (هرمون اللوتين) بكميات كبيرة مباشرة قبل حدوث التبويض. لذا فإن القياس الدقيق لهذا الهرمون من خلال اختبارات الإباضة يمكن أن يساعد النساء في تحديد موعد التبويض بشكل دقيق. هذا الاختبار شائع في الكثير من أساليب تتبع الدورة الشهرية، حيث يساعد في تحديد الأيام الأكثر خصوبة.
13. التحاليل الطبية
إلى جانب الأعراض الجسدية، يمكن للنساء أيضًا الاعتماد على الاختبارات الطبية مثل اختبارات التبويض المنزلية أو المراقبة عن طريق الموجات فوق الصوتية لتحديد وقت التبويض بدقة أكبر. تعتبر هذه الأساليب دقيقة للغاية وتمكن النساء من معرفة الوقت الأمثل لحدوث التبويض، مما يسهم في تعزيز فرص الحمل.
الخاتمة
إن فهم الأعراض المرتبطة بحدوث التبويض يمكن أن يكون مفيدًا جدًا للنساء اللواتي يخططن للحمل أو اللواتي يرغبن في متابعة صحتهم الإنجابية. تساعد هذه الأعراض في تحديد الفترة الزمنية الأكثر خصوبة خلال الدورة الشهرية، وبالتالي زيادة فرص الحمل.
